العدد 3724 - الجمعة 16 نوفمبر 2012م الموافق 02 محرم 1434هـ

محمد فاضل: كل شيء لدينا يتحرك لكننا لا نتقدم...

عن كتابه الأول «مناطحة جدار العناد» الصادر عن دار «مدارك» للنشر

بعد ثلاثين عاماً من العمل في الصحافة، يأتي كتاب «مناطحة جدار العناد - البحرين: استكشاف طاقة المحبة والتسامح» للكاتب والصحافي البحريني محمد فاضل العبيدلي ليمثل خلاصة تتوج ثلاثين عاماً من العمل صحافيّاً في الصحافة البحرينية والدولية كتب خلالها في معظم الصحف البحرينية وبعض الصحف الخليجية والعربية والدولية.

نشرت موضوعات هذا الكتاب في صحيفة «الوقت» البحرينية التي ساهم مع نخبة من الصحافيين البحرينيين في تأسيسها ووضع مقاربتها وسياساتها التحريرية وشغل فيها منصب مستشار التحرير. ومن موقعه هذا، أشرف العبيدلي على تطبيق هذه المقاربة التي أثمرت صحيفة متميزة ومغايرة في تاريخ الصحافة البحرينية والعربية، شكلت علامة مميزة تجمع بين المتابعة الصحافية اليومية والعمق البحثي الأكاديمي على مدى أربع سنوات بدأت من 2006 حتى منتصف 2010 هي عمر هذه الصحيفة.

تنبع اهمية هذه المقالات في أنها تمثل خلاصة لتجربة طويلة لهذا الصحافي البحريني المخضرم في كتابة المقال تشكل محطة صحيفة «الوقت» فيها أهمية خاصة. فالعبيدلي لم يكن كاتب مقالات في الصحيفة فقط، بل المشرف على صفحات الرأي. ومن هذه المسئولية بادر الى وضع معايير جديدة للمقالات تركز بالدرجة الاولى على رفع مستوى المقالات عبر تأكيد صدقية الرأي ووجهات النظر التي تعبر عنها المقالات والارتقاء بطبيعة ومستوى الجدل والنقاش العام الذي يمكن ان تمثل الصحيفة منبراً له. تجلى ذلك الحرص في طبيعة المقالات التي كان غالبها يبدو اقرب للبحث والاستقصاء. وفي إحدى العلامات الفارقة، كانت الصحيفة تلزم كتابها بتدوين الهوامش (footnotes) لتأكيد صحة المعلومات الواردة في مقالاتهم تأكيداً للمصداقية وحرصا على ادارة جدل صحي وراق وهي بهذا تكاد ان تكون الصحيفة العربية الوحيدة التي تتبع هذه المقاييس العلمية في المقالات.

في خضم هذه المقاربة، كتب العبيدلي مقالاته التي يضمها هذا الكتاب في الفترة من فبراير/ شباط 2006، حتى مايو/ أيار 2010 وتتناول قضايا واهتمامات متعددة، من قضايا الشأن العام الى مشكلات التواصل البشري وأوضاع الصحافة والجدل العام.

يقول العبيدلي عن الكتاب: «بدأت كتابة المقالات منذ بدايات عملي صحافيّاً في مطلع الثمانينات، لهذا فان المقالات التي نشرتها في صحيفة «الوقت» تمثل مرحلة متقدمة من تجربتي في كتابة المقال لأنها تأتي لتتوج نحو عقدين من العمل في الصحافة (...) لا أقول انها تتوج تجربتي لأنني مازلت أكتب، لكن من المؤكد أنها شكلت ذروة ومحطة متقدمة في تجربتي في الصحافة على مدى 30 عاماً».

وأضاف موضحاً: «هناك ميزة أخرى لهذه المقالات هي أنها نشرت في ظل مرحلة التعددية السياسية والانفتاح التي بدأت في البحرين منذ العام 2001 وهو ما أعطى النقاش والجدل العام بعداً أوسع وأكثر رحابة لعبت فيه الصحافة دورها كأداة للرقابة ومنبراً عامّاً للآراء ووجهات النظر والمناظرات حول كل القضايا التي تشغل الرأي العام (...) هذا على الأقل ما سعينا اليه في صحيفة «الوقت» وأعتقد اننا نجحنا فيه الى حد كبير».

وعلى رغم تعدد الموضوعات التي تتناولها المقالات؛ فان القاسم المشترك الذي يجمعها هو رصد دقيق وتساؤلات قلقة لحالة من المراوحة تسيطر على المجتمع بأسره وتمنع التقدم في أي مضمار. وسواء تعلق الأمر بالسلوك البشري أو الجدل السياسي في مجتمع مثل المجتمع البحريني أو الظواهر المستجدة؛ فإن الثيمة التي تجمع موضوعات الكتاب تبقى: «المراوحة في المكان».

يقول العبيدلي: «المقالات تستقصي أوجه مراوحة أعتقد انها تخيم علينا في البحرين على رغم ما يقترحه المشهد العام والواقع من أن هناك حركة في أكثر من اتجاه وعلى أكثر من صعيد (...)، هذه الحالة أوجدت ما يمكن ان أسميه خداعاً بصريّاً، فكل شيء يتحرك وثمة نشاطات في كل ميدان، لكننا لا نتقدم (...) الجدل ساخن جدّاً لكننا ندور في المكان نفسه (...)، المقالات تستقصي وتثير أسئلة حول ما يمكن أن أسميه إصراراً على عدم التقدم».

في أحد مقالاته بعنوان: «السحر والحقيقة والأوهام» يقول العبيدلي: « ثلاثون عاماً وأنت في قلب دائرة لا تشعر فيها بأي تقدم، وكل تقدم مهما كان بسيطاً يتم التراجع عنه بسرعة وليست هناك أية آفاق لنمو طبيعي لفكرة أو مؤسسة أو تجربة في أي ميدان. وحالنا هو حال من يتحدث عن الكمال لكن لا يسعى له، من يتحدث عن العقلانية لكنه لا يفكر بالعقل». يضيف «نكثر من القول وبإلحاح شديد إننا نريد الجديد لكننا لا نقبل بالمحاولة أصلاً، نتحدث عن المحبة؛ لكننا لا نختبرها، قانعون بما نحن فيه، لذا يبدو الإلحاح على الجديد ضرباً من العبث ومدعاة للسخرية دوماً. ثلاثون عاماً تجد نفسك بعدها مطالباً بإثبات ما برهنت عليه أصلاً، وأكثر أشكال التفكير العقيم الذي نغرق فيه؛ هو البحث دوماً عن النوايا وراء سهو أو لفتة إيجابية».

بدأ العبيدلي حياته المهنية العام 1981 محرراً للشئون المحلية في صحيفة «أخبار الخليج» وتاليا محرراً للشؤون العربية والدولية ، ثم انتقل الى صحيفة «الأيام» التي شغل فيها منصب نائب مدير التحرير قبل ان ينتقل إلى العمل مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية (AFP) في السنوات العشر الأخيرة من مشواره المهني.

بدأ العبيدلي كتابة المقالات منذ الثمانينات في «اخبار الخليج» ثم «الأيام» وصحيفة «الوسط» في البحرين، و»الشرق» القطرية من 2001 الى 2005 وبشكل غير منتظم في صحيفة «الحياة» اللندنية من 1999 حتى 2001. كتب أيضاً - ولايزال - في شهرية «لوموند ديبلوماتيك» النسخة العربية التي عمل فيها لاحقاً محررا لمدة عامين منذ مطلع 2009 حتى نهاية 2010. وهو كاتب منتظم في صحيفة «البيان» الاماراتية منذ العام 2005 وحتى اليوم واعتباراً من مارس/اذار 2012 بدأ الكتابة بشكل منتظم في صحيفة «غلف نيوز – Gulf News» الاماراتية الصادرة باللغة الانجليزية.

ومنذ العام 2009، أصبح العبيدلي مدرباً معتمداً في شبكة «إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية» التي تعرف اختصارا باسم «أريج – ARIJ» وتتحذ من العاصمة الاردنية (عمان) مقراً لها. له اهتمامات بالمسرح والسينما، حيث شغل عضوية لجان تحكيم مسابقات محلية للمسرح والسينما في البحرين ورأس تحرير دورية كان يصدرها نادي البحرين للسينما باسم «أوراق سينمائية» كما أعد وقدم برنامج «صحافة» في تلفزيون البحرين من يونيو/حزيران 1996 حتى اكتوبر/ تشرين الأول 1998.

يعمل العبيدلي حاليّاً، رئيساً لفريق تحليل ومستشاراً إعلاميّاً بمركز دبي للاستشارات والبحوث والإعلام (بحوث) الذي يتخذ من دبي بالإمارات العربية المتحدة مقرّاً له.

العدد 3724 - الجمعة 16 نوفمبر 2012م الموافق 02 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً