العدد 3711 - السبت 03 نوفمبر 2012م الموافق 18 ذي الحجة 1433هـ

حفلات تقرير ديوان الرقابة المالية!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لا نعتقد بأنّ هناك بحرينياً لا «يموت» ضحكاً، عندما يصدر تقرير الرقابة المالية، فالمواطن لا يضحك على التقرير بحد ذاته - وما أكثر التقارير في هذا البلد سواء على مستوى الوطن أو الأفراد - وإنّما على ردّة الفعل السنوية على هذا التقرير.

إنّ المضحك في هذا التقرير هو ما يصاحبه من صخب وبهرجة في بعض الصحف المحلّية وفي البرلمان، وتبدأ التصريحات تلو التصريحات والاجتماعات تلو الاجتماعات، والمؤتمرات تلو المؤتمرات والحفلات تلو الحفلات، حتى نخرج في نهاية المطاف من المولد بلا حمّص!

للأسف أصبح تقرير ديوان الرقابة المالية هشّاً مهمّشاً لا ريع فيه ولا قيمة، بلا طعم ولا لون، فديوان الرقابة يخسّر الدولة الكثير من المبالغ الطائلة، التي لا حصر لها، فمموازنة ديوان الرقابة كان من الأولى صرفها على مشاريع مثمرة، لأنّ القرار النهائي في شأن الفساد - إن كان هناك فساد ونحن نشك في ذلك - ليس بيد ديوان الرقابة المالية ولا الحكومة الموقّرة ولا النيابة، وليس في يد المجلس النيابي حتى!

ونتساءل جميعنا: بيد مَن القرار في تحويل بعض القضايا إلى النيابة لتتّخذ إجراءاتها القانونية لكل من تسوّل له نفسه الاستفادة من منصبه وإهدار المال العام في غير محلّه؟ هل هناك جهة أخرى غير هذه الجهات لا يعلمها إلا الله تعمل في الخفاء من أجل إرجاع المال العام المُهدر؟ أم ماذا يا ترى؟

إنّ صدور التقرير مع أسلوبه الإنشائي الجميل والمتقن، وخلوّه من عملية اتّخاذ القرار، يذكّرنا بإدارة الرقابة المالية التي تقوم بالرقابة على المال العام واتّخاذ قرار في شأنه أكثر مما نجده في الديوان حالياً. أما السلطة التشريعية التي من المفترض أن يكون ديوان الرقابة المالية تحت ظلّها ومسئوليتها لأنّها السلطة التشريعية والرقابية على الحكومة، نجدها قد تخلّت عن هذا الدور واكتفت بالتصريحات الرنانة غير المجدية، كسابقاتها من التصريحات التي صدرت في تقارير سابقة. حتى عندما أتيحت لهم فرصة في الحوار الوطني لكي يطالبوا بتحويل ديوان الرقابة المالية والإدارية تحت قبّتهم، وجدناهم أحرص الناس على عدم الخوض في هذا الموضوع!

وأنا شخصياً أتحدى النوّاب «إن كانوا يمثّلون الشعب البحريني ومصلحته العليا، أن يأتوا بالمفسدين ويذكروا أسماءهم، فعلى سبيل المثال هناك قضية فساد «ألبا- ألكوا»، وقد تجاوز مبلغ الفساد فيها ملياري دولار، ولم نرَ محاسبة أي مسئول عن هذا الفساد أو حتى تحويله إلى النيابة، لحفظ ماء الوجوه على الأقل!

إنّ الحفلات التي تقام بعد كل تقرير يُصدر من مختلف الجهات بما فيها تقرير ديوان الرقابة المالية، لا تغني ولا تسمن في رفاهية المواطن، ولا تُرهب المفسدين - إن كان هناك مفسدون وأنا أشك في ذلك - ولا تردع أحداً يُسيء إلى هذا الوطن، فهل نتفاجأ ونسكت عن الضحك مرّةً واحدةً، من خلال عدم إصدار تقرير للديوان مع بداية انعقاد كل فصل تشريعي للمجلس النيابي؟ فالناس قد ملّت وزهدت وضحكت كثيراً في الوقت نفسه من هذه الحفلات!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3711 - السبت 03 نوفمبر 2012م الموافق 18 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 2:01 م

      تلك احدى نقاط الامتحان

      هل يقوى ممثلو الشعب على محاسبة المفسدين ؟؟؟ الاجابة في الايام
      التالية وهذا تحدي لهم ولصدقهم

    • زائر 21 | 11:40 ص

      الرصاصي

      ما شاء الله تبارك الله هالايام ازدادت المقالات التي تعبر بالضبط عما يخالج الناس من افكار والمشكلة الان لا تكمن في البوح بكل شيء فلا حد معين الان ولا خط احمر غير ان المشكلة تتمثل في وجود من لديه الارادة والمقدرة على تصحيح الاخطاء
      اليوم الاخبار دسمة وما في وقت للواحد ليمر عليها كلها

    • زائر 20 | 8:03 ص

      المصلي

      لو في حكمي اول ما احاكم هؤلاء النواب والذين تسلقوا على اكتاف هذا الشعب الغلبان وتركوا الحبل على الغارب الكل يلهف ولا حسيب اورقيب أي بمعنى آخر شيلونا ونحن نشيلكم ودعوا عنكم صيحات الشعب ولي مو عاجبنه يشرب من ماء البحر

    • زائر 19 | 5:42 ص

      ديوان رقابه او رقبه

      والله يا أستاذة مريم,اية برلمان تتكلمين عنه وهل يوجد من الاصل. باالله عليك من الله خلقك حتى الان شفتين برلمان يقف في ضدد الشعب غير الموجود في البحرين؟ وشلون تطلبين من هائلاء بأن يقدمون وزير او مدير حتى الى المسائله او يستطيعون تحويل احد الى النيابه غير المسكين الذي حاول بان يسرق الف دينار او اقل فهذا يحول على النيابه ويحاكم واما من يستطيع سرقة مأئه الف ومافوق حذا يرفع عنه القلم,ومانقول الا الله يكون في عون المساكين.

    • زائر 18 | 4:02 ص

      هل من يكتبون التقرير مقتنعين منه

      بالمعنى يعني في تجاوزات وفي فساد لو تاليف كتاب فقط
      او لوضعة مع باقي الكتب التاريخية في المتاحف والمكتبات
      وفي الاخير الى من هذا التقرير يكتب احد يوضح لينه ؟؟؟؟!

    • زائر 17 | 3:58 ص

      شر البليه ما يضحك

      والله تضحك نكت هالايام فهي المضحكة المبكيه التقرير يعني أوراق يعني كلام

    • زائر 16 | 3:56 ص

      الشرفاء الحقيقيين

      على تجمع مايسمى الشرفاء الوطن يثبتوا شرفهم امام السرقات ثروات الوطن ونهب مال العام لم نرى شريف منهم انتقاد فقط للفاسدين للاسف يغنوا ويمجدوا وبدعون ( اللهم ازيد من سرقاتهم وارزقني منها ) اتهموا فئة بالخيانة والصفوية لانهم طالبوا محاسبة المفسدين والعدالة للجميع وحفاظ على ثروات الوطن بديمقراطية حقيقية ، نحن نقدم اجلال وحب بشركائنا الشرفاء الحقيقيين همهم حماية وطنهم من الانتهازيين والمتمصلحين والمنافقين اما مايسمى بشرفاء فلا يشرفنا معرفتهم

    • زائر 15 | 2:38 ص

      رب ارجعوني,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

      عندما يدار القانون ولا يدير, وعندما يقضى على القضاء ولا يقاضي, فعندها يستقوي المتنفذون ويتنفذ المستقوون, ليصبح المال العام أسيرا لجيوبهم, وتصبح رقاب الناس مذللة لسيوفهم, ليكون الاستبداد هو سيد الموقف.

    • زائر 14 | 2:19 ص

      ما في غير الله الرقيب في هذه الديرة

      لان الحرامي الصغير وراه حرامي اكبر منه يدافع عنه حق اهو ماينفضح و الحرامي الكبير وراه حرامي اكبر منه ويغطي عليه حق اهو ما ينكشف وهكذا...........الخ
      وعلى الديره السلام

    • زائر 13 | 1:47 ص

      ديكورات

      أختي الكريمة هذا الديوان وغيرة من المجالس والمنظمات والجمعيات والوزارات كلها شكلت لعمل ديكورات فقط القصد منها ليس محاسبة احد أو حماية حق عام أو خاص كما يعتقد البعض ولاكن لتتفاخر بهم أمام الآخرين اعتقاد منا أن الناس اعمياء أو أغبياء

    • زائر 12 | 1:40 ص

      حفلات الزار

      صباحك شفافية ...حروفك تثلج الصدر فى هذا الصباح .. فحفلات الزار لن تستطيع ان تؤشر الى المفسدين والخارجين على القانون بسرقاتهم الواضحة كالشمس ...هى فعلا حفلات زار ....

    • زائر 10 | 1:51 ص

      صل الله على الحبيب و آله,,,,,

      "إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ،وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ،وأيم الله ،لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها",,,,,
      و بعدها نقول ليش اوضاعنا في انحدار,,,,
      فنحن بين خيارين: اما ان نقول اننا اتباع الهادي(ص) قول و عمل,,,,
      او نقول ان كلامه غير صحيح - حاشاه,,,,

    • زائر 9 | 1:40 ص

      الفساد وجبه دسمه

      اختي العزيزه في كل بلد في فساد بس اصحاب المناصب هم الفاسدين اخص المنقوصين في هدنيا الي ينهب يوحترم ولي يخاف علي اسمه ويخاف من الله يسبح منبوذ اختي الدنيه مقلوبه الله يوفقج علي الجهاد العصابات

    • زائر 8 | 1:33 ص

      أحسن حل

      أحسن حل يكنسلون ديوان الرقابة لأن التقرير ما منه فايدة بيبلونه ويشربون مايه ووجوده مثل عدمه لا وديوان الرقابة بعد يثقل كاهل الميزانية العامة كنسلووووه أريح بلا وجع راس بلا هم ولا رفع ضغط المواطنين... شرايكم؟؟

    • زائر 7 | 1:27 ص

      خسارة مال ووقت

      خساره فيه حتى في كلفت طباعت نسخه الفاخرة.

