انعقد صباح أمس الثلثاء (13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) مؤتمر الوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي واجتماع اللجنة الدائمة للثقافة العربية في دورته الثامنة عشرة برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، وبرئاسة وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، حيث اتخذ هذا الاجتماع مبحثًا خاصّاً ركز في موضوعه الرئيس على «التواصل الثقافي مع الثقافات العالمية الأخرى»، وتناول رؤية شاملة للعمل الثقافي العربي والاتفاقيات الثقافية الشاملة للمشروعات القومية المقترحة.
وافتتح نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة الجلسة، لافتًا إلى أن المنامة بتكوينها الجغرافي والمعرفي شكّلت نقطة التقاء حضاري وتعايش سلمي حميم، ونموذجًا حيّاً للتنوع الثقافي والاجتماعي، مشيرًا إلى أن التركيبة المجتمعية البحرينية تؤكد «أننا لسنا دعاة انعزال، ولا انكفاء على الذات، وثقافتنا ليست بثقافة ركود وجمود وضمور، بل ثقافة منفتحة، ممتدة بأفقها الإنساني الواسع، مؤمنين بالحوار ونبذ العنف والصراعات».
وأوضح في سياق حديثه أن هذا التطوير الحضاري والثقافي الذي تحظى به مملكة البحرين يعود إلى المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي انعكس بوضوح على العديد من المشاريع والأنشطة الثقافية التي تعزّز موقع البحرين كمنارة ثقافية وحضارية في المنطقة.
إلى ذلك؛ أشار وزير الثقافة والفنون والتراث بدولة قطر حمد بن عبدالعزيز الكواري إلى الاقتران الثقافي ما بين دولة قطر ومملكة البحرين، إذ كانت الدوحة عاصمة للثقافة العربية في العام 2010، وسعت في عملها الثقافي إلى استدعاء مشاهد وشخصيات ثقافية عربية ودولية مرموقة، إلى جانب تكوين بنية أساسية ثقافية تدعم الاشتغال الثقافي العربي ككل. موجهًا الحضور إلى ضرورة الالتفات لتراث القدس العربي، وتوحيد الجهد العربي.
وأعلن حمد الكواري في كلمته تسليم الرئاسة الجديدة للدورة الثامنة عشرة للوزراء العرب المسئولين عن الشئون الثقافية لوزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، مثمنًا الجهود التي بذلتها على المستويين الثقافي والفكري العربي، وأهليّتها لتحمل أمانة رئاسة الدورة الجديدة.
من جهتها؛ رحّبت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بوزراء الثقافة العرب، موضحةً أن المنامة هذا العام في اختيارها عاصمة للثقافة العربية للعام 2012 احتضنت على مداها سلسلة من الفعاليات الثقافية التي أدّت دورًا تنمويّاً واجتماعيّاً.
وذكرت «تمكّنا، من خلال فعاليات العاصمة الثقافية بتكاتف الجهود، من أن نسهم في تعزيز وتنمية مفهوم الانتماء الوطني، وإعادة اللحمة الوطنية، والنسيج الاجتماعي إلى الشعب البحريني، وهو دور مهم من أدوار الثقافة تم تغييبه في الساحة السياسية المحلية والعربية».
وأشارت في حديثها إلى أن العمل الثقافي والاشتغال المستمر عزّز الخبرات البحرينية؛ ما أسهم في تهيئة العاصمة البحرينية (المنامة) عاصمة للسياحة العربية خلال العام المقبل تحت شعار: «السياحة تثري»، وقد استند هذا الاختيار إلى الإرث التاريخي والمعرفي، والسعي إلى الحفاظ على الخصائص والمكونات الحضارية والمكانية.
وأكّدت وزيرة الثقافة أهمية الدور الثقافي كجسر للتواصل والفهم المشترك، وكطريقة تعبير إنسانية تقدم لغة الإبداع وتجسّد الحوار كمسار حيوي يفضي إلى بلورة رؤية عربية مشتركة، مبينة ضرورة الحاجة إلى تجاوز المعوقات وتفعيل التنوع والتعدد بمعنييهما الثري والنقيض للتنميط، مردفةً: «يتعزز دور الثقافة في العصر الراهن بوصفها حاملة لقيم الحوار والتسامح ونبذ العنف والتطرف والتعصب بشتى أنواعه، لأن التأصيل الثقافي للمواطنين القائم على القيم الإنسانية العليا يكرس القبول بالآخر والاعتراف بالتعدديات الثقافية المختلفة ومد جسور الحوار بين الثقافات والحضارات، بديلاً عن الرغبة في تنميط العالم في قالب أو إطار ثقافي واحد». وشددت على أهمية الخروج بتوصيات مهمة للتأكيد على أن الثقافة ليست ترفًا بل وسيلة أساسية من وسائل إعادة بناء الإنسان العربي وتحقيق النهضة الثقافية في الوطن العربي.
العدد 3721 - الثلثاء 13 نوفمبر 2012م الموافق 28 ذي الحجة 1433هـ