الظلمُ واقعٌ ثابت، واقعٌ موجودٌ في مختلف العصور والأمكنة. والبحث عن العدالة مصير الأفراد ممن يرفضون الخنوع للظلم على مرَّ التاريخ.
المرء في حالته الفردية ينشد العدل حين يتعامل مع الآخر باختلاف منصبه وموقعه ومصيره، والمجتمع في حالته الجمعية يفعل الشيء ذاته، ولكن على مستوى أكبر من خلال مواضيع أعم وأشمل.
ثقافتنا الاجتماعية والسياسية والدينية تزكي فكرة العدالة وتؤصل لها مفاهيمها وتبحث عن الأبواب التي تطرقها لتحققها، وتلك التي قد تهدمها أحياناً؛ في حال كانت العدالة عصية على التحصل كي تحققها.
السياسيون ينشدون العدالة في كل خطبهم لتكون المطلب الأول لهم في حملاتهم وثوراتهم، ورجال الدين يستشهدون بالنصوص الدينية كي يحثّوا على العدالة، ورجالات المجتمع من قادة الرأي يصرّون على تشريب الأفراد معاني العدالة ونصوص مواثيق حقوق الإنسان والقوانين المحلية والدولية التي تحققها، بينما لا زالت العدالة المنشودة غائبة!
ينشد العدالة الأشخاص الذين يشعرون بالظلم، بينما يحارب هؤلاء المطالبين بها أولئك الذين يملكون السلطة والمنتفعون من وراء عدم تحققها؛ لما يحققونه من مكاسب آنية تؤدي إلى التوزيع غير العادل للثروات والمناصب والحقوق في ظل دساتير تصر على أحقية الجميع في المساواة والحرية والعدالة.
إن البحث عن العدالة وطلبها والسعي لتحقيقها هو أمرٌ مشروع، وهو الأمر الذي نادت به الشعوب منذ القدم وتجلّى بشكلٍ واضحٍ في زمن الربيع العربي الذي صدّر ثورات الشعب العربي إلى الدول المجاورة له في بعض أحيان وإلى الدول المتابعة لحراكه من دول العالم أحيان أخرى، حتى باتت الشعوب تتعلم من بعضها كيفية المطالبة بحقوقها وعدم الخوف من البحث عن العدالة ومحاولة انتزاعها بكل الطرق المشروعة التي قد تؤدي إلى الوصول لها، بينما تتعلم السلطات والأنظمة القمع والإستئثار بالسلطات والثروات والقرارت من بعضها بعضاً في ظل غياب الرادع الحقوقي أحياناً، وفي ظل ركونها إلى بعض الدول الكبرى التي تبارك لها هذا القمع وهذا التمسك بالديكتاتورية خوفاً من تحقق الديمقراطية التي قد تؤدي إلى زعزعة مصالحها، أحياناً أخرى.
ما يحدث في بعض الدول من حصارٍ لمدن، ومنعٍ للشعائر الدينية والتجمعات السياسية، وسجنٍ لكل من يبحث عن حقه ويطالب به، هو وجهٌ آخر للظلم وغياب العدالة وهو الأمر الذي ترفضه الشرائع الدينية والمواثيق الدولية والدساتير المحلية لهذه الدول، إذا ما تغاضينا عن الضمائر باعتبارها هبة لا يتمتع بها الجميع.
ومضة:
«جولة الباطل ساعة، وجولة الحق إلى قيام الساعة».
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3717 - الجمعة 09 نوفمبر 2012م الموافق 24 ذي الحجة 1433هـ
المصلي
العدل اساس الحكم لو تأملنا قليلا في هذه الحكمة البالغة لعرفنا أن الدول المتقدمة وماوصلت اليه من هذا الأستقرار السياسي والأقتصادي والأجتماعي والتطور في المجال العلمي والتقني والصناعي الا انهم اخدوا جميعا قيم العدل وطبقوها في اوطانهم على الكبير والصغير حتى غدت اوطانهم واحات جميلة تزهر بالخيرات نتمنى أن تصل اوطاننا العربية والأسلامية في يوم من الأيام ما وصلوا اليه وهذا لا يتأتى الا بنشر قيم العدل ونبذ الظلم بجميع اشكاله
ابوعبداللة
«جولة الباطل ساعة، وجولة الحق إلى قيام الساعة ... مقال رائع يحاكي من لة عقل