«من دخل دار أبوسفيان فهو آمن»! ومن دخل البيت الحرام فهو آمن! ومن دخل داره فهو آمن! استوقفتني عبارات العظيم الرسول محمد (ص) لقريش حينما أطلق هذه النداءات وجعلها لهم سياجاً آمناً من دون انتقام بعد ما طردهم شر طردة وولوا الدبر وفتح مكة! ولو عدنا لهذه العبارات التي قيلت ولأكثر من 1400 عام أطلقها بأبي وأمي من دون أن تتناقلها قنوات اتصال ومع ذلك أخذت هذه النداءات مأخذها في جسم الدولة وعقل المسلم وبسط النبي بساط السلام في ربوع دولة الإسلام حينها ولكن وبعد وفاته لم يرَ العالم دقيقة سلام ولا حتى لحظة سلام على رغم القمم والمؤتمرات إيذاناً بوقف العنف كما يعيش العالم وكما هي الذكرى السنوية التي تحتفل بها الأمم المتحدة وبأوّل يوم للسلام والذي يصادف تاريخ 21 سبتمبر/ أيلول من كل عام يوماً للسلام وللامتناع عن العنف ووقف إطلاق النار، إلا أن هذه الذكرى ظلت حبراً على ورق وضلت طريقها عن تحقيق أهدافها! فالقارة السمراء يومياً تتقاتل بعض دولها على الماء كحصص مياه نهر النيل بين إثيوبيا ومصر والسودان وكينيا وبعضها على التراب أو على قسمة التراب كالسودان والآخر تتناحر على جبل أو هضبة أو على الحدود التي يفصلها كما هو بين إثيوبيا وإريتريا وقبل أن أنتقل للقارة الصفراء أجد أن عدوى الخلافات والتناحر اجتازت الحدود أيضاً إلى الدول العربية كتونس والمغرب والجزائر وليبيا التي ما برحت حدودهما مفتوحة إلا بمرسوم جمهوري! أما القارة الصفراء فليست بأحسن منها فتهديدات المارد الصيني لليابان تطفو على سطح جزر ستكاكو بين فترة وأخرى والكوريتان لاتزالان يتبادلان نيران المدافع وقاذفات الصواريخ يومياً بدلاً من العلاقات والتهاني فمتى تتوقف البندقية وترفع أعلام السلام! متى يعود الرشد والحوار بدل التناحر والقتال!
متى تعود الطائرات إلى أدراجها وتخصص كلفة التناحر والقتال لضحايا الجوع والموت البطيء لأطفال الصومال والهياكل البشرية السودانية الآيلة للموت! متى يصبح هذا العالم يحتفي بيوم السلام عن جدارة بدلاً من اليوم العالمي للدمار.
مشيت اسنين في درب الأحبة
تاليها انهجرت من غير سبه
ما هقيت تفرقنا العواذل
من الحسرة حتى الماي أغص به
***
أم الجدايل محلى مشيتك بالهون
عنك أسايل فيك أنا مفتون
وينك هالمدة ما شوفك تسيرين
أشره عليك مثل إللي يشرهون
***
يا حمامة إنتي بلسم اجروحي
إنتي تداويني بجروحي لا تبوحي
أنا ضعيف ومخلوق من طين
إذا كثرت جروحي لا تنوحي
***
قلت الصراحة وأحب الصراحة
وإللي شقى وتعب يستاهل نجاحه
ما يزين في عيوني إلي سره باحه
وإلي ما يتعلم تعلمه السنين
مهدي خليل
في الليلِ الباكرِ
التقطتُ صورةً لغيمةِ مَرت على داري
غريبٌ هندامُ روحها
أشعثٌ صوتُ حلمها
وظالمٌ ليلها...
كحجري نردٍ سقطا على شباكِ بيتي
فجار عليهما الزمانُ وبان
أنا لم أكن يوماً سيدةَ القمر أو آلهةَ الشمس
بل كنت مجردَ حائطٍ استند إلى الهواءِ الملوثِ
فباتَ أغبراً فارغ الذاكرة...
غزة
يا غيبةً صَلُحَتْ لتزَجَ في النار
يا لهباً أحرقَ الستار
نامي على غفلةٍ من نورٍ
ليحصدَ العابرون ثمارَ غدنا
واغرفي من عرقِ الثائرين دماً أحمر
فالصوتُ صامَ عن الجدالِ واندثر...
جلدوا أحلامنا وعلقوها على مذابحِ سطوتهم
فقأوا عينَ غدنا فباتَ أعمى يتخبطُ في السراب
يا سيدي
أكنتُ يوماً بإصبعٍ واحدٍ أعدُ النجومَ فأتعثرُ بتشتتها؟
أو بعينٍ واحدةٍ أتخبطُ في دروبٍ وهمية؟
أكان لأخي خمسون قدماً تهرولُ خلفَ السرابِ؟
فحصل على امتيازٍ يفوق حياتي
سحقاً لميتٍ لا كفنَ له عَارٍ من ذكرى الليل ملبدٌ بالغيم
وسحقاً لوقتٍ يسرقُ العمرَ ويهرولُ في البعيدِ البعيد
سيدي
أنا لا أطلب الجنة
أريد فقط ليلاً مبتسماً
ونافذةً يانعةً
ومصباحاً مملوءاً بالضوء
وأريدُ شمعةً تنام على صدري بهدوء
وتضع يدكَ في كفي وتقول:
أهلا بكِ في غدٍ جميل...
ويعقد حاجبيه
يا سيدهم
أصعب مضغ الحلوِ بأسنانٍ ممزقة؟
أغريبةٌ تلكَ السماءُ المرصعةِ بوجعنا؟
وذاكَ النورَ المرقطِ بالملل
أنا لا أدعي الملل
فقط أحلمُ بغدٍ منيرٍ يعقبهُ أمل
وسماءٌ صافيةٌ بسحابٍ طاهر
أيصعب تحقيق ذلك؟
أم أن غدي لا يصلح إلا للحالمين فقط؟
سماء غنيم
يعد التخييم من أكثر المواسم الترفيهية التي يستمتع بها المواطنون والمقيمون، حيث يجمع الطابع الشعبي ويجسد انسجاماً مع الطبيعة كثيراً ما نشتاق إليه، وإذا كانت جهات الدولة القائمة على تنظيم هذا الموسم والترتيب لفعالياته لم تدخر جهداً للخروج بموسم ممتع وآمن، ينعم المشاركون فيه بالسلامة العامة؛ فإن الأمر يقتضي وبالدرجة نفسها، التزاماً بالاشتراطات والمعايير التي جرى وضعها بدقة متناهية، وصولاً إلى تحقيق أعلى معدلات الأمن والسلامة.
وتتمثل هذه الاشتراطات فيما يأتي:
- يجب ملء استمارة تسجيل المخيمين وتسليمها وتسلم الملصق قبل البدء في نصب المخيم، حيث ستتم إزالة أي مخيم غير مسجل وتحميل صاحبه جميع النفقات المترتبة على ذلك.
- لا يجوز حجز مكان مسبق للتخييم سواء عن طريق التسوير أو تثبيت العلامات أو الأعمدة أو غير ذلك قبل إعلان بدء موسم التخييم رسميّاً كما يمنع تشجير مواقع التخييم.
- يحظر مزاولة أي نشاط أو تجمع سياسي أو خيري أو ثقافي أو تنافسي أثناء موسم التخييم إلا بموافقة من اللجنة العليا بالتنسيق مع الجهات المختصة، كما يمنع رفع الأعلام على المخيمات ماعدا علم مملكة البحرين.
- على المخيمين اتباع الإرشادات واللافتات الموضوعة في منطقة التخييم سواء التثقيفية أو التحذيرية أو غيرهما.
- على المخيمين الالتزام باحتياطات الوقاية والسلامة في الخيام وتوفير طفاية حريق وصندوق للإسعافات الأولية، وعدم استعمال النار المكشوفة أو المواقد داخل الخيام وعدم تخزين مواد قابلة للاشتعال وتوفير مكان مستقل للطبخ.
- على المخيمين الابتعاد عن التخييم في المنحدرات أو أماكن تجمع مياه الأمطار أو السيول أو أسفل الهضاب أو فوق المرتفعات الجبلية وعدم التخييم في المناطق المحظورة وبالقرب من الأنابيب وإقامة المعابر فوقها، وأن يبتعدوا بما لا يقل عن 150 متراً عن موقع آبار النفط والغاز وما لا يقل عن 50 متراً عن شبكات الأنابيب والكهرباء ذات الضغط العالي.
- ألا يكون التخييم بالقرب من الطرق الرئيسية، وأن يبتعد عن هذه الطرق بما لا يقل عن 50 متراً، وبما لا يقل عن 10 أمتار من الطرق الفرعية.
- المحافظة على نظافة البر بعدم رمي القمامة، وجمعها في أكياس ووضعها في الأماكن المحددة بالطرق الرئيسية حتى يسهل نقلها، كما يمنع حرق المخلفات سواء أثناء أو بعد انتهاء موسم التخييم.
