العدد 3717 - الجمعة 09 نوفمبر 2012م الموافق 24 ذي الحجة 1433هـ

الحـرائق تلتهم غابات الأردن

«مافيا الحطب» متهمة بافتعالها

دق مسئولون رسميون وبيئيون ناقوس خطر يهدد الثروة الحرجية في الأردن، إذا استمر ما وصفوه بـ «جريمة الحرائق المفتعلة لأشجار الغابات» في بلد يعتبر من الدول الفقيرة بموارده الحرجية. وهم يرون أن افتعال حرائق الغابات أصبح ظاهرة دأب تجار حطب على ممارستها.

وبحسب هؤلاء المسئولين والبيئيين، لم تكتفِ «مافيا الحطب» باستخدام تقنيات جديدة تحول دون اكتشاف الجهات الرقابية لممارساتها أثناء قطع الأشجار، بما في ذلك استخدام مناشير كاتمة للصوت ورافعات خاصة في السيارات، بل وصلت إلى حد إحراق أجزاء من الغابات كمبرر لتحطيب الأشجار.

ولإخفاء الأشجار المقطوعة يعمد التجار أحياناً إلى تهريبها في صهاريج المياه. ولم تقتصر الاعتداءات على أشجار الغابات، بل امتدت لتصل إلى قطع أعمدة خطوط الكهرباء والهاتف الخشبية.

ويبدي البيئيون تخوفاً من ازدياد افتعال حرائق الغابات خلال الفترة المقبلة، ولا سيما مع بدء موسم الشتاء، في ظل رفع أسعار الوقود فور بدء سريان قرار الحكومة تحرير سوق المحروقات. ويعتبرون أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب، إلى جانب تكثيف الرقابة، تغييب «الوساطة» والمصالح الشخصية، وعدم التساهل في تطبيق القانون.

حريق غابات الصفصافة في محافظة عجلون، الذي حدث في يونيو/ حزيران الماضي، أشعل فتيل الاحتجاجات التي قام بها نشطاء محليون طالبوا بضرورة اتخاذ الحكومة خطوات جدية في التعامل مع مافيا الحطب. وقد أدى الحريق الى القضاء على أكثر من 3000 شجرة نادرة ومعمرة في عجلون، حيث وُجد أكثر من 15 موقعاً لبداية الحريق من أجل تشتيت جهود الإطفاء كي تنتشر النار في أكبر بقعة ممكنة. ويعتبر النشطاء أن مسلسل الحرائق والتحطيب والاعتداء على الثروة الحرجية من أهم المشاكل وأكبرها تأثيراً على التنوع الحيوي في الأردن.

وقال مدير مديرية الأحراج في وزارة الزراعة محمد الشرمان: «إن نحو 80 في المئة من الحرائق التي تحدث في الغابات مفتعلة من قبل مافيات الحطب، وليست بسبب الإهمال». مضيفاً أن الاعتداءات ازدادت كثيراً، «ما يوجب علينا وقفة جماعية ومن الجهات كافة للحفاظ على هذه الثروة الوطنية المهمة».

واعتبر أن جهود حماية الغابات لا تقع على عاتق مديرية الأحراج فقط، بل يجب تعزيز الحس الوطني لدى الأردنيين بضرورة حماية غاباتهم. موضحاً أن المديرية، بالتعاون مع الجهات المعنية، منعت التصرف بالحطب في منطقة الحريق لكي لا يستفيد منه المتسببون، داعياً إلى عقاب صارم لمن يقوم بهذه الأعمال.

واعتبر مدير الشرطة البيئية أحمد الطعاني أن الأغنياء أصبحوا ينافسون الفقراء على الحطب، لإشعال المدافئ الفاخرة في منازلهم. وقد ضبطت مديرية الشرطة البيئية خلال الصيف الماضي عشرات المخالفات المتعلقة بالتحطيب الجائر، علماً بأن سعر الطن الواحد يصل إلى 200 دينار (280 دولاراً).

وتنفذ وزارة البيئة بالتعاون مع وزارة الزراعة ومديرية الأمن العام ممثلة في إدارة الشرطة البيئية حملة مكثفة للحد من الاعتداء على الثروة الحرجية. وقال الناطق الإعلامي في وزارة البيئة عيسى الشبول، إن مديرية الأمن العام بدأت استخدام دوريات ثابتة وراجلة لضبط أية مركبة محملة بالأشجار أو الحطب، وإحالة كل من يخالف تعليمات حظر قطع أشجار الأحراج إلى القضاء والمحاكم المختصة.

ويعاقب قـانون الـزراعة الاعتداء على الأراضي الحرجية بالحبس لمدة ثلاثة أشهر وبغرامـة مقـدارها 100 دينار (140 دولاراً). كما يعاقب بالحبس ثلاثة أشهر إلى سنة وبغرامة مالية قدرهـا 50 ديناراً (70 دولاراً) عن كـل شجرة أو شجيـرة حرجية أتلفهـا الحريق ويلـزم بدفـع تكاليف إطفـاء الحـريـق.

العدد 3717 - الجمعة 09 نوفمبر 2012م الموافق 24 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً