العدد 3704 - السبت 27 أكتوبر 2012م الموافق 11 ذي الحجة 1433هـ

الاقتصاد الصيني يستعيد عافيته بفضل النمو التجاري (2-2)

ويمثل الميزان التجاري الصيني أيضاً أحد مكونات الناتج المحلي الإجمالي، فكلما زاد الفائض التجاري، كلما زاد تحسن نمو الناتج المحلي الإجمالي. ومنذ يوليو/ تموز، يشهد الفائض التجاري نمواً يبلغ متوسطه مليار دولار شهرياً، وهو ما حافظ على تماسك الناتج المحلي الإجمالي الصيني أمام مخاطر التراجع الآتية خصوصاً من أزمة ديون الاتحاد الأوروبي. ويمكن أن يتحسن الميزان الصيني الخارجي كذلك، إذا ما شهدت الولايات المتحدة انتعاشاً أقوى من المتوقع.

وبما أن أداء الأسواق والاقتصادات هذا الشهر لم يكن جيداً، يأتي خبر ارتفاع النمو التجاري إيجابياً جداً وباعثاً للاطمئنان. لكن، وكما يشير الرسم البياني، نمو الصادرات في سبتمبر/ أيلول لايزال منخفضاً جداً حيث بلغ متوسط معدل النمو 8 في المئة، مقارنة بمتوسط معدل نمو العام 2011 البالغ 20.6 في المئة على أساس سنوي، ومتوسط معدل نمو العام 2010 البالغ 32.2 في المئة على أساس سنوي. وهذا يعني أنه ينبغي على الصادرات أن تنمو في المتوسط بمعدل 17 في المئة على الأقل، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة حتى يتخطى متوسط معدل نمو هذا العام مرحلة الآحاد.

وبالإضافة إلى تحسن النمو التجاري وتوسع فائض الميزان التجاري، تدل المؤشرات الأخيرة على أن الاقتصاد المحلي الصيني بدأ بالتعافي. وزاد عرض النقود في الاقتصاد إلى 14.8 في المئة على أساس سنوي في سبتمبر، بعد أن كان يبلغ 13.5 في المئة على أساس سنوي. وفي الوقت ذاته، تراجع التضخم إلى 1.9 في المئة على أساس سنوي، متيحاً للبنك المركزي الصيني، فرصة أكبر لتيسير سياسته النقدية إذا ما تطلب الأمر. وفي سبتمبر، زاد الإنتاج الصناعي ليصل إلى 9.2 في المئة على أساس سنوي، بعد أن كان 8.9 في المئة، كما ارتفعت مبيعات التجزئة إلى 14.2 في المئة على أساس سنوي بعد أن كانت تبلغ 13.2 في المئة، وكان معدل الاستثمار في الأصول الثابتة مرناً قريباً من معدل 20.5 في المئة من العام الماضي إلى اليوم، وتأتي هذه البيانات جميعاً متوافقة مع ارتفاع الطلب على الواردات. وإجمالاً، يدل هذا على أن الاقتصاد تعافى، لكن استمراره بالنمو يعتمد على قدرة الحكومة على زيادة الاستثمارات، بالإضافة إلى مساهمة القطاع الخارجي، وخصوصاً على تعافي وانتعاش مجموعة الثلاثة (الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، واليابان)، وعلى تحسن القطاع الاستهلاكي في باقي دول آسيا الناشئة ودول مجلس التعاون الخليجي.

كميل عقاد - محلل اقتصادي

الشركة الكويتية الصينية الاستثمارية

العدد 3704 - السبت 27 أكتوبر 2012م الموافق 11 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً