بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفقر، الذي صادف (17 أكتوبر/ تشرين الأول 2012)، لخص أحد النواب في مقابلة مع «الوسط» معايير تقديم الخدمات للمواطنين، وأسماهم أيضاً البحرينيين، بقوله: «نحن نقول إن الحكومة لابد أن توفر المستوى اللائق للبحرينيين، فمسئولية الدولة هي أن توفر المعيشة الكريمة للمواطن، وتوفير الخدمات الصحية والتعليم والإسكان وغيرها من الخدمات، مقابل إعطاء ولائه لوطنه، كما أن مؤسسات المجتمع المدني لها دور لا يجوز إغفاله في تصحيح مسار ملف مكافحة الفقر».
قولٌ لا غبار عليه، لولا اشتراط ذلك بقوله: «مقابل إعطاء المواطن ولائه للوطن»، فعن أيّ وطن يتحدث؟ البحرين بمواطنيها، الذين يشهد لهم تاريخ البحرين السياسي من قبل أن يولد، وبعد أن تربع على كرسي البرلمان، بولائهم الوطني، أم أنه اجتزأ موالاة الوطن في موالاة السلطات، تثبيتاً لما جرى من بعد الاحتجاجات الشعبية منذ (14 فبراير/ شباط 2011)، بإجراءات الفصل الجماعي من الأعمال، والتمييز الحقوقي والاجتماعي ضد طائفة، من قبلُ ومن بعدُ.
الحديث خلال افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثالث بتاريخ (14 أكتوبر/ تشرين الأول 2012)، مفاده أن جهود الحكومة والمجلسين لوضع مرئيات الحوار الوطني موضع التنفيذ، «وبما أسفر عن إقرار تعديلات دستورية مهمة... لترسيخ الديمقراطية وتعزيز الشفافية وحقوق الإنسان وحرية الرأي».
فأين أهمية تلك التعديلات وعلاقتها بترسيخ أمرٍ، كان مُطالب بأكثر منه شعبيّاً قبل عشر سنوات، هل هي في تحويل تقديم المقترحات برغبة السلطة التشريعية، من رئيس مجلس الشورى إلى رئيس البرلمان، وهل هي في تقصير مدد الرد الحكومي بالموافقة أو الرفض أو النسيان، على هذه الرغبات، وللحكومة أن تستجيب أو ترفض لأنها المرجع الحاكم بأمره، لتضيع المطالبات، عفواً الرغبات، في دهاليز الإجراءات ما بين الحكومة والغرف الثلاث للسلطة التشريعية، النواب والشورى والمجلس الوطني، لتصل الأمور إما لحل المجلسين أو لحل الحكومة، وإما تسليم أحدهما للآخر بناءً على مصلحة بقاء أي منهما، والوطن غائب عن المعادلة.
أقولها بأمانة المواطن، الذي لم يمسسه سوء، عدا أن يرى السوء يمس إخوانه من المواطنين، ولا أحتاج أن أجرّد هنا ما يعلمه القاصي والداني، من ممارسات سواءً بأوامر رسمية أو بتصرفات فردية، مما يُسقط الصفة الحضارية الإنسانية.
هناك حقائق كثيرة يشوبها التحوير، فالشعب البحريني بجميع مكوناته شعبٌ مسالم، لكنه لم يكن آمناً ولم يعد آمناً، كتلك الجموع الشعبية بعشرات وربما بمئات الألوف تعداداً، التي تمثلت في الحراك الشعبي المطالِب بما لخّصه ولي العهد في مبادرته، من بعد قراره سحب جميع القوات من الشوارع والإقرار بحق التظاهر والتجمعات.
والحقيقة أن ما يقال كثيراً عن تشويه سمعة البحرين في الخارج للتدخل في شأننا الداخلي، كان للحراك الشعبي المحلي حراكٌ على المستوى الرسمي الدولي من منظمات حقوق الإنسان، ومنظمة الأمم المتحدة ممثلة في مجلس حقوق الإنسان، الذي ألزم الحكومة بـ 176 توصية، قبلت منها الحكومة 154 توصية بشكل كامل وجزئي، ووعدت بتنفيذ معظمها والنظر في قليلها. وتنادى الوزراء كلٌّ في مجاله، للتواصل مع هذه الجهات الخارجية من دول ومنظمات، وفتح التواصل وإياها خارج وداخل البحرين، فهل ساهمت الحكومة، ومثلها فعلت مؤسساتها الموالية، بنفس عمل المعارضة، في السماح لهذه الجهات الخارجية بالتدخل في شأننا الداخلي؟
وإن حصرنا موضوع التدخل الخارجي، في إيران، التي تتنصل وتعلن المعارضة جهاراً أنها لا تقبل تدخل إيران ولا غيرها، لكنها استعانت بالمنابر الإعلامية مثل قناة «العالم»، ومثلها القنوات الإعلامية الأخرى، مع ومن بعد بدء الإعلام الرسمي في مَرئيه ومَسموعه ومَقريه، تشويه مطالب وصورة المعارضة وتخوينها، والتطاول على انتمائها الوطني، وتسليط الضيم والظلم على أفرادها وعلى طائفةٍ من الشعب، وأقفلت الأبواب في وجه كل مختلِف، أليس في هذا كيلٌ بمكيالين؟ أم أن الخيانة بالتواصل مع الجهات الخارجية تجوز لأطراف حكومية ولا تجوز للشعب؟
وما يقال عن تصعيد خطير في الشارع وممارسة للعنف والإرهاب، نعم، هناك تصعيد خطير ولايزال في الشارع من قبل فئة، بدأت ردة فعل قاسية إنسانيّاً وحضاريّاً، ضد الحراك الشعبي، وما زالت تمارسه، وفي المقابل هناك فصيلٌ صغيرٌ من المعارضة، مارس عنفاً كردة فعل دفاعية، من بعد يأسٍ.
الفرصة مازالت مؤاتية لإنهاء العنف، من خلال إنهاء الحل الأمني والبدء بحوار جاد يحقق المطالب الشعبية المشروعة.
قيل إن المطالب لا تؤخذ بالقوة والعنف، بل تؤخذ بالحوار والتوافق الوطني، وأضيف، كما أنه لا يجب النظر إلى المطالب على أنها خروج على المواطنة وعلى الحقوق وعلى الولاء للوطن. كما يفهم من إصدار تشريعات جديدة، بأنه توجيهٌ للسلطة التشريعية، بأن تقر كل ما فعلته السلطات وبعض من إفراد الشعب في المعارضة، وغالب أفراد الشعب في الموالاة، بكل تفصيلات الأحداث إبان (14 فبراير/ شباط 2011) حتى اليوم. ولا نحتاج هنا للتفصيل، بل نوجزها بقضية الأطباء مثلاً، لتبدأ السلطة التشريعية بسن قوانين لتجريم كل ما يمسّ بالوحدة الوطنية وأمن المجتمع، ضد أطراف المعارضة. وليتها كانت الخاتمة بدعوة السلطة التشريعية بسن قوانين لا تقبل التأويل، تطبق على الجميع، بما في ذلك أفراد وأجهزة الحكومة، بعد منح السلطة التشريعية والسلطة القضائية، ما طالبت به المعارضة، وإجراء التعديلات الدستورية التي تحفظ للبرلمان التمثيل الشعبي الحقيقي عبر معيار الصوت الواحد لكل مواطن، والتفرد بالتشريع والرقابة، والعلو على السلطة التنفيذية (الحكومة)، وانتخاب القضاء بدلاً من التعيين... وللمقال بقية.
إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"العدد 3704 - السبت 27 أكتوبر 2012م الموافق 11 ذي الحجة 1433هـ
شكراً أيها الحر
وسلمت يداك وسدّد الله خطاك ونحن لا نأيّدك لأنّك فقط لأنّك تنتقد ممارسات خاطئة " بل لحسّك الوطني المخلص اللّذي لو وجد له أسماع" صاغيه لكنّا بألف خير ولاختصرنا طريق الإصلاح من الحكومة والشعب معآ بدون أي خسائر تذكر , بارك الله فييك وكثّر الّله من أمثالك , لعلّه ينفتح الغلق من كثرت الضّرب .
سنابسيون
كلما قرأت لك مقال اعجبت باسلوبك وطرحك الراقي وأقول أين اجد في البحرين مثل هذا الكاتب ولو البحرين فيها منك 10كان صرنا بخير
اخي الكاتب استغرب عندما اقرأ لك ما تكتبه !!لأنك تمشي على طريق الحق مع ان طريق الحق موحش من قلت الناس التي تسير فيه حفظك الله لنا قلما حرا ولكن لا اتفق معك ان حل الأزمه يحتاج لحوار وانما هو يحتاج الى قرار كما قالت الكاتبه عصمت الموسوي قرار يكون شجاع وقوي ويكون من صاحب الهرم أو جلالة الملك ليوقف كل ما يحدث في البلد هذا هو المطلوب. لأنقاذ ما يمكن انقاذه
كل الآراء محترمة
أقدر لك وللإستاذة عصمت تكامل الآراء حتى في إختلافها، طالما كانت الوجهة واحدة، فليس بيننا لا غالب ولا مغلوب. كاتب المقال
عاجزة
نعم أنا عاجزة عن اي اضافة فانت يا سيدي قد أحطت بكل ما يمس الموضوع بصلة ولم تترك لنا غير ان نقول يعطيك العافية
المصلي
بارك الله في شخصك الكريم وفي قلمك الشريف الذي تخطه اناملك المباركة حيث انك تملك هذه الروح الوطنية الوقادة الصادقة كنت في السابق من المتداخلين على هذه المساحة المحدودة المسافة والكلمات وهذا قبل الأحداث في 14 فبراير2011 وكان قلبي يعتصر الم على وطني المختطف من قبل بعض جمعيات الأسلام السياسي حيث تركت لهم الساحة يصولون ويجولون بطائفية مقيته وبشحن وزرع الحقد الأعمى على مكون رئيسي وكبير من مكونات هذا الوطن الجريح وقد حدرنا مرارا وتكرارا بأن الأوضاع لاتحتمل ولا تطاق وفعلا حدث ماكنا نتوقعه ونفجرت الأوضاع
باءهم تجر و باءنا لا تجر
من حقهم التمتع بخيرات بلدنا و لكن ليس من حقنا المطالبة بالمثل بل مطلوب منا أن نأخذ الفتات من موائدهم و نسبح بحمدهم و نشكرهم كل يوم مائة مره
في الصميم ايها الحر
بغينهم عون طلعوا فرعون هذا ماينطبق على برلمان التمثيل الشعبي اقصد الحكومي عشت وعاش قلمك الحر واتمنى ان يقرأه المحسوبين على معارضة المعارضة. الميزة في هذا الوقت هو تمكننا من توثيق كل شيء واكرر كل شيء سوء مايقال في الصحافة والتلفزيون والراديو والمنشورات الرسمية وتصريحات النواب ومعارضة المعارضة وكل مايخطر على بال القاريء شكرا لصوت المواطن الضعيف وسط العز والشموخ وجعلنا الله في حال افضل في الايام القادمه وحفظ الله البحرين كل البحرين من تربص المؤزمين المتأزمين
لا فض فوك
لقد أجدت المقال و أحطت بتفاصيل الموضوع و أصبت كبد الحقيقة أتمنى أن تواصل هذا الدرب و ان رشقتك السهام لأنه درب يكثر حاقديه ممن لا يرغب في من يقول له الحقيقة التي يتعامى عنها ظنناُ منه أنه يمحيها أو يقضي عليها ، أنا متابع لما تكتب منذ فترة وجيزة و لكني أعبت بمقالات و أرغب في المزيد منها .
الرد المكنون
رحم الله والدين انجبا ابن حر وشجاع
شجاعتك في حديثك في وقت كل من تكلم اتهم بالخيانه وللأسف الخائن من خان أبناء الشعب خانه الاخلاق والمبادء لو كانو عيشون في زمن الرسول كنت تراهم كفرو الرسول من اجل جميعكم تعرفون البقيه
ابداع
في كل مقالاتك تبدع لانها عقلانيه ومنصفة ويا رايت كل الكتاب مثلك تحياتي لك
تشريعات ستزيد التأزيم وتزيد الانقسام وستزيد الناس اصرارا على التغيير
مثل هذه التشريعات سوف تزيد الوضع سوءا وسوف تخلق المزيد من الانقسام في الوطن وستزيد الشعب اصرارا على التغيير فلا يمكن لأحد ان يمسك بكل اطراف البلد ويشرع لنفسه ما هو في مصلحته والوطن وطن الجميع هذا لا يمكن قبوله. اليس هناك من حكيم يرى ان الوضع يتفاقم كل يوم في ظل هذه التشريعات المقيتة وهي سبب كبير من اسباب قناعة الناس بالتغيير. اختصر القول شرعوا ما شئتم فإن كان هدفكم خنق الحراك فأنتم مخطئون وتعملون على زيادته من حيث تعلمون او لا تعلمون
ولائي لوطني
لا يحاول احد اللعب على كلمة الولاء فهي كلمة خاوية مفرغة المعنى في بلد يسلب فيه المواطن كل حقوقه ويعيش مواطن من الدرجة الثانية او الثالثة وعندما يقوم بالمطالبة بحقوقه التهم جاهزة عدم 1-عدم الولاء للوطن 2-الخيانة 3-الخروج من الملّة وغيرها من الخيرات التي توزع علينا في كل حين. يسلبوننا كل شيء وعلينا القبول بذلك واذا طالبنا بمكانتنا في وطننا سلبونا حتى وطنيتنا. نقول نحن ابناء البلد ولدنا من رحمه كما ولد آباؤنا وأجدادنا ومن يحاول اللعب على هذا الوتر فالشك يقع في انتمائه هو
سدد الله خطاك يبن سيادي
فأنت شريف من شرفاء الوطن المخلصين شكراً على هذا الحس الوطني الراقي وفي نفس الوقت الشجاع تعجز الأنامل على الكيبورد في الثني على مقالاتك الشجاعة يا شجاع.
البحريني اصيل
لا اشك في ان البحرين هذا البلد المسالم الهادئ الوادع لا ينجب الا كل اصيل طيب ولا اشك ايضا في ان كل خبيث سيذهب مع زبد البحر واخيرا يا استاذي الفاضل اقبل اناملك البحرينية على ما كتبت ولك مني كل الحب.
شكرًا لكم
بارك الله في قلمك