فرقت قوات الأمن الاردني الخميس تظاهرات جديدة ضد رفع اسعار المحروقات في يوم ثان من الاحتجاجات واعمال الشغب التي ادت الى مقتل شخص واصابة 71 آخرين بينهم رجال امن.
وخرج متظاهرون ضد رفع الاسعار الى شوارع عمان ومدن اخرى، الا ان اعدادهم كانت بالمئات فقط خصوصا لعدم مشاركة انصار الحركة الاسلامية التي قالت انها ستشارك في تظاهرات اليوم، بحسب مراسل فرانس برس.
واستخدمت قوات الدرك الغاز المسيل للدموع لتفريق حوالى 300 متظاهر قرب ميدان جمال عبد الناصر المعروف باسم دوار الداخلية (وسط عمان).
وكانت قوات الدرك و مكافحة الشغب اغلقت الدوار قبيل التظاهرة التي كانت على بعد نحو 200 متر منه، وطلب احد مسؤولي الأمن عبر مكبر الصوت من المتظاهرين مغادرة المكان قائلا "لو سمحتم غادروا المكان انتم تغلقون الطريق وهذا غير قانوني".
الا ان المتظاهرين اصروا على البقاء وهتفوا "حرية من الله يسقط يسقط عبدالله" في اشارة الى العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، و"يا عبد الله يا ابن حسين مال الشعب راح وين؟".
وحذر الامن المتظاهرين مجددا عبر مكبر الصوت قبل ان يطلق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم ويعتقل عدد منهم.
وحاول المتظاهرون مرارا التجمع قرب احدى الطرق الفرعية القريبة والمؤدية لمخيم الحسين للاجئين الفلسطينيين، ما دفع الامن لاستخدام الغاز المسيل للدموع مجددا.
وفي وسط المدينة منعت الشرطة تظاهرة امام البنك المركزي، الا ان نحو 500 شخص نفذوا اعتصاما قرب المدرج الروماني (وسط عمان).
وقالت مديرية الأمن العام في بيان ان محتجين في الطفيلة (جنوب المملكة) اطلقوا الرصاص تجاه الشرطة ما ادى الى جرح عدد منهم.
واوضحت ان "مسيرة احتجاجية خرجت اليوم (الخميس) في الطفيلة بمشاركة 150 شخصا وقام عدد من المشاركين فيها باطلاق عيارات نارية مباشرة تجاه رجال الامن العام والدرك".
واضافت ان "اربعة من افراد الدرك اصيبوا جراء اطلاق العيارات النارية وجرى اسعافهم".
وفي اربد (شمال) استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين اغلقوا الطريق العام.
من جانبه، قال مدير الأمن العام الفريق اول حسين المجالي في مؤتمر صحافي انه "خلال اليومين الماضيين تم ضبط 158 شخصا في مختلف المحافظات".
واكد ان الامن "سيضرب بيد من حديد من يحاول المس بأمن الاردن، اما المسيرات السلمية فسيكون التعامل معها وفقا للقانون بحضارية ومهنية عالية".
واضاف ان الشرطة تعاملت مع 100 حادث شغب وتخريب وسرقة في المملكة خلال الساعات ال48 ساعة الماضية.
واشار الى ان "اصحاب سوابق استغلوا الوضع وارتكبوا جرائم"، مشيرا الى وقوع 71 اصابة منها 54 بين رجال الامن خلال الشغب والصدامات.
وكانت الشرطة اعلنت ان "مسلحين" هاجموا ليل الاربعاء الخميس مركزا للشرطة في اربد فقتل احد المهاجمين وجرح اربعة منهم كما اصيب 12 شرطيا بجروح.
وقال المجالي ان "الامر كان دفاعا عن النفس".
الا ان عائلة القتيل قالت، في تصريحات نقلتها مواقع الكترونية محلية، ان "الشاب قيس العمري لم يكن مسلحا وكان يبعد 250 مترا عن المركز الأمني".
وكانت قوات الأمن استخدمت الاربعاء الغاز المسيل للدموع والمياه لتفريق احتجاجات في منطقة جبل الحسين قرب دوار الداخلية واربد (شمال).
واندلعت مساء الثلاثاء احتجاجات في الاردن بعد رفع اسعار المشتقات النفطية بنسب تراوحت بين 10% و53% لمواجهة عجز موازنة العام الحالي الذي قارب 5 مليارات دولار في بلد يستورد معظم احتياجاته النفطية ويعتمد اقتصاده على المساعدات الخارجية.
وقالت الحكومة انها ستقوم بتعويض الاسر التي لا يتجاوز دخلها السنوي عشرة الاف دينار (حوالى 14 الف دولار) بمبلغ 420 دينارا سنويا (حوالى 592 دولارا).
من جهة اخرى، دعا همام سعيد، مراقب عام جماعة الاخوان المسلمين في الاردن الملك عبدالله الثاني الى "تدارك الامور بالعودة عن رفع الاسعار فشعب الاردن غير قادر على تحمل اعباء جديدة".
وحض سعيد الملك في تصريحات بثها الموقع الالكتروني للجماعة على "المسارعة في اصلاحات دستورية تعيد السلطة الى الشعب" داعيا اياه الى "تأجيل انتخابات الصوت الواحد لأن الاجواء الحالية لا تمهد لانتخابات مقبولة شعبيا".
ومن المقرر ان تجري الانتخابات النيابية التي تقاطعها المعارضة، وخصوصا الحركة الاسلامية، في 23 كانون الثاني/يناير المقبل.