- يحظر إقامة مبانٍ من الطوب أو الأسمنت، كما يمنع وضع حواجز في المواقع وخاصة البراميل والإطارات والأسوار، ولا يسمح بجلب الكبائن إلا بترخيص مسبق من بلدية المنطقة الجنوبية.
- يحظر على المخيمين ومرتادي البر ممارسة أي عمل من شأنه إلحاق الضرر بالبيئة والحياة الفطرية سواء بالقطع أو الاقتلاع أو إتلاف الأشجار والنباتات البرية أو تجريف الأرض بواسطة المعدات الثقيلة وفرشها بالغبرة أو الكنكري أو الصبان ويحظر كذلك صب أرضيات الخيام والسفلتة.
- على الراغبين في ممارسة نشاط تجاري خلال موسم التخييم؛ التقدم بطلب ترخيص إلى قسم تراخيص البناء في إدارة الخدمات الفنية ببلدية المنطقة الجنوبية وذلك قبل موسم التخييم، وينطبق ذلك أيضاً على الباعة الجائلين بشرط الابتعاد بما لا يقل عن 50 متراً عن أقرب طريق أو شارع أو تقاطع، مع الالتزام بشروط الجهات المعنية (الدفاع المدني - الصحة - البلدية) .
- على الراغبين في ممارسة نشاط تأجير المخيمات خلال موسم التخييم التقدم بطلب ترخيص إلى بلدية المنطقة الجنوبية، والالتزام بجميع شروط الجهات المعنية مع الاحتفاظ بسجل للمؤجرين وبياناتهم الشخصية للرجوع إليه حين الحاجة إلى ذلك.
- على المخيمين إزالة الخيام وملحقاتها بعد تاريخ (3 مارس/ آذار 2012) وإلا ستتم إزالتها بواسطة الجهات المختصة وتحميل أصحابها جميع النفقات التي ستترتب على ذلك.
وأخيراً نجدد التأكيد على أنه لن تتحقق الفائدة المرجوة من منظومة الاشتراطات السالف الإشارة إليها من دون أن تكون هناك قناعة كافية والتزام أصيل من قبل المشاركين في التخييم بأن الأمن والسلامة مسئولية مشتركة وأن هذه الاشتراطات وضعت من أجلهم بهدف ضمان أمن وسلامة الجميع، حفظ الله الجميع من كل شر.
وزارة الداخلية
الحياة التقاعدية تأتي بعد خدمة طويلة في العمل الشاق، وتحدي صعاب الزمن، ومواجهة تغيرات في الحياة، منها ما تحتوي على مواقف صعبة ومتعبة، ومنها الذكريات الجميلة في مكان العمل، والمحبة والألفة بين أصدقاء مضت على علاقتهم وصداقتهم فترة طويلة.
لقد كانت تلك الفترة في العمل لا تنسى. إنها فترة زمنية من عمر الإنسان كان لابد أن تنسى في يوم من الأيام، وتأتي الفترة التقاعدية والانتقال إلى الحياة الجديدة التي سيكملها الشخص مع عائلته.
ومن فوائد هذه الفترة الجديدة على الإنسان أنه سيكون متفرغاً كثيراً بالجلوس مع عائلته بشكل مستمر، وسيكثر من قراءة القرآن الكريم، ويتقرب إلى ربه أكثر فأكثر، وسيسترجع ذكرياته الجميلة بأن يزور معظم الأصدقاء والأهل في تلك الفترة التي كان فيها محروماً من مشاركة الآخرين في حياته، لأنه لم يكن قادراً على تغطيتها، وهي مهمة بالنسبة له.
لذلك، فلنستعد جميعاً، وأقصد على كل من أشرف على السن التقاعدي، بأن يجهز نفسه ويخطط لكي يستمتع في المستقبل القريب، بحيث يكون بعيداً عن الديون والقروض من الآن، ويمتنع عن مصادر الإزعاج، وعن كل ما يسبب المشاكل في المستقبل.
ويجب عليه أن يفكر جيداً كيف سيقضي وقته في هذه الحياة الجديدة، علماً بأن هناك كثيراً من الطرق التي سيستمتع بها، فالبحرين فيها الكثير من وسائل الراحة والاستجمام. وإن كان قادراً على تكاليف السفر فليستمتع بحياته مع عائلته، ولا ينسَ تكريم زوجته بعد تلك السنين التي ارتبط بها، لأنها أول من يستحق هذا التكريم العظيم، لأنها وقفت معه من بداية عمله، وقد كانت السبب في نجاح حياته العملية.
صالح بن علي
العدد 3703 - الجمعة 26 أكتوبر 2012م الموافق 10 ذي الحجة 1433هـ
