لا يخفى على أحد كيف حلّ الحزن بشعب البحرين عندما سقطت الطائرة البحرينية أمس، وهي التي كانت دائما تحلّق في سماء البطولات العربية والخليجية، فما بالنا حين كانت قريبة من الذهب العربي، غير أنّ السقوط الأخير كان قويا لدرجة أنّ منتخبنا فقد لقبه الذي حققه في البطولة الماضية.
وعلى رغم الخسارة فإن المنتخب الوطني للكرة الطائرة أعطى صورة رائعة في مبارياته بالدورة العربية، امتزجت فيها كل أصناف الولاء والمحبة لهذا البلد، المنظر الجميل الذي شهدته صالة اتحاد الطائرة وهو يحتضن الجماهير التي جاءت لتشجع منتخبها، وسط معاناة الظفر بالنقاط وصعوبة تحقيقها في مباراته مع تونس، والروح العالية المتفانية من اللاعبين أنفسهم، جعل الكثير ممن شاهد المباراة يحلم بهذه المناظر التي تؤكد أن البحرين بخير، وأنها لوحدها قادرة على الوقوف في وجه أعتى المنتخبات، من دون الحاجة إلى إدخال أياد خارجية تساعدنا على الفوز بالبطولات.
من يرى كيف بكى اللاعبون بعد خسارتهم البطولة، يعرف كيف يحس المواطن بطعم الإنجاز ويعرف كيف يكون الفخر في رفع علم بلاده إلى الأعلى، لكن الخسارة حقيقة كانت أقرب من الفوز في مباراة الأمس وسط الفوارق الكبيرة بين المنتخبين، كل ذلك لا يلغي أن المنتخب قدم إحدى أفضل صوره وهو بحاجة إلى الرعاية، ولاسيما أن أعمار اللاعبين تعد صغيرة وأمامها مشوار طويل وهذا ما نأمله.
تنتهي اليوم مشاركة النادي الأهلي في البطولة الآسيوية لكرة اليد والتي جاءت سلبية تماما ولا تليق بمستوى وأداء كرة اليد البحرينية، ولذلك أسباب كثيرة أهمها غياب اللاعب المحترف الذي كان سمة الفرق المشاركة جميعها ما عدا الأهلي والعربي الكويتي الذي جاء في المركز الأخير الذي كان قريبا جدا من الأهلي، إضافة إلى غياب الإعداد الصحيح من خلال المعسكرات الخارجية التي تجمع اللاعبين الذين كانوا خلال تواجدهم بالبحرين في مرحلة الاستعداد غير قادرين على حضور التدريبات بشكل يومي، لدرجة أن التدريب الأخير للفريق قبل سفره للبطولة لم يكن مكتمل العدد بسبب انشغال بعض اللاعبين في أعمالهم.
هذه المشاركة وغيرها بالتأكيد تفتح الباب على مصراعيه للحديث عن ماهية الدعم المقدم من قبل المؤسسة العامة للشباب والرياضة لمثل هذه المشاركات، ولعل تكفل رئاسة الشباب والرياضة بالمملكة العربية السعودية بمصاريف التعاقد مع أفضل اللاعبين المحترفين لفريقي النور ومضر، دليل واضح على الدور الذي يجب أن تلعبه مؤسستنا في مثل هذه المشاركات المهمة للبلد.
رأينا كيف تخطى الفريق بعد استعادته مستواه الطبيعي فرقا تحظى بمجموعة كبيرة من المحترفين والأجانب في الدور الثاني لتحديد المراكز، لكن الروح والقتالية التي يعرف بها اللاعب البحريني لن تكون كافية للوصول إلى القمة التي تحتاج للأكثر.
نتمنى أن يوفق الفريق في تصحيح أوضاعه وخصوصا أنه سيكون على أبواب المشاركة أيضا في البطولة المفضلة لديه وهي البطولة الخليجية التي ستقام في البحرين، وبالتالي ضرورة أن يظهر الفريق بمستواه المعهود من أجل تحقيق البطولة.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3721 - الثلثاء 13 نوفمبر 2012م الموافق 28 ذي الحجة 1433هـ
تناقض واضح
تناقض واضح في الفقرة الأولى يشيد بالسواعد البحرينية وفي الفقرة الثانية يعزي خروج الأهلي بسبب المحترفين والأجانب