العدد 3704 - السبت 27 أكتوبر 2012م الموافق 11 ذي الحجة 1433هـ

أسبوع أسود لصناعة السيارات الأوروبية

شهد قطاع صناعة السيارات الأوروبي أسبوعاً أسود مع الإعلان عن إقفال ثلاثة مصانع لشركة «فورد» تضاف إلى الإقفال المتوقع لمصنع «بي اس ا بيجو سيتروان»، وكذلك أيضاً إلى القلق المتزايد للمصنعين باستثناء «فولكسفاغن».

وبعد إعادة الهيكلة في الولايات المتحدة، يتوجه اهتمام المصنع الأميركي فورد إلى القارة الأوروبية، حيث سيتم الاستغناء عن خدمات مصنع «غنك» في بلجيكا وعماله البالغ عددهم 4300، بالإضافة إلى مصنعين آخرين في بريطانيا.

وتنوي فورد أيضاً التخلي عن 13 في المئة من عمالها وتخفيض قدرتها الإنتاجية بنسبة 18 في المئة في المنطقة التي باتت تشكل «هاوية» مالية بالنسبة إليها مع توقع تسجيل خسائر تفوق 1.5 مليار دولار في 2012.

وبذلك تحذو «فورد» حذو «بي اس ا بيجو سيتروان» التي تنوي إغلاق مصنع «اولناي سو بوا» (ثلاثة آلاف وظيفة) في ضاحية باريس في 2014.

والهدف نفسه: تقليص القدرات الإنتاجية في غرب أوروبا حيث تراجع مبيعات السيارات بنسبة 20 في المئة منذ 2007 ومن غير المتوقع أن يعود المبيع إلى سابق عهده قبل 2015 أو حتى 2018 بحسب التقديرات.

وخفضت «بي اس ا» الأسبوع الماضي توقعات النمو في الأسواق الأوروبية في 2012 بعد أن شهد رقم أعمالها تراجعاً بنسبة 3.9 في المئة في الفصل الثالث.

وبحسب محلل طلب عدم كشف هويته فإنه يتوقع حصول عمليات إغلاق مصانع أخرى، وفي طليعة الشركات المعرضة لهذا الأمر في نظره شركة أوبل التابعة لمجموعة جنرال موتورز الأميركية.

ولم تنجح مجموعة جنرال موتورز التي أغلقت مصانع عدة خلال الأزمة الاقتصادية في 2008 - 2009 في الولايات المتحدة، في تحسين وضعها في القارة الأوروبية حيث تتضاعف إجراءات البطالة الجزئية لديها.

وتبدو مشاريع التعاون مع «بي اس ا» التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي والتي ستنتج سيارات مصنعة بشكل مشترك ابتداءً من 2016، غير قادرة على إحداث تغيير.

وبحسب المحلل فإن شركة «فيات» الإيطالية قد تغلق بدورها أحد مصانعها.

ولكن الوضع مختلف بالنسبة إلى مجموعة «رينو» الفرنسية التي شهد رقم أعمالها تراجعاً بنسبة 13 في المئة والتي تتوقع تراجع مبيعاتها في 2012 بنسبة 5 في المئة.

ويقول المحلل: «من غير المؤكد أن تقفل (المجموعة) مصنعاً، مع وجود الدولة كأكبر مساهم فيها»، إلا أن ذلك لن يمنعهم من «تقليص عدد الموظفين بشكل تدريجي».

وتبدو صعوبة التوصل مع السلطة السياسية إلى إغلاق مصنع جلية في ملف «بي اس ا».

وكشف رئيس الوزراء الفرنسي السابق فرنسوا فيون أن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي طلب من مجموعة «بي اس ا» تأجيل خطتها لما بعد الانتخابات الرئاسية في مايو/ أيار.

وتضغط الحكومة الاشتراكية على مجموعة «بي اس ا» للتوصل إلى تقليص خطتها الإصلاحية التي تطال ثمانية آلاف وظيفة مقابل ضمانة مالية تبلغ 7 مليارات يورو.

وشرح عضو مجلس إدارة «بي اس ا» برنار فيل لوكالة فرانس برس أن «التخلي عن 8 آلاف وظيفة سيقابله خلق وظائف أخرى».

وبدأ صانعو السيارات الألمانية الراقية، الذين لم تطلهم حتى الساعة هذه الأزمة، يشعرون بتأثيرها. فقد خفضت دايملر (مرسيدس - بنز وسمارت) توقعاتها للعام 2012 وتريد توفير ملياري يورو بحلول نهاية 2014.

أما عملاق صناعة السيارات الأوروبي الأول «فولكسفاغن» فيشكل استثناء بين أقرانه. وتضم مجموعة فولكسفاغن اثنتي عشرة علامة تجارية (بينها الراقية والفاخرة) وتتمتع بحضور قوي على الصعيد الدولي، ونجحت في تخطي آثار الأزمة في أوروبا.

العدد 3704 - السبت 27 أكتوبر 2012م الموافق 11 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً