الوجيه حميد آل نوح ... ذكرى رحيلك أفجعتنا وأربعينيتك المصادفة مساء يوم الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 أدمت قلوبنا! أبا سعيد... أيها السعيد أستذكر فيك الصبر والشموخ والإباء والعطف والحنان وفيها أيضاً أستذكر ذكرى رحيل والدك الكبير الحاج عبدعلي آل نوح عميد العائلة وأحد جذور شجرة آل نوح الطيبة طيب الله ثراه وثراك وربان سفينتها الذي سلمها من بعده لك لإدارتها فكنت خير قائد وربان وخير رائد وسلطان.
أبا سعيد ... أستذكر في ذكراك الكثير الكثير من النبل والعطاء والنشاط والحياة والجمال! إنني لست قريباً منك ولست مداحاً لك ولكن حظيت بمجالستك فأنست لك كثيراً وكنت رجلاً شهماً في كرمك وثابتاً صلباً في مواقفك! قلمي لم ينسك حتى ألزمني في ذكر سيرتك لكنه تاه في شخصيتك ونشاطاتك ومواقفك المتعددة المتشعبة، فتارة أجدك رئيس مجلس إدارة أو رئيس فريق للتبرع بالدم وأخرى من مؤسسي صحيفة «الوسط»، حتى توقف القلم ثانية واحترت فيما أكتب، أأكتب عن الفارس الذي لم يهدأ أبداً إن كان في المعارك التجارية الذي كنت فيها بطلاً مغواراً أو في المناصب الإدارية فكنت جندياً مقداداً أو النشاطات الخيرية حيث كنت أباً رحيماً مبادراً!
في ذكراك أيها الحميد السعيد ولست مبالغاً ولا معظماً فيك بل أستذكر تواضعك للناس في حديثك مع الصغير والكبير من أبناء القرى على رغم مشاغلك الكبيرة ومشاريعك المتعددة لكنك كنت تبتعد عنها وتقترب منا لتجالسنا وتسمع لحاجتنا بل كنت قريباً ومعنا دائماً وبرفقة رفيق دربك «أبوميثم» ولم تتخلَ عنا إن في عطائك المادي أو المعنوي المتواصل في أفراحنا ملبياً وفي أحزان مواسياً! في ذكراك أتذكر ابتسامتك المشرقة وإنسانيتك الواسعة وجاذبيتك الحنونة! حبك للفقراء وللضعفاء التي ترجمتها في حياتك قبل مماتك كما هي في مبراتك ومساهماتك الشاملة لليتيم والفقير والمحتاج ولم ينسَ اهتمامك للعلم وطلبة العلم الذين كان لهم نصيب في حياتك وقلبك قبل يداك البيضاء.
في ذكراك أستذكر حكمتك وقيادتك وإدارتك لسفينة والدك التي لم تهزها الريح العاتية وأنت القائد! ولم يغوها الضباب وأنت الرائد ولم تهنك العواصف وأنت المقداد، ولم يدنُ منك اليأس يوماً وأنت الأمل الصاعد والواعد، أبا سعيد نم قرير العين فالجنة مثواك والله بإذنه معك وملائكة الرحمة تحيطك وترعاك.
مهدي خليل
هل لاحظتم أننا فقدنا الحنين إلى مملكتنا القديمة التي كنا نستمتع بها، إنها بيوتنا القديمة التي ولدنا فيها وذكرياتنا القديمة وإن أشجار الحب «أشجار السدرة» في قلوبنا التي حرمنا منها اليوم ولم تعد تثمر لأنها تسقى بمياه ملوثة بالحقد والكراهية، وأن أزهار الحب لم تعد تنشر ذلك العبير الفواح ساعة تفتحها لأنها تتفتح في جو متوتر مشحون بالألم الذي لا نشعر به لأننا فقدنا الإحساس بكل شيء.
ما أتعس الإنسان الذي يفتقر قلبه من الحب الصادق ولا يستمتع بالإحساس المتوقد الذي يشتعل في الروح كلما خفق القلب، لذلك تراه لا يعرف شيئاً عن المعاني الإنسانية الرائعة كالوفاء والتضحية والأمل والامتزاج بكل ما هو جميل، هل لاحظتم أن قلوبنا لم تعد تتسع لهموم الآخرين والمقربين إلينا وحكاياتهم وأن كل شيء أصبح معلباً ومزيفاً وأننا أصبحنا نتبع البشاعة ونهرب من الجمال والصدق والشفافية.
للأسف فإن أغلبنا صار يعاني من غياب الحب وهذا الغياب جعلنا نعيش حياة تافهة لا نعرف فيها وجهتنا وهدفنا، تتأجج فينا مشاعر الحقد والحسد والكراهية بداخلنا على الآخرين بلا سبب ولا سابق إنذار ربما السبب الوحيد هو أنهم تفوقوا علينا، نعتقد أنه ليس من حق أي إنسان أن يزرع الورد ما دام هناك من يقطفه، نحن لا نقوم بفعل شيء للحب نحن نقضي على الحب الطاهر، كثيراً منا يزرع الشوك واليأس في طريق هذا الحب، لقد لاحظتم أننا ننهش في لحوم أعز الناس إلى قلوبنا، بل ونلتهمها بشراهة على موائد الغيبة والنميمة كلما ذكر أحدهم أمامنا سواء بالخير أو الشر.
