يظن من يرى لبنان من الخارج أنه النموذج الأمثل للتعايش السلمي بين الطوائف منذ وضعت الحرب الأهلية أوزارها، بيد أن تلك الصورة الجدارية الجميلة لا علاقة لها بواقع لبنان، الذي يغلي تحت صفيح ساخن، منتظراً لحظة الانفجار التي لا يخفي أي مكون من الشعب اللبناني أو منظمات المجتمع المدني خوفهم من تبعاتها. فالحرب في نظر البعض منهم لا تحتاج لأكثر من اثنين غير مسئولين يتبادلان الرصاص لتجر الحلفاء وتخلف الجثث.
ما يجعل لبنان اليوم مهيَّأً لحربٍ أهليةٍ أخرى، ليس فقط كونه بلداً قائماً على التقسيم والطائفة، التي أظهرها علناً اتفاق الطائف الطائفي، ولكن هو عدم تحوله إلى مرحلة العدالة الانتقالية، التي من المفترض أن تعقب حرباً أهلية موجعة راح ضحيتها أكثر من 150 ألفاً من اللبنانيين، قتلوا بأيدي بعضهم بعضا.
العدالة الانتقالية حالة تعقب كل وضع يخلف ضحايا، ولا عدالة انتقالية دون محاسبة، ولهذا يبقى الوضع اللبناني في حالة تشبه البراكين الخامدة التي يكون فورانها مدمراً.
لبنان بلد لابد من دراسة وضعه لضمان عدم التشبه به، وعدم تكراره، وعدم جر الشعب ليكون في حرب أهلية تدمر ما تبقى من السلم الأهلي الذي نتمسك به بأسناننا.
الوضع في البحرين اليوم واضحٌ جداً، هناك مطالب مستحقة، وهناك ضحايا، وهناك مكوّنات مختلفة ليس بينها صراع قائم، تأجيج الأوضاع وإعادة إنتاج الأحداث سيؤدي إلى مزيدٍ من التأزيم في العلاقات بين مكوّنات الشعب، وسيبدو ذلك كافياً جداً لتهديد السلم الأهلي، الذي لا يمكن توقع المدى الذي قد يصل إليه.
إننا للأسف نعيد إنتاج أخطائنا، ونعيد توزيع ذات الأدوار، وهناك من لايزال يمارس دوراً تحريضياً فاقعاً دون أن يستفيد من الملاحظات. ورغم تعرية بعض الأفراد والمؤسسات عبر تقرير بسيوني وتبيان دورهم في التحريض وإثارة النعرات الطائفية وإقصاء الآخر، إلا أننا كدولة لم نستفد أيضاً من التقرير الذي كلّف موازنتنا الكثير، لنتفاجأ بإعادة إنتاج ذات المواد الإعلامية البغيضة عبر أشخاصٍ يؤمّنون مستقبلهم على حساب أوجاع الشعب.
في لبنان هناك من بدأ الحكاية، ثم ما لبث أن فقد السيطرة وتبعثرت الكلمات وعجز عن أن يكتب نهايةً لقصة الشعب الذي مرّ بالكثير من الوجع. لنتعلم من التجارب، لا نريد لبلدنا أن يكون «لبنان آخر»، نريد أن نؤسس لوطن قائم على المواطنة لا الطوائف. وطن مسئول لا يلقي بحضارته كسراً لشوكة جزء منه.
إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"العدد 3715 - الأربعاء 07 نوفمبر 2012م الموافق 22 ذي الحجة 1433هـ
كلام جميل .. ولكن
كلامك جميل يا أخت مريم . ولكن هناك اخطاء من الطرفين . العنف والعنف المضاد . وعدم الأستماع الى النصائح . وهم بكل غرور وبدون عقل . يقطعون الطرق على المواطنين و و و و و .وايضا مسيلات الدموع و و و و و . يجب ان تكون هناك هدنه لكي تنشل الوطن العناد لا يفيد أحد ولن يفيد احد .يجب ان تتوقف هذه الأعمال التخريبية .وكل شي سوف يهدئ وترجع مملكة البحرين هادئة باذن الله . اقول هذا وانا لا توجد عندي ضغينة وحقد على أحد وارجوا تتقبلوا كلامي ونصيحتي بدون غضب . وشكرا
هل يوجد
ايام زمان اتذكر قصيدة لاحد الشعراء يمدح فيها شخص يدعى غيض بن مرة لأنه اوقف نزيف الدم بين قبيليتي عبس وذبيان بعد ان نشبت بينهما حربا طاحنة لسبب تافه اكلت الاخضر واليابس استمرت اربعين سنه فهل يوجد اليوم بيننا غيض بن مرة؟؟!
حقيقة يعرفها الجميع
لم تتمكن جماعة من أن تفني جماعة أخرى مهما طالة مدة القتال والمعانات
كما حدث في إمريكا لسود وجنوب إفريقية ومشاهدة كثيرة في العالم.
وفي نهاية المطاف أم المصالحة الوطنية .... أو يتحول الوطن للأحزاب تمزقه