العدد 3710 - الجمعة 02 نوفمبر 2012م الموافق 17 ذي الحجة 1433هـ

الإصغاء والتحدث: روح المحبة وقلبها

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

حين تصغي لأحدهم فإنك لا تمنحه شعوراً صادقاً بأهميته لديك فحسب، بل ستمنحه أشياء كثيرة أخرى، وستمنح نفسك أيضا أشياء أكثر، وخصوصاً إن عرفت التعامل مع الآخر باختلاف جنسه وطبيعته بالشكل الصحيح.

تميل كثيرٌ من النساء عادةً لذكر التفاصيل إذا تحدثنَ، ويحلو لهنَّ أن يسردنَ الجزئيات الصغيرة التي تكوِّن بمجموعها حدثاً ما... ويميل الرجال عادة إلى النظر إلى الحدث بصورته الكاملة، لا بجزئياته وتفاصيله...

هذا ما يقوله علماء النفس من خلال الدراسات التي أجروها على شرائح متعددة من نساءٍ ورجالٍ ينتمون لثقافاتٍ وأعراقٍ وأممٍ مختلفة، ويقول العلماء أيضاً: إن عقل المرأة يشبه في تركيبته مجموعة من الصناديق، واحدٌ للون مثلاً، وآخر للطعم، وصندوق ثالث للرائحة، وحتى الحب والأمل والحزن والعواطف الأخرى لديها صناديقها الخاصة في عقل المرأة، وتملك المرأة القدرة على فتح كل هذه الصناديق في اللحظة نفسها لتستخرج من كل واحدٍ جزئيةً معينةً وتفكر بهذه الجزئيات مجتمعة، وهذا ما يعطي المرأة قدراتها التي تتّصف بها وتميّزها عن الرجل، وأعني هنا قدرتها على رصد التفاصيل وإعادة تركيب الأشياء الصغيرة لتبدو أجمل وأكثر نضارة وتألقاً.

أما عقل الرجل، فإنه – وبحسب العلماء – يتكون من صندوقٍ واحد، بمعنى أنه إذا أراد أن يفتح صندوق اللون – مثلا – فعليه أن يغلق بقية الصناديق، ليستطيع أن يفكر باللون، وهذا ما يعطي الرجل القدرة على التركيز، من أجل تكوين رؤية واحدة تجاه الموضوع الذي يفكر به.

ولا تخلو هذه التقسيمات من شواذ بطبيعة الحال، كما أن عدد الصناديق قد يكون مختلفاً من امرأة إلى أخرى، ولكن الحالة العامة هي هذه.

حين تتحدث المرأة لأحدهم فإنها في الغالب تفكر بصوت عالٍ، إنها تفتح أمامه صناديقها، وتقول له ما في داخلها، بلا مواربة ولا لف أو دوران.

وحين يتحدث الرجل لأحدهم فإنه يريد بذلك الحديث أن يوصل شيئاً محدداً ولكن بطريقة أخرى تختلف عن تلك التي تستخدمها المرأة.

يقول جون غراي في كتابه الشهير «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة»، والذي أنصح الجميع بقراءته ليتعرفوا على مواطن الاختلاف بينهم وبين الطرف الآخر الشريك لهم في الحياة، «المرأة التي تبوح بمشاعرها تحفّز الرجل طبيعياً لكي يتكلم، ولكن حين يشعر هو أنه مطالب بالتحدّث، يصبح ذهنه فارغاً، ولا يكون لديه ما يقوله، وحتى لو كان لديه ما يقوله فإنه سيقاوم لأنه يشعر بمطالبتها. والمرأة تفترض خطأ أن الرجل يحتاج إلى أن يتحدث، وبالتالي يجب أن يتحدث؛ لأنها تنسى أنه من المريخ وأنه لا يحتاج إلى الحديث بدرجةٍ كبيرة».

التحدث والإصغاء فن يختلف في طبيعته وتركيبة قوامه من المرأة إلى الرجل، المرأة تحب أن تتحدث وينصت لها الرجل كثيرا وتعتبر إنصاته ضرباً من المحبة والاهتمام أكثر من أي شيء آخر، في حين أن الرجل يحب أن يوصل ما يريد عن طريق الفعل، وعن طريق اختيار الوقت الذي يشعر فيه بأنه مستعد للتحدث.

ومضة:

«المستمع الجيد لن يكون محبوباً في كل مكان فحسب، ولكنه بعد فترة قصيرة سيكون قد استفاد كثيرا من الاستماع».

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3710 - الجمعة 02 نوفمبر 2012م الموافق 17 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 12:54 م

      لكل قاعدة شواذ

      والله اشوف هالقاعدة ما تمشي ع الكل لانه أكو ريال ذبحتهم الهذرة والكلام الزائد والطحنة والكلام الفاضي وفي حريم الله يكون في عونهم كله سايلنت فلكل قاعدة شواذ

    • زائر 2 | 3:58 ص

      سوّت رنة

      زوجتي تصل فيني الصبح تقول حبيبي اختك سوت رنة مدري ويش تبغي!!! النسوان
      هااااااااي بالنسبة للرجال ما يصلح هالشي

    • زائر 1 | 11:14 م

      شكراً ولكن

      ما أقدر أتحمّل الطحنة ولا القرضة ولا عندي وقت ليها ، أن تستمع جيداً لا يعني أنك تنصت لهراء من أجل مراعاة شعورها، أقتل نفسي علشانها يعني؟ أستمع للمهم وليس لكل الهراء والثرثرة.
      موضوع جميل شكرا لك

اقرأ ايضاً