نعترف أننا نجني ما زرعناه بأيدينا، لقد اندفعنا بجنون كبير نحو الزمن الهابط فصار كل شيء هابطاً وتافهاً لا شيء يستحق التحدث عن مشاعرنا، ألم نتفنن في ذلك نحن بأنفسنا ولا شيء يجيد التعبير عنا إن لم نعبر نحن بأنفسنا عنها بصدق وشفافية، فمتى سنعترف بهذه الحقيقة؟ هل لاحظتم أننا نتفنن في قياس جراح الآخرين، إننا لا نكتفي بإطلاق أحكام خاطئة على الناس بل نغرق في الحديث في العمق عن الآخرين الذين لا نعرف عنهم غير شكلهم، هل لاحظتم أننا نقول أكثر مما نفعل ونثرثر أكثر مما نستمع، ألم أقل لكم إنها أشواك حادة في الطريق.
صالح بن علي
أقبل عيد الأضحى وأصبح كل إنسان مسلم يسلم على أخيه ويبارك له حلول العيد ويتمنى له الصحة والعافية والمستثنى من جميع المسلمين الجماعات الإرهابية التي تدعي وللأسف الشديد تطبيق الإسلام الصحيح وقامت في يوم عيد الأضحى المبارك بتفجير مسجد في مدينة تقع شمال أفغانستان كان فيها المصلون يؤدون صلاة العيد والنتيجة مقتل أكثر من 42 بينهم خمسة أطفال وجرح أعداد أخرى ولاشك في أن العملية كانت نتيجة قرار اتخذتها جماعة إرهابية بإرسال أحد أعضائها من مغسولي المخ بأنه سينتقل رأساً بعد هلاكه إلى الجنة ويتناول الطعام مع رسول الله (ص).
والسؤال الذي يخطر ببال أي مسلم هو أين منظمة التعاون الإسلامي وأين رجال الدين المعروفون من إصدار فتاوى تكفر فيها من قام بهذا العمل الشنيع والجماعات المنتمى إليها؟ وإذا نظرنا إلى الجرم الكبير الذي اقترفه هذا المنتحر فإننا لا نرى فيه أية ذرة إيجابية إلى جانب أنه يسيء إساءة عظيمة إلى الإسلام فالشخص غير المسلم يقول لنفسه: «إذا كان هذا المسلم ينتحر ليقتل مسلماً آخر فماذا سيفعل بي إذا سنحت له الفرصة؟». وإذا نظرنا إلى هذه الفعلة السوداء فإنها: ولاشك في أن هناك رجال دين يستطيعون أن يجدوا في هذه الفعلة الشنعاء الكثير من السيئات التي تخرج هذه الجماعات من ملة الإسلام فيا ليت منظمة التعاون الإسلامي وبالتعاون مع الرجال المرموقين من فقهاء الدين يصدرون فتاوى شاهرة ظاهرة شاسعة تكفر هذه الأنواع من الأنشطة التي يجب أن يوصم من قام بها بأنه ارتد عن الإسلام لأن أفعاله الشنيعة لا تسيء إلى الإسلام فقط بل تحارب الإسلام الصحيح الذي جاء به من رب العالمين الرسول الأعظم (ص) فليتعلموا مما فعله عند فتح مكة كيف أنه قال للمشركين الذين حاربوه وعذبوه وقتلوا بعضاً من أصحابه من جراء التعذيب «اذهبوا فأنتم الطلقاء» فيا ترى لو أن هذه الجماعات الإرهابية لمغسولي المخ كانوا ممن فتحوا مكة ماذا كانوا يفعلون؟ ومن الله نسأل الرشاد.
عبدالعزيز على حسين
أفرشُ لمحياكِ قصيدة حبٍ عذرية،
مطلعها الشمس في صفرها لُهب وردية
مغربها شفاهك.
أدونُ فيها يا حبيبتي
إحساس الطفولة
في أوراق الشعر الذابلة
كغصن الصفصافِ النائح
على ضوء القمر
في مطلع الحب
بدأنا نغزل من الحنين
تفاصيل الحكاية،
بدأنا رحلة العشق المثيرة
رحلة الصيف لأحضان الشتاء
والمطر المنهمر يعلن الزخات
يعلنُ ولادةَ الأرجوان
في دربنا الأخضر
في مطلع القصيدة العرارية
درتُ من حولك كذكر اليمام
الأبيض...
مغازلاً إياكِ يا جميلتي،
أحملُ بمنقاري المعقوف غصن
السلام
فأنتِ يا عشيقتي الأبدية
سلمى من بدر السلام
غرد يا حنين من روحي
أبجدية الحب الشعرية
تدقها في هذه الليلة... لحبيبتي الفلسطينية
أغنية من عمقِ الشجن والأزيز...
غنِّ يا طائر السلام
غناؤك من وتر الكمان
الحزين فرحاً يسليني
يا طائري يسليني
في مطلع الحب يا سلمى
غنى البلسمُ لنا أغاني
السمر العذرية،
وأنشد كناي يئن
مثل اليمام عشقاً ورنين
أنشد من عبق عطركِ
شذى يؤرق الملتاعين
فالعزف في تقاسيم الحب
موهبة أيامنا الجميلة،
وموهبتي في وصفك
تسطرها اليوم قصيدتي
غيرُ العادية،
فملامحُ تكوينها مثلك
يا قمري غير عادية...
وتراب الضاد الأخضر
ينتفض حباً من أجلك
يا عمري، يا وردتي القرمزية
أتذكري حينما مشينا
سويةً في دربنا معاً
يا حبيبتي معاً
في شوارع القصيدةِ
الندية...
ونكهةُ القهوةِ
ترميني منفيا
ومنفيا
على بساط قدميك
كالقتيل منسيا
أتذكري عمرنا الذي مضى منا
ومضت أيام فيها بكى
الأرجوان بكاء الجرح
والوهن
قصيدتي العارية من الحياء،
ولغتي المترنمة كالمها ساعة الدلال...
تتراقص الكلماتُ في قصيدتي الشعرية
تتناثر من المخبآت الخفية،
تنبثقُ كالياقوتِ المشرق بالنور،
ترحبُ يا حبيبتي بملتقاكِ.
محمد عرار
أَهْلاً هَلا بالعِيْدْ أَفْراحْنِهْ فِيْكْ بِتْزِيْدْ
فى كِلْ عامْ ياعِيْدْ تِرْجَعْ بِثوْبْ إِجْدِيْدْ
أَهْلَاً هَلا بالعِيْدْ
***
تِحْلى مِيالِسْنِهْ لَمّا تِهِلْ ياعِيْدْ
مَحْلاها لَمَّتْنهْ وِالْكِلْ مِنا سَعِيْدْ
فَرْحانْ بِيوْمْ اِلعِيْدْ
هَلا هَلا بِالعِيْدْ
***
أَيّامِكْ اِلْحِلْوَى ما تِنِّسِى ياعِيْدْ
غَنِّيْتْ لَكْ غِنْوَى مِنْ فَرْحِتى بِالعِيْدْ
أَهْلَاً هَلا بِالعِيْدْ
***
فرحة العيد
كِلْ عِيْدْ لَهْ فَرْحَهْ
وُهَالعِيْدْ لَـهْ أَفْراحْ
لِقْلُـوْبْ مِنْشَرْحَهْ
وُالْهَـمْ عَنّـا راحْ
عَساهْ مِنْ عُوّادِهْ
عَلِيْنا فـِي كِلْ عامْ
غايَــةْ اِلسَعادِهْ
بِقْدُوْمَـهْ اِلبَسّـامْ
هَلا بِالْلِي مِنْ يِهْ
هَنّانِـي وُبــارَكْ
مَحْلاهَا اِلتَحِيِّـهْ
في يـوْمْ لِمْبارَكْ
يا زيْنْ لَمَّتْنـا
فِـي هَالمُكانْ اِلزيْنْ
تِفْـرَحْ مِيالِسْنا
وُالقَلْبْ وُيّـا اِلعِيْنْ
خليفة العيسى
لنقف معاً... أنت وأنا،
لنحاسب المساء... ونضحك
عندما تبكي الغيوم ببركة السماء
ربما نصغي لهمسات الليل الخجول
الذي لطالما أخفى بين أستاره
زقزقات لطيفة... أو همساتٍ
حالمة... وديعة... وربما
يتهجّدُ الباقون نحو السماء... آملين
لن نكتفي بالتلصص على أهازيج الليل...
فأنفاسنا لها أهازيجها ودندناتها ليلاً...
فسنتلصص عليها... كيفما نشاء...
ومتى نشاء... فهي ربما تتسلى بلوعة الذكرى
التي تزورها كل مساء... فلا تُحدثُ هذه اليد إلا
جروحاً أخرى... يوماً ما... لا تجد...
لا تجد هذه اليد موضعاً لتخدش أو تجرح...
ربما يبهرنا سكون الليل... لكن لنلتفت
نحو الحقيقة ونتأمل... فتحت سكون الليل
يعجُّ القلبُ بضجيج وصخب الذكرى..
لنقف... أنا وأنت... لنستمع
إلى دندنات خواطرنا...
أنا استمعتُ لخواطر نفسي وحشرجاتها،
ثم كتبتُ هذه السطور... أما أنت...
فقد تقف قليلاً... تتأمل... تقرأ هذه الخيوط...
فربما تجدني بينها
أيمن زيد
العدد 3710 - الجمعة 02 نوفمبر 2012م الموافق 17 ذي الحجة 1433هـ