رفض الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس الاربعاء (14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) ان يعترف بالمعارضة السورية الموحدة ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري او حتى حكومة موقتة في المنفى بانتظار الاطاحة المحتملة بالنظام في دمشق.
وكانت الولايات المتحدة دفعت في الاسابيع الماضية المعارضة السورية الى توسيع صفوفها والاتحاد لتشمل بالاضافة الى المجلس الوطني السوري في المنفى المجموعات المقاتلة في سوريا.
ورحبت واشنطن بولادة "الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة" في الدوحة الاحد.
وفي اول مؤتمر صحافي له منذ اعادة انتخابه رئيسا لولاية ثانية في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، رحب اوباما الاربعاء ب"تشكيل المعارضة لمجموعة ... متنوعة وتمثيلية".
الا انه حذر من ان الولايات المتحدة "ليست مستعدة بعد للاعتراف بها كحكومة في المنفى".
وصرح اوباما "نحن نعتبر المعارضة ممثلة شرعية لتطلعات الشعب السوري"، مشددا بذلك على الفارق مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند الذي اعلن الثلثاء ان فرنسا تعترف بالائتلاف السوري الوطني بصفته "الممثل الوحيد للشعب السوري وبالتالي الحكومة المؤقتة المستقبلية لسوريا الديمقراطية".
ومنذ اشهر تحث الدول الغربية والعربية التي تأمل بالاطاحة بنظام بشار الاسد المعارضة السورية على الاتحاد وتشكيل اطر حكومة انتقالية تمثيلية لكل الطوائف والحساسيات والمناطق في سوريا.
كما ان هولاند تحدث الثلثاء عن امكان ان يقوم الغرب بتسليم اسلحة الى المقاتلين السوريين المعارضين.
والخميس اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان بلاده ستطلب من الاتحاد الاوروبي رفع الحظر على ارسال "اسلحة دفاعية" الى سوريا وذلك بهدف التمكن من ارسال اسلحة من هذا النوع الى مقاتلي المعارضة.
وقال فابيوس لاذاعة "ار تي ال" انه "في الوقت الحاضر هناك حظر، وبالتالي ليس هناك اي سلاح يتم تسليمه من الجانب الاوروبي. المسألة قد تطرح، ستطرح على الارجح في ما يتعلق بالاسحلة الدفاعية"، مؤكدا ان "هذا الامر لا يمكننا القيام به الا بالتنسيق مع الاوروبيين. المسألة ستطرح لان الائتلاف (السوري المعارض) طلب هذا منا".
وتابع ان "موقف فرنسا يقوم على عدم تسليح النزاع لكنه من غير المقبول طبعا ان تكون هناك مناطق محررة وان تتعرض لغارات جوية من مقاتلات بشار (الاسد)"، مشددا على ان "مسالة التسليح ستطرح"، دون تحديد موعد، لكنه قال ان الامر سيكون قريبا.
ومن هنا فان الموقف الاميركي واضح تماما وثابت ولم يتغير ابدا منذ اشهر ويقوم على الرفض التام لتزويد المعارضة بالاسلحة حتى لا تقع بين ايدي متطرفين، وعلى تكثيف المساعدات الانسانية و"غير القتالية" مثل اجهزة الاتصالات والتدريبات وغيرها.
الا ان الولايات المتحدة اقرت في تشرين الاول/اكتوبر بانها تنسق مع شركائها الذين يزودون المعارضين السوريين بتجهيزات عسكرية لانها تريد التاكد من ان هذه الاسلحة تصل الى وجهتها.
واضاف اوباما "نحن نحترس وخصوصا عندما نبدأ بالحديث عن تسليح مسؤولي المعارضة لكي لا نضع اسلحة بين ايدي اناس قد يسيئون الى الاميركيين او الاسرائيليين".
واثار اوباما مجددا مخاوف الغرب ازاء وجود مقاتلين اسلاميين متطرفين مرتبطين بتنظيم القاعدة بين المعارضة، واكد ان اجهزة استخباراته "رأت عناصر متطرفين يتسللون بين صفوف المعارضة".
ورأت مارينا اوتاواي من مركز "كارنيغي للسلام" ان "الولايات المتحدة تريد تنظيما عسكريا موحدا (للمعارضة السورية) يمكن ان ترسل اليه المساعدات المالية والعسكرية ويقطع الطريق امام الجهاديين".
وتابعت اوتاواي لفرانس برس "انها خطة ملفتة لكنني لست واثقة من امكان نجاحها".
بلد الشراع
أوباما يعترف مجددا بصعوبة الإطاحة بنظام الأسد أو حتى التفكير في حكومة في المنفى لقد دخلت أمريكا في معادلة صعبة أما أن تدخل المعركة بنفسها وهو أمر محال وأما أن تقر بالهزيمة وهو أمر كبير على مقاتل يدعي القوة والشجاعة لسنوات