افترشت الأرض برفقة طفلة صغيرة على أحد أرصفة شارع بالقرب من قرية المقشع، في منظر يصعب على المارة تجاهله. أمامها مجموعة من الألعاب وبعض الأحذية وقليل من الملابس للبيع.
«أم علي» سيدة بحرينية كبيرة في السن لم تجد حلاً لمواجهة ظروفها الصعبة سوى اللجوء لبيع القليل من البضائع على ذلك الرصيف، بعد أن غيّب الموت زوجها منذ 3 سنوات، فيما اعتُقل أحد أبنائها ومعيلها منذ بدء الأحداث السياسية العام الماضي، مخلّفاً في عهدتها زوجته وابنه الذي لم يره. وما زاد من مأساتها هو سقوط زوج ابنتها كأحد ضحايا الاحتجاجات السياسية.
هذا ما نشرته «الوسط» يوم الاثنين (29 أكتوبر/تشرين الأول 2012)، ومرّ أسبوع كامل على الخبر، ولم نرَ جهةً رسميةً واحدةً تحركت للنظر في قضية هذه المواطنة التي تعيش أوضاعاً شديدة وصعبة.
ما لم تستطع فعله «أم علي» المواطنة الطاعنة في السن، فعلته «شيرين» الشابة غير المواطنة، عندما أفزعت قلوب وضمائر المسئولين في البلاد، وهزت مشاعر العباد.
وقد نشرت مقالاً يوم السبت (14 يوليو/ تموز 2012) بعنوان «لله درك يا شيرين» التي أربكت النظام، وأحرجته أمام العالم! كيف؟ وهي مجرد فتاه عاطلة تعمل في تغسيل السيارات! كيف يمكن ذلك، فالبحرين، البلد النفطي، بلد الخيرات والعطاء، كيف تكون فيه فتاة غير مواطنة، عاطلة عن العمل؟
كانت إحدى الجهات الرسمية الكبرى أول المبادرين لحل قضية شيرين! وزارة الصحة هي الأخرى فتشت ووجدت مكاناً لدخولها لعلاج والدة «شيرين» على نفقة الدولة بتوفير الفحوصات والأدوية! فيما عرضت عليها وزارة العمل وظيفة! وفحصت وزارة التنمية الاجتماعية مسكن عائلتها، فيما تبنّى المجلس الأعلى للمرأة موضوعها من عدة نواحٍ. وتستحق شيرين وعائلتها، وكل إنسان كل ذلك.
كل ذلك الاستنفار الرسمي لاقته «شيرين»، ولم تلقه المواطنة «أم علي» التي لم تسأل عنها وزارة التنمية، ولم تفحص منزلها، ولم يسارع وزير الصحة لإجراء الفحوصات الكاملة لابنتها، ولم يتبرع وزير العمل بسرعة البرق بالبحث لها عن وظيفة ومصدر رزق يحميها من الحاجة والبيع على الطرقات، ولم تلقَ أي اهتمام من المجلس الأعلى للمرأة الذي لم يرَ في موضوع المواطنة «أم علي» ما يثير الاهتمام!
ماذا لو صدر «بيان الاهتمام» رفيع المستوى بعد يوم واحد من نشر قضية «أم علي»؟
لرأينا وزارة التنمية تبحث في الطرقات عن هذه المرأة، ولأرسلت الصحة فوراً فريقاً طبياً لفحص «أم علي» وابنتها وكل عائلتها وحتى جيرانها، ولوجدنا وزارة العمل تبحث عنها لتلتقط الصور معها في الطريق وهم يسلمونها وثيقة توظيفها!
ولرأينا كل المؤسسات والوزارات والشركات تتحرك سريعاً لتقديم أي شيء لهذه المرأة، ليس حباً فيها ولا في الخير المفروض عليهم فيها، بل لإرضاء «البيان المهم».
