العدد 3717 - الجمعة 09 نوفمبر 2012م الموافق 24 ذي الحجة 1433هـ

نقاش متعدد الاتجاهات عن أهمية مراحل تطور المواكب الحسينية

في ندوة «الموكب بين الواقع والطموح» بهيئة المؤمن الإسلامية

ناقشت الندوة أهمية تطوير شعائر الموكب الحسيني
ناقشت الندوة أهمية تطوير شعائر الموكب الحسيني

تصدرت الأطروحات المنادية بترسيخ دور الموكب الحسيني كشعيرة من الشعائر الإسلامية الأصيلة ندوة «الموكب بين الواقع والطموح»، فيما دار نقاش متعدد الاتجاهات حول المراحل التطويرية التي مر بها الموكب الحسيني والحاجة المستمرة لبحث التحديات التي تواجه الموكب.

وفي الندوة التي نظمتها مساء يوم الخميس (8 نوفمبر تشرين الثاني 2012) هيئة المؤمن الإسلامية بالتنسيق مع الرابطة الحسينية للشعراء والرواديد بجامع الخيف بالدير، تحدث كل من الباحث الشيخ بشار العالي، والشاعر الرادود عبدالشهيد الثور والرادود عبدالجبار الدرازي، تم التركيز على المحاور المتصلة بمكانة الموكب الحسيني كشعيرة من شعائر الله ذات هدف كبير وهو الإصلاح متمثلاً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ما يتوجب تمكينها من تأدية أهدافها.

وفي ورقته، أشار الشيخ بشار العالي إلى أن الموكب يعتبر أحد الركائز المهمة في مجتمعنا لإحياء عاشوراء وأحد وسائل الإحياء التي تشمل المأتم والمنبر والموكب الذي يعتمد على القصيدة والرادود والمعزي، موضحاً أن الحديث عن الموكب له تفرعات، لكن الموكب ينال اهتماماً كبيراً في موسم محرم الحرام فهناك تحشيد وطاقات من أجل الموكب وكم هائل من القصائد والألحان وطاقات تبذل من قبل الرواديد والمآتم والحسينيات، لكنه شدد على أن الموكب له أسس وقواعد باعتباره من ثوابت حركة عاشوراء في البحرين. وأوضح العالي أن القصيدة واللحن وتفاعل الناس مع هذه القصائد هي قضايا مهمة، لكن ما نطمح إليه أشياء كثيرة من ضمنها رفع الذائقة العامة في الألحان والقصائد، ما يوجب على الرادود ألا يبتعد كثيراً عن الذوق العام وكذلك الشاعر، فالذوق العام خلقه العرف وهو يعني تأصيل نظرة شرعية ومسائل فقهية، ولهذا فهناك أمور سلبية وأخرى إيجابية، ويلزمنا الابتعاد عن الأمور السلبية التي تشوه الموكب.

من جانبه، أرسل الرادود والشاعر عبدالشهيد الثور ثلاث رسائل الأولى للرواديد بحيث يكونون قدوة حقيقية حسنة في الإخلاص للموكب حتى مع قلة عدده، ليكونوا مساهمين حقيقيين في رفع إيجابيات الموكب ولم الشمل، أما الرسالة التي وجهها لجمهور الموكب فهو الارتباط برسالة الموكب وبالرادود الرسالي ونزع هالة القدسية عن الرواديد وتوجيه الرادود في حالة وجود أية ملاحظات، بالإضافة إلى أنه يتوجب على الجمهور التركيز على الاستماع والتفاعل الفكري والحضور من أجل مدرسة أهل البيت (ع) وليس من أجل الرادود، أما بالنسبة للقائمين على المواكب فالرسالة لهم وضع خطة سنوية للموكب وتوظيف القدرات المميزة في إدارة الموكب في كل قرية، ودعم الناشئة وتأهيلهم في كل منطقة.

وتطرق الرادود عبدالجبار الدرازي إلى قضية جدلية وهي «تعدد الألحان» في القصيدة الموكبية، مشيراً إلى أن هذه الجدلية تطرح سنوياً بين مؤيد ومعارض ومقترح وراغب في الرجوع إلى الوراء، لكنها عادت إلى العام 1992 وهو العام الذي ولدت فيه لأول مرة تجربة تعدد الألحان، ولم تكن حينها كظاهرة، إلا أنه من بعد ذلك العام بدأ تعدد الألحان ينتشر، وقال في هذا الصدد: «تعدد الألحان في بدايته كان مرغوباً لدى الكثير في بدايته، وانطلق بدايةً طيبةً ومحبوبة من قبل الجماهير إلى أن دخلنا في الزوائد وتحول التعدد إلى ألحان كثيرة قادت الجمهور للانتقاد».

وتحول الدرازي إلى المزيد من التفصيل حيث لفت إلى أن تعدد الألحان من ميزاته الخروج عن المألوف، ومنح مساحة من الإبداع للرادود والتوسع في الألحان والكلمات، ووفق ذلك، طالب البعض بالرجوع إلى النمط القديم، إلا أنه على رغم المحاولات بالعودة إلى اللحن الواحد واللحنين وإيقاع اللطم السابق الذي فقدناه، لكن لم يكن هناك أي تفاعل مع اللطمة القديمة، وزاد اختصار الوصف بالقول: «الأشرطة القديمة حين نعود إليها، نجد في اللطمة تفاعل جميل، وعلى أرض لو عدنا لها لوجدنا صعوبة... لا نقول نرجع للوراء بل نعتدل في الأمر».

وختم بالتطرق إلى الحديث عن نوعية الألحان والتي شابها أيضاً ما شابها من دعوات لأن تكون الألحان كلاسيكية ورومانسية وشاعرية، لكنني أرى الابتعاد عن كل ذلك والتركيز على نوعين من الألحان: الحماسي والحزين بشجى ليلة العاشر أو ليلة الأربعين.

وشارك الشيخ حسين الأكرف بمداخلة عبر الهاتف تناول فيها أيضاً الجانب التنظيري لإشكالات الألحان والأداء والقصيدة، موضحاً أنه منذ عقد من الزمان أصبح الشكل والشبهة والإشكال هو القاعدة والأساس وعلى رغم وجود محاولات ودورات وورش عمل، إلا أن التصحيح والمعالجة أصبح نادراً، لكنه أكد أهمية الحركة النقدية التي يجب ألا تتوقف للتطوير لا للنقد لمجرد النقد، فالنقد المنتج والخلاق فهو ذلك الذي تتعاطى فيه عقلية الناقد للتغيير على أساس مفاهيم وملاحظات جديدة وهو الإنصاف في حركة النقد.

وختم الشيخ الأكرف بالقول إن مساحة التطوير والإبداع لكثرة التشكيك أصبحت منطقة شبه محرمة إذ يحاط الرادود بالكثير من القلق إذا حاول الانطلاق في الإبداع فأصبح حبيس زنزانة التشكيك التي استخدمت خطوطاً حمراء اتهمت حركة التطوير والإبداع بتجاوزها تارة وتضييعها تارة أخرى.

العدد 3717 - الجمعة 09 نوفمبر 2012م الموافق 24 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً