جاءت مشاركة النادي الأهلي في بطولة الأندية الآسيوية لكرة اليد المقامة حاليا في العاصمة القطرية (الدوحة) مخيبة للآمال، ولم تحقق مشاركة ممثل كرة اليد البحرينية في البطولة النتيجة المرجوة، وقدم النادي مستوى أقل مما كان متوقعا، والمحصلة اللعب على المراكز المتأخرة ولولا خدمة الفريق الصيني لعاد الأهلي للبحرين بالأمس متوجا بالمركز (13).
حضرت مباراة ودية للأهلي مع الكويت الكويتي قبل أيام قليلة من انطلاق الاستحقاق الآسيوي، وشاهدت الأهلي الحقيقي الذي يلعب بروح قتالية وحماس منقطع النظير ويرفض الهزيمة أمام من هو أفضل منه فنيا، حتى أن المباراة لم تستكمل بسبب اللعب الرجولي للفريق الكويتي والفريق الأهلاوي، ويومها كتبت بأن تجربة مطمئنة للفريق قبل الآسيوية، ولكنني في البطولة لم أشاهد لمحة من روح الأهلي.
الروح الغائبة عن الأهلي في البطولة سبب من أسباب النتيجة المخيبة للآمال، ولكنه ليس السبب الرئيسي بأي حال من الأحوال، فالروح والحماس والقتالية ليس في كل الأوقات السبيل للفوز بمباراة أو التتويج ببطولة، فمع هذه العوامل يحتاج الفريق لأن تكون لديه إمكانيات فنية تقارب الإمكانيات الفنية للفرق الأخرى حتى تساعده هذه العوامل في التفوق، كما أن الحظ أو (التوفيق) له دور هام في تحديد بوصلة النتيجة، فحتى هذا العامل لم يكن إلى جانب الأهلي.
لا يمكن أن تقدم امتحانا في المدرسة أو الجامعة وأنت لم تذاكر جيدا، وعندما يسألك أحد قبل الامتحان تكون الإجابة «الامتحان صعب ولكن الله الموفق» وعندما تسقط في الامتحان تقول «لم يكتب الله لي النجاح» كما لا يمكن أن تشارك في بطولة قوية كالبطولة الآسيوية بإمكانيات محدودة قد تكون كافية لتحقيق بطولة محلية فقط (أقول قد) وتنتظر المنافسة والنتائج الإيجابية، هذا ما ينطبق على الأهلي في البطولة وينطبق على باربار عندما شارك في البطولة العربية.
لذلك أرى أن المؤسسة العامة للشباب والرياضة تتحمل الجزء الأكبر من المسئولية تجاه الأهلي وباربار، فالمؤسسة من وجهة نظري أمام خيارين، إما أن تمنع الأندية البحرينية من المشاركات الخارجية ومنها البطولة الخليجية لأن الوضع في المستقبل القريب لن يكون مختلفا عن البطولة الآسيوية والعربية، أو أنها تدعم مشاركة الأندية البحرينية في البطولات الثلاث بما يتناسب مع الرغبة في المنافسة وبعد ذلك تحاسب الأندية حسابا عسيرا على أي إخفاق.
أقول أيضا، إن اتحاد اليد يجب أن يكون له موقف في هذه المسألة ولا يجب أن يقف موقف المتفرج على ما يقدم للأندية الوطنية في مشاركاتها الخارجية، أعلم جيدا بالتحركات التي قام بها رئيس الاتحاد علي عيسى من أجل المشاركتين وبصفة شخصية، ولكن الموضوع بحاجة لإقرار رسمي من خلال اللجنة الأولمبية البحرينية، لأن ما يحدث مضر باللعبة والاتحاد تحت مظلة الأولمبية التي تقدم الأفضل للمنتخبات في حين أن الأندية هي الرافد للمنتخبات وكلما كان لاعبو المنتخبات من الأندية على مستوى عال من التجربة والخبرة كان المنتخب أكثر كفاءة وقدرة.
في رأيي أن المشاركة بالإمكانيات الحالية لا تختلف كثيرا عن عدم المشاركة في البطولات الخارجية، والضرر من عدم المشاركة كبير جدا على اللعبة، وبالتالي لا مجال أو حل سوى تقديم مزيد من الدعم للعبة التي تستحق الدعم لأنها لم تتوقف عن الإنجازات، وفي ظل الطفرة في بقية الدول الخليجية كالإمارات وعمان بخلاف قطر والسعودية والكويت قد نجد أنفسنا في الخطوط الخلفية، وتتحول لعبة كرة اليد من لعبة الإنجازات إلى لعبة الإخفاقات، فالحذر كل الحذر من ذلك.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 3716 - الخميس 08 نوفمبر 2012م الموافق 23 ذي الحجة 1433هـ