العدد 3717 - الجمعة 09 نوفمبر 2012م الموافق 24 ذي الحجة 1433هـ

القطان: التهاون في أمن الوطن يؤدي إلى انفلات وفوضى

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان إن: «التهاون والتساهل في أمن الوطن، يؤدي إلى انفلاتٍ وفوضى، لا يمكن ضبطها أو السيطرة عليها»، مؤكداً، في خطبته يوم أمس الجمعة (9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012)، أن «الإحساس الجاد بالمسئوليّة، وعظم النتائج وخطورتها، هو الذي يحمل كل عاقل وكل غيور على مصلحة وطنه، على رفض كل الأعمال الغوغائية التي تقوم بها بعض الفئات، وعدم قبول أيّ مسوغ لها، ولزوم فضح آثارها ونتائجها».

وأضاف «وليحذر المسلم أن يصدر منه شيءٌ يثير الفتنة الطائفية، أو يسوغ لمثيري الفتن الفوضى والتخريب، وتهديد أرواح الناس، والسب والشتم والتحريض، وعدم احترام النظم والقوانين التي أقرها الشعب وتوافق عليها الجميع».

وذكر أن «الواجب على كل مواطن ومقيم، أن يكون رجل أمن، وأن يكون صالحاً مصلحاً، يجمع الشمل ويوحِّد الكلمة، يقوم على الحق، ويتخذ الحكمة له سبيلاً ومنهجاً في إسداء النصح والتوجيه ويلتف حول ولاة الأمر وطاعتهم في المعروف».

وأوضح أن «الواجب على الآباء والأمهات جميعاً أن يتقوا الله في فلذات أكبادهم، وأن يكونوا عوناً لأبنائهم وشبابِهم على الخير، محذرين لهم من الشر، ورفقاء السوء وعصابات الإجرام والخيانة، مراقبين أخلاقَهم وجلساءهم ومن يصاحبهم حتى ينقذوا شبابهم من هذه الغوايات، ويخلصونهم من هذا البلاء».

وتابع «لنكن جميعا يداً واحدة ضد كل متآمر على وطننا ومجتمعنا الآمن، لنحقق معا لنا ولأجيالنا نعمة الأمن والاستقرار والرخاء. وقد تحدثنا أكثر من مرة من على هذا المنبر، ونكرر الحديث مرات أخرى ومرات وننادي ونناشد، ونقول بأنه يجب على العلماء والمثقفين وأهل الرأي والعقل والإعلاميين، يجب على الجميع تقوى الله تعالى في وطنهم وأبناء وطنهم، يجب التناصح والتعاون وتبصير الجاهلين وتوضيح الحق لأولئك المغرر بهم، حتى يعلموا الجرم والخطأ الذي هم واقعون فيه، فيجتنبوا باطلهم، ويكفوا شرهم، ويعودوا إلى رشدهم، ويتوبوا من ذنوبهم، وينيبوا إلى ربهم».

وتطرق القطان في خطبته إلى «تفجيرات المنامة»، قائلاً: «لقد آلمنا وأحزننا ما وقع بالأمس القريب من تفجيرات إجرامية إرهابية، راح ضحيتها اثنان من منظفي الشوارع، وإصابة ثالث بجروح بليغة من الوافدين المقيمين.. وتسببت هذه التفجيرات في إرهاب الناس، وزعزعة أمنهم، وتعطيل مسار حياتهم، وأثّرت سلباً على أرزاقهم واقتصادهم، وألحقت بهم الأضرار، وأحدثت جرحاً غائراً في النفوس، سيظل ينزف بالحرقة ومرارة الألم، جراء هذه الأعمال العبثية الإرهابية الإجرامية الغادرة».

وبيّن أن «هذا العمل الجبان الذي لا يصدر إلا عن نفوس تجردت من الإنسانية، وتخلت عن مبادئ الرحمة، وانغمست في مستنقع سفك الدماء البريئة، والأرواح المعصومة، إنها تسجل بهذا العمل الإرهابي صفحة سوداء في تاريخ إجرامها ضد وطنها وأمتها ودينها، إذ لا يجتمع إصلاح وإفساد، ولا يجتمع تفجير وإيمان، وإننا نبرأ إلى الله تعالى من فعل هذه الفئة الباغية الخارجة عن الدين والقيم والأخلاق والقانون والوطنية الحقة».

وأضاف أن هذه «أعمال إرهابية مستنكرة شرعاً وقانوناً ترتكبها تلك الفئة التي ضلت الطريق، من تخريب للممتلكات العامة والخاصة، وإشعال الحرائق، وتفجير اسطوانات الغاز، وحرق الإطارات وسد الطرقات والشوارع، وإلقاء الزجاجات الحارقة، والقنابل المصنعة على سيارات الشرطة ورجال الأمن، والتعدي على المارة والأنفس والأرواح البريئة، واستهداف أرواح المواطنين والمقيمين الأبرياء، وتصعيد الإرهاب وأعمال العنف ضد جميع مكوّنات المجتمع البحريني الآمن المسالم».

وقال: «إنها والله تصرفات وأخلاق مشينة، وسيئة دخيلة على عادات وتقاليد أهل البحرين الطيبين المسالمين، المتحابين المتعايشين، من السنة والشيعة وغيرهم، الذين علّموا الوافدين المحبة والتسامح والحب، فالغريب يأتي إلينا ولا يريد أن يغادر البحرين بل يحب أن يعيش على أرضها وبين مواطنيها».

واعتبر أن «هذه الأعمال الإرهابية تهدد الأمن والسلم الوطني وتروع الآمنين في ديارهم وممتلكاتهم، وتثير الفتنة الطائفية، وتسبب الحروب الأهلية. ويحق لنا أن نتساءل، ونسأل العلماء والعقلاء وأهل الرأي من السنة والشيعة وغيرهم، إلى متى سنظل على هذه الحال، من الفوضى والتخريب والتحريض وتهديد الأرواح والعبث بأمن البلاد والعباد؟ هل يقبل بهذا أي مؤمنٍ صادق يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه؟! وهل يقبل بهذا كل من له بقية من عقل، أو صُبابة من فكر، أو أثارة من علم؟! فضلاً عن أن يجيزه أو يحرض عليه أو يقر به أو يُسَرَّ به، ويشهد الله بأننا لا نرضى بأن يؤذى أحد من أبناء هذا الوطن الغالي.. إنّ المسئوليةَ ـ يا عباد الله ـ عظمى، والجميع في هذا الوطن في مركب واحد، ومَن خرقه أغرق الجميع...

وفي سياق آخر من خطبته، ذكر القطان أن «الفساد الإداري والمالي قد انتشر وعمّ في أكثر بلاد المسلمين، وأدى بهم إلى ما ترون من التخلف والانحطاط، والفقر والحاجة والأحقاد والضغائن والنزاع، وضعف الديانة وفساد الأخلاق؛ حتى إن عفيف اليد في بعض المجتمعات المعاصرة غريب بين أقرانه، وغاب السؤال المشهور للخونة والغالين: من أين لك هذا؟ وحل مكانه القول عن المتعففين: فلان ضيع على نفسه الفرصة بمثاليته، ولو كنت مكانه لأصبحت من أثرياء الناس، ولا حول ولا قوة إلا بالله...».

وقال إن: «هذا الفساد العظيم أدى إلى تعطيل مصالح العباد في كثير من ديار أهل الإسلام، وظلمهم بغير وجه حق، فمن يملك الوظائف يغلها فيحبسها على بنيه وقرابته، وأهل عشيرته وجماعته وطائفته، ولو كان في الناس من هم أولى بها منهم، ويحرم منها الأكفاء من أبناء المسلمين».

العدد 3717 - الجمعة 09 نوفمبر 2012م الموافق 24 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 2:33 م

      نريد منك جواباً يا فضيلة الشيخ

      الذي فصل الموظفين من أعمالهم وامر بذلك من أي طائفة
      الذي امر بفتح الأسواق المنفصلة لطائفة معينة من أي طائفة
      المعلقون والمحاكمون على الهواء مباشرة من أي طائفة
      السبابون والشتامون ومتهمي الناس بأنهم أبناء .. وأبناء.. من أي طائفة
      سارقوا جواد ومن يأمر بالغزوات من أي طائفة
      وأنت تعرف الجميع وخصوصا المستمر بالشتم والقذف
      وانت من العلماء المعروفين .. فمتى سنرى مبادرتك بتوقف كل ما ذكر وكل ما لم يذكر... أجبنا جزاك الله خيراً

    • زائر 8 | 2:33 ص

      شيخنا الجليل

      بخصوص خبر منع الصلاة وقمع الذاهبين لها؟
      الخبر في الوسط موثق شيخنا
      فتواكم يرحمكم الله وشكرا

    • زائر 7 | 1:53 ص

      مع احترامي

      ولكن ياشيخ ما كأنه هناك شهداء قتلوا بابشع الصور
      ومساجد المسلمين في هذا البلد هدمت وحرقت القرائين
      وملئت السجون بمعتقلي الرأي وفبركت المسرحيات بالتوازي
      وتم ضرب النساء
      واليوتيوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووب على الاقل خير شاهد
      وتم التنصل على الحقوق التي هي لنا ولكم
      ولكن يبدوا ان هناك فئة تضحي وفئة نائمة او بالاحرى تريد ان تأكل البرتقال
      (مقشرة)كمجلس النواب الفاشل من اقصاه الى ادناه

    • زائر 5 | 10:14 م

      يعنى يا شيخ تبينا

      نقعد فى البيت و ننسا قضيتنا و مسيرتنا للاجيال القادمه و بس
      و حقوقنا ما تكلمت عنها بس تبى الامن و الامان لك و لغيرك؟؟؟
      اعلم يا شيخ ان العدل هو اساس الملك
      يعنى بالبحرانى اى بيت بدون فنديشن foundation سوف لن يدوم

    • زائر 4 | 9:50 م

      لاحو الله

      كلامك في شيئ من الحق ياشيخ تريد ان تتكلم عن الحق
      كان المفروض ان تحرم ايضا استخدام الشوزن اللذي هو محرم من
      من غير المسلمين كان عليك ان تجرم السب والشتم والتعرض
      للنساء على اساس المذهب في نقاط التفتيش او في المداهمات
      لم تتطرق الى السرقات اللتي حصلت مثل التي حصلت لمجموعة جواد
      او اخرها صيدلية الصادق واعتقد انك سمعت بها .
      نحن نجرم ونحرم كل اللذي ذكرت وخصوصا التفجيرات اللتي حصلت لانها
      ليس هي من الاسلام والقيم من شيى وخصوصا على ماذكرت المقيمين
      والاجانب اللذين يعيشون بيننا منذ مئات السنين .

    • زائر 2 | 9:23 م

      التهاون في منع الصلاة مثلا!

      منع الصلاة هل هو تهاون؟

    • زائر 1 | 9:15 م

      كلام في الصميم

      عين العقل الله يحفظ البحرين من كل سوء

اقرأ ايضاً