أخيرا تعرفنا على بديل الإنجليزي بيتر تايلور وهو الأرجنتيني كالديرون الذي لم يكن خيارا مشجعا لمجموعة كبيرة من المدربين والمتابعين لأحوال المنتخب، وخصوصا أن التغيير المتوقع في الطريقة والأسلوب سيؤثر من دون شك على المنتخب في ظل الفترة الضيقة للإعداد للاستحقاقات المقبلة.
لم يتحمس الكثيرون لهذا التغيير وخصوصا أن المدرب الجديد ليس ذلك المدرب القادر على إحداث الفارق مع منتخبنا، وهو الذي لم يفعله مع المنتخب العماني وقبله مع السعودية، وهي منتخبات أفضل بكثير من منتخبنا، لذلك فإن نسبة الاستطلاع حول قدرة المدرب الجديد على فعل ما هو أفضل من سابقه تايلور هابطة وضعيفة.
بعيدا عن توقعات المتابعين، يتمنى الجميع أن يحقق هذا المدرب القفزة التي يمكّن من خلالها منتخبنا من تحقيق الإنجاز، بشرط أن يحصل على كل الدعم من قبل الاتحاد، ذلك أن التعاقد مع كالديرون أو أي مدرب معروف بقدراته، يتطلب من الاتحاد الكثير والكثير من أجل قيادة المنتخبات الوطنية نحو الأمام في الاستحقاقات المقبلة الكثيرة التي تنتظر الكرة البحرينية، ولعل إيجاد الجو المناسب لعمل المدرب من أهم المتطلبات التي يتوجب على الاتحاد توفيرها إذا ما عرفنا أن الجو المشحون لن يؤثر فقط على أداء المدرب، وإنما سيصل إلى اللاعبين ذاتهم وحينها لن نستفيد من هكذا مدرب.
مجموعة كبيرة من المتطلبات التي يجب على الاتحاد أن يبدأ العمل منذ الآن على توفيرها، أولها عدم التدخل في الشئون الخاصة بالمدرب وفرض بعض الأسماء التي يتم استدعاؤها إلى المنتخب الوطني، وخصوصا إذا ما عرفنا في السنوات الماضية بوجود أكثر من اسم فوجئ به الكثيرون ومنهم المستوردون، على رغم عدم وجود مؤشرات تدعو لوجودهما في المنتخب، فكيف سيكون تعامل الاتحاد فيما لو رفض المدرب الجديد عدم استدعاء هذه المجموعة وخصوصا أن هناك من هو أبرز منهم على الساحة البحرينية، هنا يتحتم على الاتحاد التعامل بواقعية كاملة وعدم الشد في هذا الموضوع.
الأمر الثاني هو إيجاد الكادر الإداري الجيد والقادر على إيجاد التوليفة الممتازة القادرة على إحداث نقلة نوعية في العمل الإداري الذي يجب أن يكون احترافيا بمعناه الأصلي، وخصوصا أن الجهاز الإداري يعد من الأمور المهمة في أي منتخب، نظير الراحة التي يجب أن يوفرها لكل الأطراف الموجودة في المنتخب من لاعبين ومدربين.
الأمر الثالث هو توفير البنية الجيدة من ملاعب صالحة للتدريب وقد يتفاجأ كالديرون عندما يأتي لغياب الملعب الجيد، وأيضا مساعدة المدرب في الحصول على مباريات ودية قوية تجرب المنتخب جيدا، لا أن نقوم باستدعاء منتخب بنما أو توغو بلاعبيه الاحتياط ليكتسحه المنتخب لكن من دون فائدة تذكر؛ لأننا خسرنا بعدها التأهل في كل مرة، والسبب لأن الإعداد لم يكن صحيحا منذ البداية.
نتحدث عن ذلك من واقع ما نعرفه عن الكرة البحرينية التي تعاني الأمرين من سياسة التدخلات، نأمل أن يتعظ أصحاب الشأن في ضرورة أن يكون عملنا الإداري احترافيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ذلك يعود على منتخباتنا الوطنية بالوصول إلى درجات عالية من المنافسة والاحترافية التي ستقودنا حتما -إذا تحققت- إلى ما نهدف إليه وهو الفوز بكأس الخليج أو الوصول إلى كأس العالم أو الوصول لمراتب عالية بكأس آسيا.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3707 - الثلثاء 30 أكتوبر 2012م الموافق 14 ذي الحجة 1433هـ