في اللغة العربية الفصحى يصاغ فعل الأمر من الفعل المضارع وذلك بحذف حرف المضارعة من أوله إذا كان الباقي بعد الحذف متحركاً مثل الفعل «يتعلَّم» حيث يصبح في حالة الأمر «تعلَّم». أما إذا كان باقي الفعل ساكناً بعد حذف حرف المضارعة فتضاف له همزة في أوله مثل الفعل «يَحْفَظ» حيث يصبح في حالة الأمر «احْفَظ»، أما حركة الهمزة فتكون مضمومة في مضموم العين من المضارع الثلاثي (مثل أُنظُر)، وتفتح في الرباعي (مثل أَكرِم)، وفي بقية الأفعال تكون مكسورة، وهي همزة قطع في الرباعي وهمزة وصل في غيره. أما تصريف فعل الأمر في اللهجات في البحرين فيختلف قليلاً عما هو في الفصحى ولكي نسهل دراسة تصريف هذه الأفعال ضمن اللهجات المحكية في البحرين فقد قسمنا الأفعال إلى خمس مجموعات، وسنتناول في هذا الفصل أربع مجموعات وتبقى المجموعة الخامسة التي تضم الأفعال المعتلة والتي سنناقشها في الفصل القادم. يذكر هنا أنه يوجد لكل مجموعة أفعال ثلاثة نماذج للتصريف، الأول خاص باللهجة البحرانية والباقي خاص بلهجة العرب؛ حيث توجد لهجة فرعية ضمن لهجة العرب هي اللهجة المحكية في مدينة المحرق والنساء التي تتحدث بلهجة العرب، وتتميز هذه اللهجة الفرعية بفتح الحرف الذي يسبق ضمير المخاطبة وضمير المخاطبين (مبخوت 1993، ص138).
المجموعة الأولى
وتضم هذه المجموعة الفعل الثلاثي الصحيح وجميع صور الفعل الرباعي المزيد (مثل يتقشمر) وبعض صور الثلاثي المزيد وهي:
1 - افْعَلَ يِفْعِل (افْعَلَ يُفْعِل في الفصحى) مثل أصبح يصبح
2 - ما كانت صورته في الفصحى ولهجة العرب تَفَاعل يِتْفاعَل ( مثل تَقَابل يِتْقابل)، والتي تصبح في اللهجة البحرانية بصورة اتْفَاعل يِتْفاعَل (أي اتْقَابل يِتْقابل).
3 - وتنفرد اللهجة البحرانية بإحدى صور الثلاثي المزيد الذي تضاف له همزة (مع المخاطب) وهي صورة اتْفَعَّل يِتفَعَّل (تَفَعَّل يَتَفَعَّل في الفصحى) مثل اتْسَبَّح يِتسَبَّح، فهو في لهجة العرب بصورة تِفَعَّل يِتِفَعَّل أي أن ما بعد حرف المضارعة متحرك فلا تضاف له الهمزة.
وجميع أنواع الأفعال السابقة تصرف بحسب نموذج واحد حيث يحذف حرف المضارعة وتضاف الهمزة وتحذف نون المخاطبة والمخاطبين، إلا أن هناك فروقات ثانوية بين اللهجات في البحرين، على سبيل المثال الفعل يِتْقابل يصبح في اللهجة البحرانية: اتْقابل (للمخاطب)، اتْقابلِي (للمخاطبة)، اتْقابلُوا (للمخاطبين). بينما في لهجة العرب يوجد نموذجان أحدهما خاص بالنساء ومدينة المحرق حيث تصبح صور الفعل السابق، على سبيل المثال، كالتالي: اتْقابل، تِقابلَي، تِقابلَوا. لاحظ هنا أنه تم حذف الهمزة مع ياء المخاطبة و واو المخاطبين وتم فتح الحرف السابق للضمير المتصل. أما في لهجة البقية ممن يتحدثون لهجة العرب فتكون صور الفعل كالتالي: اتْقابل، تِقابلِي، تِقابلُوا، أي تم حذف الهمزة فقط من الأفعال مع ياء المخاطبة و واو المخاطبين.
وتتميز اللهجة البحرانية بوجود نموذجين لتصريف الفعل الثلاثي الصحيح، على سبيل المثال الفعل ضرب يضرب والأمر اضرب (للمخاطب)، واضربِي أو ضربي (للمخاطبة) وأضربُوا أو ضربوا (للمخاطبين) أي بإضافة الهمزة أو حذفها، وهذا التباين موجود للفعل الواحد وعند الشخص نفسه دون وجود قاعدة محددة لاستخدام إحدى الصورتين.
المجموعة الثانية
تضم هذه المجموعة ثلاث صور من الفعل الثلاثي المزيد وهي:
1 - التي تكون صورته في الفصحى واللهجة البحرانية افْتَعَل يِفْتِعِل (مثل اشْتَغَل يشتغل)، والتي تصبح في لهجة العرب بصورة افْتِعَل يِفْتِعِل (أي اشْتِغَل يشتغل)،
2 - التي تكون صورته في الفصحى واللهجة البحرانية انْفَعَل يِنفِعِل (مثل انكَسَر يِنكِسر) التي تصبح في لهجة العرب بصورة انْفِعَل يِنفِعِل (أي انكِسَر يِنكِسر).
3 - الذي يكون على صورة اسْتَفْعَل يَسْتَفْعِل مثل استعجل يستعجل.
وتصرف هذا الأفعال في اللهجة البحرانية كما في المجموعة السابقة (اشتغِل، اشتغلِي، اشتغلُوا) وتتفق لهجة العرب مع اللهجة البحرانية في هذا التصريف باستثناء لهجة العرب الفرعية الخاصة بالنساء ومدينة المحرق حيث يفتح الحرف قبل ضمير المخاطبة والمخاطبين، أي كالتالي: (اشتغِل، اشتغلَي، اشتغلَوا).
المجموعة الثالثة
وتضم هذه المجموعة الفعل الثلاثي المضعف (مثل مَدَّ يمِدُّ مِدّ)، والفعل الرباعي الصحيح (مثل غَربَل اِيْغَربِل غَربِل)، والفعل الثلاثي المزيد ما كانت صوره كالتالي:
أ - فَعَّل إيْفَعِّل (فَعَّل يُفَعِّل في الفصحى) مثل عَرَّس إيْعَرِّس
ب - فَاعَل إيْفَاعِل (فَاعَل يُفاعِل في الفصحى) مثل خالف إِيْخَالِف
ج - وتنفرد لهجة العرب بإحدى صور الثلاثي المزيد الذي لا تضاف له همزة (مع المخاطب) وهي صورة تِفَعَّل يِتِفَعَّل (تَفَعَّل يَتَفَعَّل في الفصحى) مثل تِسَبَّح يِتِسَبَّح، فهو في اللهجة البحرانية بصورة اتْفَعَّل يِتفَعَّل أي أن ما بعد حرف المضارعة ساكن فتضاف له الهمزة.
وتصرف هذه الأفعال تماماً كما في النماذج السابقة باستثناء أنه لا تضاف همزة في أول الفعل، وبذلك تشترك اللهجة البحرانية مع لهجة العرب في نموذج واحد لتصريف هذه الأفعال باستثناء لهجة فرعية من لهجة العرب وهي لهجة النساء ومدينة المحرق حيث يفتح الحرف الذي يسبق الضمير المتصل، على سبيل المثال الفعل خالف إِيْخَالِف، تصبح صوره: خَالِف، خَالفَي، خَالفَوا، بينما صوره في لهجة البقية التي تتحدث لهجة العرب وكذلك في اللهجة البحرانية هي: خَالِف، خَالفِي، خَالفُوا.
المجموعة الرابعة
وتضم هذه المجموعة الأفعال الثلاثية المهموزة الفاء (أكل، أمر). وتقسم هذه الأفعال إلى مجموعتين فرعيتين، الأولى تضم الفعلين أخذ وأكل، والمجموعة الأخرى تضم بقية الأفعال من هذا النوع. فإذا استثنينا الفعلين أخذ وأكل فإن تصريف بقية هذه الأفعال يخضع لنموذج حذف حرف المضارعة وإضافة الهمزة، على سبيل المثال صور الفعل أمر يأمر تصبح في اللهجة البحرانية (أأْمر/ آمر، أأْمرِي/ آمرِي، أأْمرُوا/ آمرُوا) وتصبح في لهجة العرب (آمر، آمرِي، آمرُوا) وفي اللهجة الفرعية من لهجة العرب وهي لهجة النساء والمحرق تصبح (آمر، آمرَي، آمرَوا). أما الفعلين أخذ وأكل فلهما نموذج واحد خاص بكل لهجة، ففي اللهجة البحرانية تصبح صور هذه الأفعال (كِل، إكلِي، إكلُوا) وفي لهجة العرب (إكِل/ كِل، إكلِي، إكلُوا)، وفي لهجة العرب الفرعية أي لهجة النساء والمحرق (إكِل/ كِل، إكلَي، إكلَوا).
العدد 3703 - الجمعة 26 أكتوبر 2012م الموافق 10 ذي الحجة 1433هـ