صدم نبأ استقالة مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) ديفيد بترايوس واشنطن بسبب علاقة خارج إطار الزواج ما ينهي حياته المهنية الناجحة ويجعل بريق بطل حرب العراق يخبو.
وقد قبل الرئيس باراك أوباما استقالة بترايوس خلال اتصال هاتفي بينهما بعد ظهر الجمعة قبل أيام من جلسة للجنة الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب للاستماع لإفادته في مسألة الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي.
ولم تكشف هوية السيدة التي أقام معها بترايوس هذه العلاقة. لكن شبكة التلفزيون «إن بي سي» ذكرت أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) يجري تحقيقات بشأن باولا برودويل التي يشتبه بأنها حاولت الاطلاع على الرسائل الإلكترونية لبترايوس التي تحوي معلومات سرية عندما كان على رأس التحالف الدولي في أفغانستان. لكن الـ «إف بي آي» ووزارة العدل رفضاً الرد على أسئلة وكالة «فرانس برس» في هذا الشأن.
وبذلك سيكون الجنرال بترايوس الذي استقال من الجيش ليتولى إدارة وكالة الاستخبارات المركزية قد أمضى سنة ونصف السنة مديراً للـ «سي آي أيه».
وتأتي استقالة بترايوس بينما يفترض أن تستمع لجنة الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب لإفادته في مسألة الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي وخصوصاً عما كانت وكالة الاستخبارات تعرفه وفشلها في ضمان أمن الدبلوماسيين على رغم وجودها الكبير هناك.
وقال المسئول السابق في الـ «سي آي أيه»، بروس ريدل الذي يعمل حالياً محللاً في مركز «بروكينغز اينستيتوت» إن المستشار الحالي لأوباما لمكافحة الإرهاب جون برينان من الشخصيات المطروحة لتولي الإدارة العامة لوكالة الاستخبارات خلفاً لبترايوس.
وأوضح ريدل أن برينان الذي طرح اسمه في السابق لهذا المنصب «صاحب خبرة ويتمتع بثقة الرئيس».
وقال رئيس الإدارة الوطنية للاستخبارات جيمس كلابر إن «قرار ديفيد الاستقالة يشكل خسارة لأحد موظفينا الذين يتمتعون باحترام كبير في البلاد». وتشرف الإدارة الوطنية للاستخبارات على 16 وكالة للاستخبارات في البلاد بينها الـ «سي آي أيه».
وكان بترايوس وصل إلى مقر الـ «سي آي أيه» في لانغلي وقد سبقته سمعته كبطل في الحرب في العراق وقائد التحالف الدولي في أفغانستان. ويتمتع بترايوس بشعبية كبيرة واهتمام إعلامي.
وقد اعتبر تعيينه على رأس وكالة الاستخبارات نتيجة طبيعية للتقارب في السنوات الأخيرة بين المهمات التي كان يعهد بها تقليدياً إلى القوات الخاصة والمهمات السرية التي تكلف بها الـ «سي آي أيه».
ورأى مراقبون عدة يعتقدون أنه كانت لديه طموحات سياسية - مع أنه نفى ذلك مراراً - أن تعيينه على رأس الـ «سي آي أيه» كان وسيلة لدى البيت الأبيض لإجباره على التزام الصمت.
ومع إنه لم يمضِ أكثر من سنة ونصف في منصبه الأخير، قال ريدل إن بترايوس «بدأ يجعل الـ «سي آي أيه» تعيش في عالم ما بعد 11 سبتمبر/ أيلول» بمواصلة مهمتها في مكافحة الإرهاب لكن مع العودة إلى مهامها التقليدية.
العدد 3718 - السبت 10 نوفمبر 2012م الموافق 25 ذي الحجة 1433هـ