    • زائر 6 | 1:14 ص

      حفلات تلو حفلات

      للفقراء مسيلات الدموع والتنكيل ، والجماعة لاعبين بالحسبة ، وما يسمى بديوان الرقابة المالية يعد الفساد والمفسدين ، ويخلف بأفخر الصناديق ويكتب بأفخر الأحبار وافخم الورق ، ولكن ماذا بعد ، تاير يحرق تظل صحف الفتنة وكتاب الفساد تردح أشهر وتقوم الدنيا على ذلك ( التاير ،، الأطار ) وتعمل البرامج التلفزيونية ولو قدر لذلك ( التاير ،، الأطار ) الحديث لقال روحوا للمفسدين اول وشوفوا اشلون لاعبين بالبلد وبعدين تكلموا عني ، لكن يا اخت مريم نرى واقع الحديث امامنا ( كيف بكم اذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا

    • زائر 11 زائر 6 | 1:18 ص

      لعن الله المفسدين والسارقين

      ولاكن لا تبرر حرق التايرات ..فالمفسدين في المال ملومين ...وحراق الاطارات مفسدين في الطريق

    • زائر 4 | 12:57 ص

      تاعبين حالكم عاالفاضي

      التقرير كشف الفساد والمفسدين وهم معروفون جيدا ، ولكن هل تتوقعين أن يتم توقيف وزير أو مسئول مفسد عن العمل وإحالته إلى النيابة العامة حاله كحال بقية المواطنين ؟ إذا كان ذلك ما ترغبين فيه فعلمي إن أكثر من 99% من المسئولين والوزراء فاسدين ومسئولين مسئولية تامة عن الفساد في وزارتهم ومؤسساتهم وهذا يعني أن نغير جميع الوزراء والمسئولين التنفيذين، يا عزيزتي أصبحنا كما في حارة كل من إيه إله ، العقاب قد يطال صغار السراق ولكن هوامير سرقة المال العام هم في مأمن من المساءلة والعقاب. لا تعبون حالكم استريحوا.

    • زائر 3 | 11:55 م

      الفساد الواضح

      الفساد واضح.. والمفسدين معروفين
      واللجان جاهزة
      والنتيجة.. ولا شيء
      .
      وثقافة "الله لا يغير علينا" هي الماشية
      وموت يا ....

    • زائر 2 | 11:40 م

      ما تغير هذا العام هو لون الصندوق الى أزرق وترك اللون الأحمر بعد وضع تقرير بسيوني في صندوق أحمر..

      إنّ المضحك في هذا التقرير هو ما يصاحبه من صخب وبهرجة في بعض الصحف المحلّية وفي البرلمان، وتبدأ التصريحات تلو التصريحات والاجتماعات تلو الاجتماعات، والمؤتمرات تلو المؤتمرات والحفلات تلو الحفلات..
      أحلى تعليق عجبي للأستاذ عيسى سيار عندما تذكر مناسبة صدور تقرير هذا العام مع إحتفالات الـ «جية بية»..
      التغيير هذا العام حدث في لون الصندوق من الأحمر (العادة في السنوات السابقة) الى اللون الأزرق الجميل.. ليش؟ لأن تقرير بسيوني (الذي صدم الناس بفضاعته وصفق له البعض دهشةً) وضع في صندوق أحمر..

    • زائر 1 | 11:02 م

      البلد رايحة ريوس

      اختي البلد رايحة ريوس المواطن في فقر ورواتب تعبانه وبعض المحسوبين على اصحاب المناصب يلعبون في الفلوس والوضائف لعبه بدون محاسبة . اخذي مثال وانتي بحثي عنه : شخص كان راتبه 2700 دينار تعرف على وزير وقام يشيش معاه عينه قائم باعمال وكيل وعطاه يتراس هيئات وحاليا هل شخص راتبعه اكثر من 17000 دينار لان اخر تعيين رفض التثبيت عشان مايخسر المميزات الي يحصلها والقيادة وافقت له . وانا مواطن يستخسرون فيني زيادة 50 دينار ! ويبوني احب غصب؟ انا ابي اعرف هل وزير وين يقعد حق اشيش معاه دام فيها مناصب وسفرات خخخ

اقرأ ايضاً