إنها الحقيقة، سنُتهم بالبحث عن الفتنة والتصيد في الماء العكر، وكالعادة عندما نطرح مثل هذه المواضيع التي تكشف عن حقيقة التمييز الفاقع في مجتمعنا. كما سنُتهم بالبحث عن ما يعكر صفو هذا البلد، فأيهم أولى بالاهتمام الرسمي المواطن أم غير المواطن؟ وأيهم أولى بخير البلد، مواطنوه أم غير مواطنيه؟ وأيهم أحق وأولى بخير البلاد وتحركات وزاراته وجهود مؤسساته؟
كلنا نعلم الحقيقة، فهي ليست ببعيدة، وستطرح اليوم في جنيف بشكوى من 12 منظمة عمل دولية ضد الحكومة البحرينية بتهمة مخالفة اتفاقية التمييز، وتسريح سياسي لمواطنين، نتيجة آرائهم ومواقفهم ومطالباتهم السياسية.
نحن لا نمنُّ على أحد بخيرنا، فشعبنا كريم ومعطاء، ويقدم الآخرين على نفسه، ولكن يجب أن لا يكون على أرضنا محتاجٌ من أبناء وطننا، وأموالنا تذهب لغيرنا.
بالطبع، سيأخذ بعض المتأزمين حديثي إلى منحى طائفي، ولكن أليس ابن البلد أولى بكل هذا الاهتمام؟ أليس من حق المواطنين أن يستشعروا «الفزعة» الرسمية التي يشهدونها لغيرهم من غير أبناء هذا الوطن؟ فكم «شيرين» فزعت الدولة لها، وكم «أم علي» عاشت بحرمانها؟!
فلله دَرُّكِ يا «أم علي»! فلم يعيروك الاهتمام لأسباب نعرفها ويعرفها الجميع، فها أنتِ تتجرعين مر الظلم والجور والحرمان سنيناً.
«شيرين» لم تكن مواطنة ولقت من الدولة رعاية كاملة، أما «أم علي» فهي مواطنة، ولكنها لم تلقَ شيئاً من الرعاية الملزمة، وحقها كمواطنة.
«أم علي» حالة تجسد لنا حقيقة تعاطي الجهات الرسمية مع أبناء البلد بمختلف فئاتهم. و»شيرين» تؤكد صدق مقولة «عذاري.. تسقي البعيد وتخلي القريب».
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 3712 - الأحد 04 نوفمبر 2012م الموافق 19 ذي الحجة 1433هـ
فيلم هندي
و الله تصلح لتأليف أفلام هنديه لان كلامك يصيح هههههههههه.
ألتزم أخلاقيات مهنة الصحافة
يعني تقول طاعنة في السن أي وظيفة بعد من وزارة العمل...أخ هاني بديت تخوره لو كرهك الشخصي لمسؤول معين عاميك... انشرو تعلقي أو اوصلوه للكاتب المعني .. يوميا يغلط على وزير العمل في الفاضي والمليان..
سهولة الحصول على قضايا في البحرين كقضية "أم علي" و "شيرين" كسهولة شرب الماء يا هاني
نعم يا أستاذ هاني، ففي البحرين لن يصعب على أي شخص يبحث عن قضايا مماثلة لعلاج القضيتين، أن يحصل على مببتغاه، لكون تلك المعالجات هي القاعدة في البحرين وليست الاستثناء، ومع ذلك فمن يميط اللثام ويتكلم عن مثل هذه القضايا، فستصوّب نحوه ألسنة حداد بأنه طائفي، وصاحب اللسان السليط هذا هو أس الطائفية ورأسها وسنامها.
في الصميم
كلام درر، لا يشوبه نقصان
قواك الله حبيبي هاني
تسلم أيك على هذا المقال
انهم ضحايا التغفيل
بالتأكيد سوف تتهم بالطائفية عند بعض الموتورين وضحايا التغفيل المزمن وعديمي المعرفة والاحساس ، الذين لا يفرقون بين الطائفية والتمييزالطائفي ، ويتهمون كل من يطالب بحقه في العيش بكرامة بالطائفي وهو لم يمارس اي تمييز طائفي ، انه منطق العبودية يا اخ هاني أن يطلب منك شخص ان تسكت ولا تصرخ حتى لا تزعج الاخرين في الوقت الي يضغط على يدك او رجلك بقوة يريد كسرهما !!
ليس ام علي
انا كذلك ابوعلي والحال من الحال والله يستر علينا وعلى المؤمنين ولك الحمد من قبل ومن بعد ياربي كم انت حنون وعطوف ورؤوف ولكن عبدك الظلوم لايعلم خلقته ولايدرك حياته لاجل آخرته فلو ادرك لما كان ظلوما فالحمد لله الذي عرفني نفسه ولم يتركني عميان القلب والحمد لله الذي جعلني من أمة محمد وآل محمد عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام والحمد لله الذي جعل رزقي بيده ولم يجعله بأيدي الناس والحمد لله الذي ستر عورتي ولم يفضحني بين الناس فلك الحمد والشكر والامتنان يارب على ما وهبتني من حياة
الجميع قلوبهم حجر
المجتمع لا يرحم لو افترشت انا الجامعي الطريق والبيع على نواصيه لانه قلبه حجر ولا يعرف غير المسخرة والضحك على الاخرين والدولة اخس منهم لو افترشنا البحر وليس الارض للرزق لتكالبة علينا الحجج والاتهام بالعمالة وتشويه صورة البلد الم تنشر الوسط صورا واخبارا عن اخوة جامعيين يسفطون السمك ماذا قال المجتمع انها مهنة شريفة وكد الاباء والاجداد مما جعل الدولة تصم اذانها عنا فدافع المجتمع بدلا عن الدولة فى حين لايعلم العامة كم كدح الجامعي لتحصيل علمه لا لكي يسفط السمك او يغسل السيارات فظلم الاقربين اشد مضاضة
آلاف دخلوا البلد وحصلوا على بيوت ووظائف وام علي تتسكع في الشوارع
تلك الحال التي يراد لأهل البلد ان يعيشوها ومن ثم يلام الناس اذا خرجوا صارخين
غير مبالين بما يلاقون.
ألا يدفع مثل هذا الموقف الناس الى ان يتحركوا في الشوارع بلا شعور وهم يرون
ابناء البلد يتسكعون بينما ينعم المتطفلون بخيرات البلد.
الكذابون والمنافقون والداجلون ينعمون في الخيرات واهل البلد هذا حالهم
ومن ثم يقال لنا ارهابيون ومخربون وووو
بماذا نقابل الله وبماذا نجيبه في يوم الحساب الا نستحي الا نخجل
الملايين من اموال هذا البلد تهذر وما تناقلته الصحف قبل ايام عن الفساد لهو خير دليل على اننا نمشي في طريق خطير سوف يوقفنا امام الله موقفا نعض اصابعنا حسرة. افي هذا البلد الذي نرى الخيرات فيه تهذر هذرا وبلا حساب وعلى جهات معينة بذاتها يصرف عليها ببذخ غير معقول.
تقف هذه المرأة هذا الموقف المؤلم؟
اذا حلّت بنا النوازل والبلوى السنا مسحتقين لها وفي بلد البترول تضيع مثل هذه الحرمة.
اللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا فاللعب الاموال هو من اكبر السفه
وزارة
وزارة طائفيه بامتياز عند دخولك هذه الوزارة ترى الموظفين من طيف واحد ولكنه واحده ويحلم بل من رابع المستحيلات ان يوظفوا احد من طائفتنا
بعدين الشرخ الطائفي ضارب بجذوره وهناك جهات رسمسه وشعبيه تشجع هذا الانقسام لكي يستاثروا بالغنائم
تحلمون نعم تحلمون ..
#انهم يتعمدون التضييق على احد اكبر مكونات بلدي الحبيب البحرين حتى "يقوم و يثور على قادته" و يقول لهم انتم سبب تعاستنا لا الحكومة .. نقول لحكومة "تحلمون نعم تحلمون" فانتم سبب تعاستنا .. قادتنا و رموزنا المحبين و المضحين هم احرص على الوطن و المواطن منكم انتم ..
لو انا وزير
لو أنا وزير في دولة وفيها مثل حالة هذه المرأة لستحيت على وجهي واستقلت.
لكن كما قالها
فشلتونه
جلاوي 688
ياالله حبيبي ولد الفردان شكراً لكم من كل قلبي
روووووووووووووووعة
شكرا هاني انت شرف لابناء هذا الوطن
حماك الله من كيد الظالمين والمتربصين
اصبت كبد الحقيقة
شكرا لك اخي هاني (اصبت كبد الحقيقة) موضوعك لا مس مواقع الالم الذي يعاني منه الغالبية العظمى من الشعب بسبب ان حكومتنا تقدم حق الغريب(الاجنبي) على حق القريب(المواطن) حفاظا على سمعتها الخارجية من مراعاة لحقوق الانسان !! واذا اثرت مثل هذه المواضيع اتهمت بالطائفية و لكن كل ما يمكننا قوله : و لا تحسبن الله بغافلا عما يعمل الظالمون
ختامها مسك
واذا ما انسوي لينا جدول لعذاري مابتبگى لينا باگية.
خليها على الله وماضاقت الا فرجت
قالوها الاولين وصدقو عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب شكرا لقلمك الصادق النزيه وشكرا لكل الشرفاء في البلد
انكسر الخاطر لشيرين ولم يرف جفن لأم علي !!!
للاسف الشديد هذه هي السياسة المتبعة في بلد المؤسسات
وهل
وهل يعتبرك المسؤول مواطن ولو كان لما صار هذا الوضع الى أناس جاءوا على السواحل صاروا مواطنين وصرنا متهومين وخونه واو .لو المسؤول عمل بالمسؤولية لما وصلنا اليه هذا من هذا التوصيل.
اين الجانب الاهلي من أم علي و غيرهم
لما هذا الاستغراب ياسيدي وكانك مو عايش في مدن و قري البحرين ، البحرين مليئه بأم علي و شرين و غيرهم في هذا الجحيم و اذا الجهات الرسمية ما فيها خير اين نخوة الجانب الاهلي و الأهالي و اصحاب و صناديق الخير...
ليس فقط أم علي
ليس فقط أم علي ، هناك الكثير من أبناء ونساء هذا الوطن يعيشون التميز والتهميش والعنصريه والطائفية من الستينان
تسلم ع قلمك الحر
تبا لكم
شرين انسانه وكذلك ام علي لكن الفرق ان شرين ليس هناك من يرعاها لكن ام علي الله يفرج لها من يرعاها كم انت مظلوم ياشعب القري
صباح الخير
العشرات من امثال ام علي موجودات في هذا البلد
لله دركن يانساء الوطن .. تسلم اخي على المقال وقول الحقيقه
طاش ماطاش البحريني
شكرا لكم، \r\n\r\nوزارة التمنية: مضيعة وقت الناس وهي تغير في معايير علاوة الغلاء، هذه مب صدقة.\r\nوزارة العمل: ضياع كامل وليس لها ثقل للضغط على الشركات في توظيف الجامعيين بالراتب المناسب لهم.\r\nوزارة الصحة: تدخل صاحي السلمانية وتطلع مريض من المعاملة!!
الياس
أصبت كبد الحقيقة
ويحق ليي أن أعاتب عذاري
ياعذاري ماهذا الجفاء لأبناء أوال
--
إقتطافا من المقال:...فأيهم أولى بالاهتمام الرسمي المواطن أم غير المواطن؟ وأيهم أولى بخير البلد، مواطنوه أم غير مواطنيه؟ وأيهم أحق وأولى بخير البلاد وتحركات وزاراته وجهود مؤسساته؟
الجواب:راجع قضية العبيدلي والنجاس.
وهناك جواب آخر:إسأل عن الفئة التي تنتمي إليها إم علي و شيرين
عذاري تسقي البعيد
عداري تسقي البعيد و ابناء شعبها يموتون عطاشى هذه هي الحالة التي يعيشها المواطنونو يرون الخيرات والوظائف تذهب لغيرهم وهم يجب عليهم السكوت والانتظار حتي يتكرمون عليهم بالفتات . شكرا لك اخ هاني على هدا المقال
لقد اسمعت لو ناديت جيا
يااخى العزيز هذا هو حال هذا البلد منذ زمن طويل جدا حرمان على مستوى رفيع وتمييز واضخ وفقر مدقع وحالة يرثى لها , وان اردت مشاهدة كل هذه الامور على ارض الواقع ماعليك الا القيام بزيارة خاطفه للسوق المركزى فهناك بأمكانك ان ترى قصص الف ليلة وليلة ولاكن على ارض الواقع وليس من الخيال
لك الف شكر
لك شكري وسلامي على ما خطته يديك وحماك الله من شر العباد ولا اكتب الا ان عذاري تسقي الغريب وتخلي القريب