العدد 3705 - الأحد 28 أكتوبر 2012م الموافق 12 ذي الحجة 1433هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

هذيان ذكرى

يسكن في داخلي ليل كالح، عتمة الضوء المستديمة، رياح تائهة بعض الشيء أو هكذا على ما أظن! الخوف يسري في داخلي، نبغي على شواطئ أكتافنا، نحمل بها حاجياتنا المهمة، أصناف من الذكريات تركناها وهي متروكة على زوايا تتغزل بنا وبحروفها!

- هاك أبي، خذ عطري... نظرات الحقيبة لا تتسع لها!

أمشي وأنا أخشى على نفسي من النسيان، لشيء ما... ألتقي بـ أحدهم، تلقي بجسدها على عاتق كرسي نحيف وهي تنتظر وصول أول قطرة من تصفيق الرحيل! أجلس، أرمي ورائي شواطئي، أرسم صوراً على ملامحها، بل ملامح الجميع... وصاحب القهوة له شيء مهم أجاد به دور التصوير، يغادر من جوعي للهفة الوطن صوت أحدهم، يدعو بنا للنهوض نحو أزقة الابتعاد!

يدنو على عاتقنا لحظات وداع، صورة تتبعها صورة، طقطقة الحقائب والأكياس المزعجة لا تتوقف عن بوحها اللاذع!

لآخر نقطة جمارك تودعنا، يرتل أبي بحروفه:

- هاك عزيزي، أعطاك الله العافية، كن بخير!

نهرول نحو آخر طريق، الطريق صار يخروط بنا ويحمل على أجساده رواحل وأرواح وقد يبدو عليها الخوف من تكسر الأجساد، ينحني بنا الطريق لطريق بعيد مظلم يقهر روحه وسلطانه، يجزئ أحواله بصياح إطارات توجست أحوالها بين هنا وهناك... وبشكل مفاجئ تظهر سرعة قاتلة تغرق بنا صدمة، وتهرول عجلاتنا بين شاحنتين قد أبدى عليها نعاسها... نرفع أيادي الشطر بعد شرود قطرات الدم ونشوبها وغليانها بين صيحات شرايين القلب!

ثم إن لحظة علينا الوقوف... علي يريدني بـ شيء ما أكيد!

يخرج من ساحة الأنظار والبؤبؤة تتبعه، يتأخرون في نقاشاتهم والانتظار يبدو به الموقف... يتحرك عائداً مرة أخرى!

- سنعود للطريق الأفضل, فـ هذا لا يبدو عليه إلا شعاع الموت!

تغدو نحو الطريق الآخر في محاولة للعودة

- أبي، يبدو أن علياً قد غاصت به العجلات بين بحار الرمال!

وهذا الصحيح في كل الأمر، ينزل أبي سريعاً نحوه خائفاً عليه ومحذراً من أن لا يتهور بدهسه وبعمق على غضب فحينها ستغزو الرمال تنشب بصدرها على كل زوايا الراحلة، يتوقف بجانبه، يحمل ثوبه أبي وأطرافه يغزلها خيطاً مترابطاً، سيارة بيضاء تجري بحركتها نحوهما!

- هذا الطريق إلى أين يصل؟ إلى مصر! تمشي عجلاتهم عائدة، وتقف!

ثم بأربعة شباب تمد اليد للمساعدة، والخوف يبعثر ساعات التفكير بين قلب وقلب آخر، ننتظر الفرج وسيطرة الأرواح لا تصمت من ذعرها اللامتناهي، ومن بين أسطر الانهيار... بين أحضان والدي كانت هي، تمسح عينيها.

- بابا، لا تخافي كل الأمور ستكون بخير... سنذهب لطريق أفضل من هذا، كل شيء سيكون بخير، فقط لا تبكي!

نترك سريعاً ساحة الموت، نتجه ولغاتنا بيننا تلوذ في أعماقنا وكأن الروح قد لاذت ثم عادت مرة أخرى!

إسراء سيف


هدهد أيوب... والقبة الحديد الوهمية

إسرائيل وما أدراك ما إسرائيل الكيان المحصن بسياجات أسمنتية وحديد وبرادارات أوروبية وقبة حديد ومنصة صواريخ ومنظومة دروع أميركية وترسانة حربية وغواصات ألمانية وشبكة معلومات أمنية وجيش قوي مدرب ظناً منها أن مجالها الجوي آمن... إسرائيل التي ارتكبت أبشع الجرائم الإنسانية واحتلت أكثر الأراضي الفلسطينية واللبنانية والسورية ظنت أنها استأسدت بهذه الغنائم، إسرائيل التي فرحت سنيين طويلة وحددت أهدافاً حساسة باختراقها المجال الجوي منذ بدء تطبيق القرار الدولي الرقم 1701 حيث بلغ عدد الخروقات 20864 خرقاً لسماء لبنان والسيادة اللبنانية! لكنها بعد هدهد أيوب الاستطلاعي الذي خرق آذان وعيون الصهاينة وجعلهم «صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ» (البقرة : 18) ومن الآن لن ولم تنام عيون الجنود وكبار الضباط الصهاينة هذه الأيام ولا ليلة واحدة!

بعد هذه الفضيحة الكبرى وبعد هدهد وطائرة أيوب الاستطلاعية سمها ما شئت والتي لم ولن يقتنع الإسرائيليون أن هذه الطائرة الشبح التي عبرت مئات الكيلومترات استطلاعية فقط للاستطلاع والاستجمام في سماء العقبة وتل أبيب وصولاً إلى ديمونة! بل إنها البداية يا صهاينة! إذ لم تستطيعوا أن تكتشفوا طائرة حزب الله وهدهد أيوب منذ انطلاقته حتى بلوغ عمق الأراضي أو المحميات الإسرائيلية! لماذا؟ لأنه النصر الواعد الذي طال انتظاره!

أكتفي بهذه السطر وأقول كما قال الهدهد لنبينا سليمان: «أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك» (النمل : 40) كذلك قال الهدهد لنصر الله أنا آتيك بمعلومات عن مفاعلات ديمونة قبل أن يزلف نهارك أو يظلم ليلك تيمناً بهدهد للنبي (ص) هدهد أيوب ليس بقوة وقدرة هدهد سليمان ولا مقارنة به ولكن «عبدي أطعني تكن مثلي»!

اليوم انكشف المستور وبان المحظور عندما سير حزب الله هدهد أيوب من الأراضي اللبنانية تجاه البحر وسيره مئات الكيلومترات فوق البحر لتخترق هذه الطائرة الإجراءات والرادارات الحديد ودخلت إلى جنوب فلسطين المحتلة وحلقت وسبحت فوق منشآت وقواعد حساسة ومهمة لعشرات الكيلومترات قبل أن تكتشف وتسقطه الطائرات الصهاينة وإلا عبرت إلى ما بعد ما بعد حيفا! الرد العاجل والذي يدور في كواليس البيت الأبيض الآن هو تكثيف الزيارات المكوكية للقادة الأميركان لستر عورة الصهاينة وحفظ ماء وجوههم ومعرفة سر عجز الرادارات الليلية لسماء لبنان من أن تكشف هدهد أيوب!

مهدي خليل


مواطنون يشيدون بكلمة «فشلتونا يا حكومة»... وآخرون يجدونها طريقاً للمطالبة بالحقوق

الوسط - محرر الشئون المحلية

قال النائب المستقل علي شمطوط إن عبارته «فشلتونا يا حكومة»، ستظل شعاره لدور الانعقاد الحالي ما لم يتغير التعاطي الحكومي الناقص مع احتياجات الأهالي ومطالبهم، ذاكراً أن كلمة «فشلتونا»، دخلت قلوب المواطنين من أوسع أبوابها.

وانتقد شمطوط في لقاء مع «الوسط» مجلس الشورى بسبب «وقوفه ضد مطالب البحرينيين المعيشية»، مستشهداً برفض المجلس مؤخراً وقف استقطاع نسبة الـ 1 في المئة عن العاملين في القطاعين العام والخاص.

وتفاعل قراء «الوسط أون لاين» مع عبارة «فشلتونا يا حكومة»، حيث قال أحد القراء: إن شمطوط لسان الحق، وعلى رغم كلماته المتواضعة والبسيطة إلا أنه ينطق بلسان الحق في تعاطيه مع متطلبات المواطن البسيط المعيشية والسياسية شكراً لك يا شمطوط.

فيما انتحى قارئٍ آخر منحى طريق الوصول للديمقراطية عبر الحراك السياسي، حيث أفاد «نحن نضع بالدرجة الأولى المواطن البحريني على قائمة حراكنا وصوتنا، ولا نفرق بين أي مواطن، هكذا تعلمنا ودرسنا وعشنا وسنظل صوتاً لكل البحرينيين... نعم هكذا تعلمنا، ولكن آخرين تعلموا أشياء أخرى».

وقال آخر: «إذا كان مرضك (شافاك الله وعافاك) يمنعك من التواصل مع المعارضة فكيف يمكنك التواصل مع ناخبيك ومواصلة العمل النيابي؟!»، وطالب قارئ النائب شمطوط بعمل لقاءات مفتوحة، قائلاً: «لأن منطقتك من المناطق الساخنة أمنياً كان يجب عقد اللقاءات المفتوحة مع المواطنين وبصورة أكبر من المناطق النائمة».

وطالبت قارئة أخرى النائب علي الشمطوط بالاعتناء بمرضى السكلر، حيث قالت: «أعتقد أكبر إنجاز تستطيع فعله هو أن تتحرك على ملف مرضى السكلر الذي أنت أحد الذين يعانون منه وأتمنى من كل قلبي أن يشافيك الله ويشافي جميع المرضى، للعلم أنا والحمد لله لا أعاني من هذا المرض ولله الحمد سليم إلا أني أعاني وقلبي يعتصر لمرضى السكلر ألماً فهم يعانون حتى وإن عاشوا لا يجدون عملاً أو زوجة أو زوجاًَ وغيره. عليك بجلب أطباء وخبراء يقومون بعمل بحث علمي من خلاله يستطيعون أن يجدوا حلاً جذرياً أو حلاً يخفف ألم مرضى السكلر، فيجب أن تطرح هذا الملف في كل جلسة».


الإخلاص قرين النجاح

يجب على الإنسان أن يعتز بنفسه وبجهوده في موقع العمل الذي ينتمي إليه حين تتحقق أمنياته وتنجح معظم مساعيه الهادفة، ويعتبر نفسه ذا مهارات كبيرة يفتخر بها وكانت وراء تحقيقه هذا النجاح، والحقيقة أن من النجاح ما يكون عابراً أو مؤقتاً لسبب بسيط جداً هو أنه لم ينتج عن فن الدراسة وصحة التخطيط فالعمل بحماسة وعزيمة لا يكفي إذا لم يكن لدى صاحبه من بعد النظر ما يؤسّس الإنجاز تظهر ملامح خاصة ببساطة منذ البداية، فكم من رجال أعمال حققوا النجاح من غير تخطيط سليم لأن الظروف التي واجهوها كانت مهيأة لذلك، فهي كما يقال عنها مسألة حظ لا غير أو فرصة ذهبية سانحة لا توجد غيرها، لكن نجاحهم لم يستمر لأن الأسس التي بني عليها إنجازهم السابق لم تكن مدروسة بحسب النظام ومع ذلك فهم يعزون نجاحهم إلى قدراتهم المتضرّرة. فيا أخي العزيز تذكر أن وراء كل عمل ناجح هناك تريّث وتفكير ثم تخطيط سليم.

صالح بن علي


مرت السنينُ على القلب طويلاً

أحباب في دمع العين نبكي لمجراهم

صورهم فوق حيطان ماضي الأيام

ألحان الماضي تغردُ شوق في ذكراهم

صور قد ذهبت في رحيق القلب

فكيف لقلب قد أحبهم غرقاً أن ينساهم

نعم قد أطفأت الشموع ترب رملهم

لكن لا يمكن لها أن تمحو ذكر مثواهم

رحلوا عن قلب كانوا جميل نبضاته

فهذا هو رحيق الحنين مشتاق لرؤياهم

قد يملأ التراب أجسادهم ويبقي قبورهم

لكنهم باقين في وسط القلب قرباهم

قد نعيش ونبني لنا دروباً جديدة

قد نكبر ونفرح لكنهم في الذاكرة ملقاهم

نرسم الأسماء ونخلد تلك الصور

فليس مثلهم تكرار يعيدهُ زمان يبقاهم

جسدي وروحي وعيني تدمع كثيراً

لا يمكن أن تنسى مهما طالت رحلاهم

أحباب ذهبوا بعيداً عن الحياة وماتوا

بأجسادهم بمشاعرهم وحبهم وسلواهم

كانوا نسيم السعادة وأقمار السماء

كانوا موسيقى الحب بأقدامهم وفرحاهم

قدموا لنا ذكرياتهم وصفاتهم الخالدة

بأخلاقهم المميزة بشخصياتهم ودعواهم

صعبت خطواتنا بعد رحيلهم وتحطمت

أصبحت الحياة مخيفة دون أنوار مرآهم

الحياة من دونهم مملة ليس لها طعم

الحياة لا تعني لنا أي شيء بدون معناهم

الدمع يجف أحياناً لكنه يعاود الانسكاب

يتمنى أن يعودوا من لا يمكن أبداً نسياهم

نبكي على قبرهم نريدُ رجعوهم نتعذب

فهل يعودُ من كنا نموتُ فيهم ونهواهم

نعشقُ أحاديثهم نسافر معهم نأكلُ معهم

ألا أيُها القلب ارحم مهول حب لشوقهم

قد نضحك مع الجميع نبتسم ونتكلم

لكنهم باقين في أيامهم وصبحهم وظلماهم

ما أجمل اللحظات التي كانت في الماضي

يا ليتها تعود قليلاً لنشبع القلب قرباً بلقياهم

يا ليتنا نراهم لنضمهم ونقبلهم بدموعنا

نقول لهم لا ترحلوا فإن شوقنا يحنُ لسقياهم

نقول لهم بدونكم نحنُ محطمون حياتنا تعيسة

ضعنا متنا يا أطيب من نحبهم يا أجملهم وأحلاهم

كانوا العام الماضي معنا الليلة بالأمس اليوم

كنا نضحك كنا نتحدث كانوا يرعونا ونرعاهم

هذا سريرهم ثيابهم كتاباتهم هذه مقتنياتهم

قلبي يبكي يتألم كثيراً لأنهُ يتذكرهم ولا يراهم

نقول لهم عودوا أبقوا معنا حياتنا جداً متعبة

بدونكم لا نريد الحياة أناس تعذرنا بشكواهم

أيا ذكريات حفرها أحباب ذهبوا إلى ربهم

هذا ورد فوق قبرهم تعطر عشقاً بنجواهم

حوادث, أمراض أخدنهم من أطفال وشباب

كبار بالسن كلهم عزيزون غالون بذكراهم

قد نأسف ونقول يا ليتنا ويا ريتنا كنا وكانت

لكن هذا يومهم هذا ما كتب الله في ملقاهم

سنبقى نراهم أينما ذهبنا أينما وقفنا بكل مكان

سنشتاق لهم كثيراً سنقول بحرقة يا ليتنا نراهم

سنبقى نذكرهم مهما طال الزمان علينا

من أهل كانوا من أصدقاء سافروا إلى مثواهم

سامحونا إذا أخطأنا يوماً في حقكم اعذرونا

نحبكم وكم تألمنا لرحيلكم يا من لا يمكن أبداً نسياهم

صدقونا نفتقدكم نريدكم أن تروا ماذا حققنا

كيف كنا نريد تشجيعهم حبهم صدقهم نريد دعواهم

ميرزا إبراهيم سرور

العدد 3705 - الأحد 28 أكتوبر 2012م الموافق 12 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:28 ص

      تعليق على موضوع هدد أيوب..

      موضوعك جميل ولكن أود الإشارة بأن الذي قال "أنا آتيك به.. " هو (آصف ابن برخيا) وهو وزير النبي سليمان عليهما السلام.. وليس الهدهد وذلك يتضح من قوله أيضاً "قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ" ....
      مع خالص التوفيق ...

اقرأ ايضاً