العدد 3710 - الجمعة 02 نوفمبر 2012م الموافق 17 ذي الحجة 1433هـ

أنس الشيخ... «مغرد» يرفضُ الانتماء إلا للعدالة

«صباح الخير يا وطني... صباح الخير يا شعبي العظيم». مُرهفةٌ كحسهِ التشكيلي البديع، هي التحية التي اعتاد الفنان المغرد أنس الشيخ Anas_Al_Shaikh @ أن يلقيها في «تويتر» صباح كل يوم.

راصدٌ يومي، يقرأ مستجد الأحداث بلغة شخصية خاصة بعيدة عن الانتماء إلى أية جهة، عدا مدرسة جرأته في التصريح بما يخالج دواخله في التعبير عن آرائه ومواقفه من مجريات الأمور، وخاصة بعد عاصفة الأحداث التي مرت على البحرين منذ الـ 14 من فبراير/ شباط.

واقعيٌ القول إن كثيراً من المغردين صاروا بعد أزمة دوار اللؤلؤة أكثر جرأة، وأوضح بياناً في تعاطيهم مع المتغريات التي أصبحت تمر سريعاً في الداخل البحريني، ولكن ما هو أكثر أهمية هو انكشاف تلك الكوكبة من الكوادر المبدعة والمهنية والمتخصصة لعموم الجماهير، بعد أن كانت مخبوءةً في مدار تخصصاتها، ومنفتحة على القلائل ممن يماثل اهتماماتها.

أنس الشيخ صاحب فكرة أن «يدوِّح» المغردين صورهم الشخصية في «تويتر»، كخطوة مماثلة لما قامت به بعض وسائل الإعلام الرسمية والإلكترونية من تمييز المشاركين في الاحتجاجات الشعبية عبر رسم الدوائر على وجوههم بغية تعريضهم للعقاب والمساءلة، في رسالة قصد منها تعميق التضامن الشعبي مع المطالب التي رفعها المشاركون في تلك الاحتجاجات، بما يعني المسئولية الجماعية عمّا جرى، وبيان جرأة الناس في تحمل تبعات أفعالهم، والانتقاص من التشهير الرسمي ببعض الشخصيات العامة والعادية، ولاقت الفكرة رواجاً كبيراً بين المغردين ومن ضمنهم نخب سياسية وإعلامية ومهنية.

في تغريداته الـ 7.757، يخوض الشيخ في أحاديث مختلفة، فيقول في إحداها: «مشكلة الكثيرين أنهم لا يناقشون الأفكار والمطالب المشروعة بل يقومون بالتهرب من الرد نحو إثارة قضايا ومسائل أخرى غير مرتبطة بالمسألة الرئيسية».

ويعرف باتجاهاته «أكرر، أنا لست مع المعارضة ولا الموالاة ولا مع الشيعة ولا السنة ولا مع التقدميين ولا الرجعيين... أنا مع الحرية والعدالة والديمقراطية الحقيقية».

ومتحدثاً عن التقدم الغربي في السباق الحضاري أن «الاعتراف بأفضلية وأحقية التقدم للحضارة الغربية على مجتمعات العالم المعاصرة في معظم الجوانب العلمية والصناعية والتكنولوجية والثقافية والمعرفية أمر لا خلاف عليه وربما من حق تلك الحضارة أن تطرح على مجتمعات العالم ما تراه خيراً ومناسباً لها ولمصالحها المتعددة ولكن ليس معنى ذلك أن نقر ونعترف ونتبع كل ما تفرضه وتطرحه علينا من تلك القيم والقناعات والأفكار والمفاهيم المتحولة لديها على حسب ما تقتضيه مصالحها».

ويرى أن «المشكلة والأزمات الحقيقية التي نمر بها في حياتنا المعاصرة لا تكمن في محاولة الآخر في فرض ما يريده علينا ولكن المشكلة الحقيقية تكمن فينا نحن بقايا أبناء الحضارة الإسلامية السابقة التي تعتبر واحدة من أعظم الحضارات العالمية على وجه الأرض ولكن أين هي تلك الحضارة؟ وأين نحن الآن؟».

وينوه إلى أن «الذين يؤمنون بالقضايا الكبرى في العالم الإسلامي ركزوا على مسألة المؤامرات والمخططات ضد الأمة وانشغلوا عن الإنسان وحقوقه وكرامته في أوطانهم»، موضحاً «بينما لم ينتصر الإسلام إلا عندما شعر الإنسان بكرامته أما اليوم فالأنظمة تدوس على كرامة الإنسان وحقوقه ويريدونه بعد ذلك أن يحارب من أجل قضايا ا?مة».

ويشير إلى أنه «ربما نتحمل مسئولية أخطاء كثيرة حدثت وستحدث، ربما نتحمل فشلنا في تحقيق الحرية والتعددية والعدالة والمساواة، ربما نتحمل مسئولية سوء فهمنا لرسالة الإسلام وروح العقيدة السمحاء، ربما نتحمل مسئولية ضعفنا أمام الآخر، ربما نتحمل مسئولية ابتعادنا كثيراً وكثيراً عن حضارة الآخر، ولكننا على رغم كل ذلك فنحن لسنا للبيع».

ويصف الديمقراطية في إحدى تغريداته بأنها «مثل وجه الإنسان لها ملامح تميزها عن الوجوه التشريعية الأخرى فالأفضل الحفاظ على ملامحها بدل إجراء عملية تجميل لا نضمن نتائجها»

وفي بعض تغريداته الساخرة، يعلق الشيخ على موضوع حصار منطقة العكر، وبالتحديد عرض التلفزيون الرسمي لقطات تبين السماح بدخول مطاعم الوجبات السريعة للقرية وخاصة بعد منع نشطاء سياسيين وحقوقيين من الدخول: «الو كنتاكي؟ الله يخليكم وجبة اكستريم سبايسي ديليفري... بااال بعد ثلاث ساعات الوجبة راح توصل ليش؟ آه مادام أهل العكر طالبين من عندكم بنصبر شويه».

العدد 3710 - الجمعة 02 نوفمبر 2012م الموافق 17 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 12:46 م

      الصعود نحو الهاوية..!!!!!

      فعلا انت يا انس مبدع بطريقتك الخاصة.. نحو جروح العدالة!!!!

    • زائر 6 | 9:21 ص

      كلام جميل

      كم انت جميل يا أنس فعلا انت انيس في اي مكان يجمعك بالناس هم عندك سواسيه لا فرق كلهم اخوه فقد من التسعينات وهذا انت لم تتغير معتقداتك وسلوكياتك وجرئتك
      كثّر الله من امثالك الطيبين
      اخوك في الوطن ( عبد الحسين عيد)

    • زائر 5 | 8:23 ص

      الحرية و العدالة و الديمقراطية ...كلمات مطاطه

      يستخدمها الكثيرون و لكن بلا هدف و لا معنى بل لمجارة التيار !!! العدالة و الحرية و الديقراطية هي أن تقف في وجه الظالم و تقول له أنت ظالم و أنت تستنكر هدم المساجد و سفك الدماء و تعذيب الأبرياء و إعتقال النساء و فصل الموظفين و قطع أرزاقهم

    • زائر 4 | 3:34 ص

      كلنا انس الشيخ

      اشكر واحب هذه الروح المحبة الى العدالة الحقيقية

    • زائر 3 | 3:33 ص

      الإنسانيه تجمعنا

      كم جميل أن ينتمي الإنسان إلى إنسانيته وآدميته قبل إنتمائه إلى أي دين أو مذهب، وأن ينظر إلى البشر قبل أن ينظر إلى الحجر. شكرآ أنس الشيخ لآدميتك.

    • زائر 2 | 2:17 ص

      أبو بدر

      انا فخور لانه شريكي في الوطن

    • زائر 1 | 11:13 م

      خوش كلام

      عمك أصمخ المشكلة الأذان صماء عموه
      ولا من مجيب
      يريدون أن يحرقوا البلد ولا أحد يكلمنا
      غير معقول

اقرأ ايضاً