العدد 3706 - الإثنين 29 أكتوبر 2012م الموافق 13 ذي الحجة 1433هـ

المحاكمات التلفزيونية تعود بثوب آخر

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

جميعنا يذكر المحاكمات التلفزيونية التي كان تلفزيون العائلة العربية يبثها خلال فترة السلامة الوطنية، وما بعدها، حين كان مقدمو برامج معينة وبتوجيهات من جهات معروفة يلعبون دور الشرطة والمحققين والنائب العام والقاضي وجهة تنفيذ العقاب على من تتم محاكمتهم من ضيوف البرنامج.

في تلك البرامج؛ تمت محاكمة العديد من أبناء الوطن، من مسئولين وأطباء ورياضيين وصحافيين على الهواء مباشرة، وصدر الحكم ضدهم في نهاية البرنامج، فتم إعفاء المسئولين من مناصبهم وطرد الرياضيين من نواديهم، كما تم إغلاق صحيفة وطنية، في ظاهرة لم يشهد العالم مثيلاً لها.

البعض لم يخجل من مثل هذه الممارسات البعيدة عن شرف مهنة الصحافة، وإنما طور الفكرة نفسها، ولكن بدلاً من محاكمة أشخاص محددين؛ تتم الآن محاكمة تنظيمات وجمعيات سياسية، إما لتشويه صورتها وأفكارها أمام الرأي العام، وإما للتحريض على غلقها.

الكل يذكر كيف تم الإيقاع بالرئيس التنفيذي السابق لهيئة تنظيم سوق العمل المرحوم علي رضي، وكيف تم التعامل معه في البرنامج بدناءة غير معهودة حتى في أكثر وسائل الإعلام هبوطاً، وكيف تم إعفاؤه من منصبه بعد ذلك البرنامج بأيام معدودة، لينزوي بعيداً عن العالم ويموت قهراً وكمداً بعد أقل من عام.

ومثلما أصبح علي رضي، بطيبته التي يعرفها الجميع، ضحية لهذا البرنامج حين كان يظن أن هناك فارقاً بين الإعلام المهني وغرف التحقيق المظلمة، أظن أن القيادي في جبهة التحرير الوطني البحرانية والمنبر التقدمي الديمقراطي يعقوب جناحي صدَّق بطيبته أيضاً أن الإعلام الرسمي البحريني يمكن أن يكون منصفاً ولو لمرة واحدة، وأن دعوته لأحد البرامج إنما كانت بهدف تسليط الضوء على تاريخ الحركة الوطنية في البحرين وهو ما تمت مناقشته في الجزء الأول من البرنامج، وليس لمحاكمة جمعيات سياسية وتنظيمات سرية سابقة، على الهواء مباشرة بهدف تشويه سمعتها وإثبات خطئها فيما اتخذته من مواقف حيث كان ذلك واضحاً في محاولة المقدمين جر جناحي لذلك في معظم الأسئلة.

حتى من الناحية التقنية؛ فإنه كان من الواضح تماماً أن النية كانت مبيتة منذ الإعداد لهذا البرنامج؛ حيث اتخذ أحد الحضور دورا مماثلا لدور المحقق والشرطي والقاضي في البرامج السابقة، إذ لعب دور الضيف والمحلل ومقدم البرنامج في الوقت نفسه، بهدف خفي يفهمه من يعمل في مجال الإعلام وهو تضييق الخناق على الضيف الأساسي ومن دون أن يلاحظ المشاهد ذلك وهذا ما يتناقض مع أبسط قواعد المقابلات الإعلامية التي يراد منها معرفة رأي ضيف في قضية مَّا.

محاولة تزوير تطبيق توصيات لجنة تقصي الحقائق وخصوصاً في الجانب الإعلامي لن تنطلي على أحد، واستضافة شخصيات وطنية تمتلك رؤية أخرى أو مواقف متباينة مع تنظيمها السياسي، لا يعني بأي حال من الأحوال إعطاء مساحة إعلامية للقوى المعارضة، أما الادعاء بتسليط الضوء على الحركة الوطنية في البحرين، فنحن نعرف تاريخنا جيداً، ونعرف مناضلينا وشهداءنا ومنفيينا ومن تم تعذيبهم وسجنهم بالاسم واحدا واحدا، والعارف لا يُعرَّف، وإنما الباقي على ...

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3706 - الإثنين 29 أكتوبر 2012م الموافق 13 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 3:48 م

      العوين الله

      منذ

    • زائر 20 | 1:09 م

      يه

      للحين في شي اسمه تلفزيون البحرين ؟!!

    • زائر 18 | 8:37 ص

      علي رضي رمز من رموز العطاء و العمل و النجاح

      شكرا لك اخي جميل على هذي اللفتة, و احب ان اقول ان علي رضي واجههم بشراسة تواضعة و ردودة المقنعة وحكمتة الثاقبة فقد كسب احترام و تعاطف الناس جميعا، واخرجهم خائبين يترنحون
      بئسا لهذا التلفاز و ادارتة

    • زائر 17 | 6:19 ص

      مشاخيل

      القلم أمانة ومهنة ضمير والصحفي الحر الشريف لايكون بوقا ولا أداة لتزوير الواقع والحقائق فما يجري في وطننا الجريح من ظلم وجور وانتهاكات بشعة يتطلب وقفة جادة ومخلصة من أجل الوطن وأبنائه وهذا هو دور الصحفي الوطني الشريف .

    • زائر 16 | 5:45 ص

      المهرج وعطني فاصل!

      حيث اتخذ أحد الحضور دورا مماثلا لدور المحقق والشرطي والقاضي في البرامج السابقة، إذ لعب دور الضيف والمحلل ومقدم البرنامج في الوقت نفسه

    • زائر 12 | 4:01 ص

      رحمك الله ياعلى رضي !!

      بهده المقابلات التلفزيونية الأشبه بغرف التحقيق هم يسترزقون منها لينعموا بدنياهم و في الآخرة ستكون وبالاً عليهم .رحمك الله ياعلى رضي !!

    • زائر 10 | 3:01 ص

      قلت واقول واكرر ونصحت وسأنصح لماذا تقبلوا بالدخول في هذه البرامج الهابطة

      عن نفسي لست من السياسيين ولا المثقفين ولكني بحريني اكسبتني خبرتي البسيطة والمتواضعة بعض الامور ومنها ان الدخول في برامج هابطة مثل هذه انما هو تسقيط لمن يقبل انزال نفسه في مثل هذه المستنقعات من البرامج الطائفية ذات النفس الاقصائي والتمييزي والذي يبث السموم في المجتمع.
      ولا يقول لي احد انه انما دخل ليطرح وجهة النظر الأخرى، من يقل ذلك فإنه واهم فهناك اجندة معدة ولا يمكن ان يتاح لأي شخص ابداء وجهة نظره بل سوف يحاصر بحيث يجد نفسه مغرق بسيل من الاسئلة والاتهامات

    • زائر 9 | 2:49 ص

      توصية لكل المعارضين و الحقوقيين

      يجب عدم اجراء اي مقابلة او استلام اتصال من هذا الاعلام ابداء , حتى يتم تغيير كل الطاقم بعد ما بثوا السم و الفرقة بين اطياف المجتمع , لا ننسي المرحوم رضي و الاعبيين كعلاء حبيل و غيرهم - الحمد لله اكثر من سنة ولا باقة للتلفزيون نفسة موجودة عندي .

    • زائر 8 | 2:48 ص

      هذه سنة تعودنا عليها ومن يتابع او يشارك في هذه القناة فعليه اللوم

      منذ زمن قد عزف الكثير من شعب البحرين عن هذه القناة لهبوط ما تقدمه من برامج ولطائفيتها وممارستها التمييز والاقصاء وكل ما في البلد من فساد تبرزه هذه القناة.
      فاللوم يقع على من يضيع وقته في مشاهدة مثل هذه القناة وهناك المئات من الفضائيات ذات المستوى الراقي.
      بسكم عاد الم تتعلموا الدرس

    • زائر 6 | 1:19 ص

      و إن غدا لناظره قريب

      بهده المقابلات التلفزيونية الأشبه بغرف التحقيق هم يسترزقون منها لينعموا بدنياهم و في الآخرة ستكون وبالاً عليهم

    • زائر 5 | 12:19 ص

      رحمك الله ياعلى رضي

      نعم المحاكمات والتشهير على الهواء في تلفزيون الدولة وقنواتها كانت وما زلت سلاح مسلط على رقاب المخلصين و يتجاوز كل القيم المهنية وكل القوانين المحلية .
      في دول التي يسود فيها القانون تتصرف النيابة العامة كمدافع عن الحق العام من اي تجاوز او فساد لكنا هنا في البحرين نشاهد برامج تنتهك حرمات الناس ولم يحاسبهم احد وفي المقابل يسجن الشريف لكلمة او تغريدة في تويتر
      حبا لهذا البلد يا تلفزيون البحرين كف لسانك من اجل البحرين

    • زائر 3 | 11:16 م

      عجيب

      ان ما حدث من لجنة تقصي الحقائق وتقريرها ليست للتنفيذ بل هي فقط ديكور للعالم بمعنى اخر لا توجد اي نية للاصلاح او تنفيذ توصيات بسيوني

    • زائر 2 | 10:52 م

      بحرانية وافتخر

      محد سوى طائفية وزرع الحقد غير تلفزيون البحرين بتزويره للحقائق وعرض وجهة نظر وحدة وتخوين كل من طالب بحقوقه المشروعة واظهاره بمظهر العميل الخائن بس الشره على اللي يصدق ومحد بيقول لبني حامض واللبيب بالاشارة يفهم

اقرأ ايضاً