استقبلت البحرين مؤخراً فلسطينية من قطاع عزة للحصول على علاج لمرضها وهو «الهيبوباراثيرويد» وهو نقص إفراز هرمون الباراثيرويد من غدد جارات الدرقية، وذلك لكون البحرين الوحيدة في الوطن العربي التي توفر علاجا لهذا النوع من الأمراض.

روان الهمص مواطنة فلسطينية والوحيدة في فلسطين مصابة بهذا المرض بدأت رحلتها منذ سنوات لتروي هذه التفاصيل في لقاء مع «الوسط»، إذ ذكرت الهمص أنها أصيبت بسرطان في الغدة الدرقية قبل سنوات، وقد دخلت في مرحلة العلاج وتم استئصال السرطان على مرحلتين فالمرحلة الأولى كانت في عام 2006 والمرحلة الثانية كانت في عام 2009.

وأوضحت الهمص أنه خلال استئصال الغدة الدرقية في المرحلة الثانية أصيبت بخطأ طبي أدى إلى إدخالها إلى عالم «الهيبوباراثيرويد»، مشيرة إلى أن أول نوبة تشنج أصيبت بها عندما كانت في المستشفى وكان قد أجريت لها العملية للتو.

ولفتت الهمص إلى أنها لم تكن تعرف سبب تلك التشنجات، في الوقت الذي أبلغها الطبيب بأن ذلك يعود إلى نقص الكالسيوم، مبينة أن بعد عودتها للمنزل بدأت النوبات تتكرر، مشيرة إلى انها حاولت الحصول على علاج في الأردن إلا أن ذلك لم يثمر عن نتيجة.

وأشارت الى انها خلال عودتها لقطاع غزة كانت وفود طبية من ألمانيا تأتي لإيصال المساعدات الطبية، مبينة أنها من خلال الوفود أرسلت تقاريرها الطبية إلى ألمانيا، وبعد مقابلة الطبيب المشرف على الحالة تم وصف علاج هرموني لها، منوهة إلى أنها شعرت بتحسن في بادئ الأمر، إلا أن حالتها لم تستقر كثيراً.

وأكدت الهمص أنه أثناء ذلك حاولت البحث عن علاج، ومن خلال البحث تفاجأت بوجود حالة مشابهة لها في البحرين وهو حسن فضل والذي يتعالج عن المرض نفسه، مبينة أنها حاولت الوصول اليه وبالفعل تم ذلك.

ولفتت الهمص إلى أنه بعد فترة بسيطة تم ترتيب الأمور والتواصل مع أحد الأطباء بمجمع السلمانية الطبي، مع التواصل مع المؤسسة الخيرية الملكية ووزارة الصحة والسفارة الفلسطينية في البحرين، مبينة أنه بعد فترة استطاعت الوصول للبحرين والخضوع إلى التحاليل اللازمة، مبينة أنها تشعر بفرق بسيط فهي مازالت في مرحلة ضبط الهرمون.

ونوهت الهمص إلى أنها ستعود إلى غزة حاليا وستكون متابعتها عن طريق الإنترنت، وسيتم إيصال حقن الهرمون لها عن طريق أفراد وليس بواسطة وفد طبي، متمنية أن تخصص وزارة الصحة البحرينية وفدا من أجل إيصال الحقن وذلك لتمكن هذا الوفد في حفظ الدواء بصورة صحيحة، كما أنها ستزور البحرين خلال المواعيد التي يحددها الطبيب.

ولفتت الهمص إلى أن تكاليف العلاج في البحرين تحملتها هي وعائلتها، مبدية قلقها على حقن الهرمون التي سيتم ايصالها لها في غزة، مشيرة إلى أنه في كثير من الأوقات يتم قطع التيار الكهربائي، ما قد يؤدي إلى فساد الحقن، في الوقت الذي تكلف فيه الحقنة الواحدة أكثر من 200 دينار.

وأوضحت الهمص أن وجود العلاج في دولة عربية يعد خطوة إيجابية، مناشدة أن يتم تشكيل جمعية في البحرين لمرضى «الهيبوباراثيرويد» وذلك من أجل دعم المرضى وتثقيف المجتمع بالمرض، مؤكدة أنه في حال إطلاق الجمعية ستكون من الأعضاء وستقدم معرضا تشكيليا من رسوماتها، على أن يعود ريع هذا المعرض للمرضى في الوطن العربي.

من جهته أكد حسن فضل وهو الذي يعاني من المرض نفسه والذي ساعد على وصول الهمص إلى العلاج أنه تم الحصول على موافقة لإنشاء الجمعية إلا أنه لم يتم العثور على مقر، مستغربا من عدم وجود دعم للجمعية، مبينا أنه لابد من أن يتم تقديم طلب جديد من أجل إنشاء الجمعية.