قد نتفق على الكثير من النواحي التنظيمية لـ «خليجي21»، وقد نختلف ايضا، لاننا نتطلع دائما ان نكون الافضل والاحسن، رغم علمنا بأن المطالبة بأفضل العروض وافضل نواحي التنظيم وتوفير احدث متطلبات التكنولوجيا يكلف ملايين الدولارات وهو ما لا نريده ولا نطيقه. لذلك فإن الاختلاف في الآراء هو من طبائع البشر، وخير دليل على ذلك قوله تعالى «و خلقناكم أطوارا».
اما عن الحدث، فإن تنظيم دورة كأس الخليج واجهة رياضية خليجية مهمة وحساسة ليس مثلها اي دورة رياضية اخرى مهما بلغت اهميتها، وخير دليل على ذلك حرص زعماء الدول المنظمة للدورة على دعوة قادة دول العالم وابرز الرياضيين لحضور حفل افتتاحها ومشاهدة الإنجاز الرياضي الذي تحقق. وسأضرب على ذلك بعض الامثلة.
خلال تواجدي المستمر لسنوات عدة في هذه الدورة كصحافي ومشاركتي في عضوية اللجنة الإعلامية لخليجي «8» و «14» اللتين اقيمتا في البحرين، لمست اهميتها، وشاهدت بأم عيني كم من مدرب عالمي اطيح به بسبب نتيجة مباراة، وكم من شخصية مرموقة سقطت بسبب تردي نتائج منتخب بلاده.
وفي كل دورة حضرناها صادفتنا، كرجال صحافة واعلام، العديد من الاخطاء والسلبيات التي كانت تؤثر على مقياس نجاح الدورة، الا اننا لم نحاول اثارتها او التعرض لها، لاننا نعلم جيدا ان اثارتها ستعرضنا الى مواقف حساسة مع الدول المنظمة. وأتذكر ان احد إداريي وفد منتخب البحرين في احدى دورات الخليج تعرض بالانتقاد لحفل الافتتاح بسبب الكلفة المالية، فتلقى الوفد رسالة احتجاج رسمية عن طريق وزارة الخارجية بسبب هذا النقد غير المقصود.
كما مازلت اتذكر في احدى جلساتنا مع زملائنا رجال الصحافة والاعلام الخليجي ان أبديت استغرابي من وجود اقلام محسوبة على صحافة البلد تهاجم التنظيم وتبرز العيوب، فرد على تساؤلي احد اعضاء اللجنة الاعلامية العاملة في الدورة قائلا: «هؤلاء للاسف ليسوا من ابناء الوطن، وهم كعادتهم يتعمدون الاثارة والتصيد في الماء العكر ظنا منهم انهم سيستفيدون من ذلك، لذلك ارجو أن لا تحسبهم علينا، ودع القافلة تسير».
كما لمست ايضا، وهو الشيء المهم جدا، أن البحرين قد نجحت بتميز في تنظيم الدورات السابقة، بشهادة جميع المشاركين فيها من لاعبين واداريين واعلاميين، ومازلت احتفظ بنسخة من الجريدة الرسمية لدورة «خليجي 14» والتي عملت مديرا لتحريرها تحت قيادة الاستاذ الفاضل خليل الذوادي رئيس اللجنة الاعلامية، رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون آنذاك، والذي كان كقائد محنك وسط معركة اعلامية كروية. إذ كنا نسجل في الجريدة انطباعات وآراء المشاركين والمدعوين والعديد من الشخصيات التي زارت البحرين بمناسبة هذا العرس الخليجي الكروي.
لذلك اعود الى مقدمة المقال وأقول، نحن كصحافيين قد نتفق وقد نختلف في الآراء حول نجاح تنظيم دورة كأس الخليج المقبلة لانها سنة الحياة، ولكن ما يجب ان نتفق عليه هو صالح بلدنا، وتفضيل المصلحة العامة على الخاصة، وعدم الاساءة إليها بإبراز الاخطاء البسيطة وتصويرها على انها قضايا مهمة، لان الدورة تحمل اسم البحرين وتستقطب انظار العالم، وان نجاح تنظيمها نجاح لنا جميعا، لذلك اتمنى ان لا يكون بيننا من نقول له ما قاله ذلك الإعلامي الخليجي!
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3704 - السبت 27 أكتوبر 2012م الموافق 11 ذي الحجة 1433هـ