واحدٌ من أكثر الحسابات «التويترية» التي عُرفت بمصداقيتها في نقل الأحداث، برز بعد أحداث السلامة الوطنية كراوٍ للمعاناة التي جرت على العاملين في وزارة الصحة خلال الأزمة من أطباء وإداريين وعاملين في مختلف الأقسام.

طبيبةٌ يسكن الوجع تغريداتها التي تفوح منها رائحة مرة مؤلمة، وخاصة عندما تتصدى لرواية بعض الأحداث التي عاشها الأطباء إبان فترة اعتقالهم، أو الذي وقع على العاملين في الوزارة في أوج فترة الأحداث الماضية، تُسهب متحدثةً تارة، وأخرى تُقصد وتلوذ بصمتٍ يوحي إلى أن الذي بقي مكنوناً أكبر كثيراً ممّا تُفصح عنه.

شاهدٌ على ما جرى في مجمع السلمانية الطبي، بهذا تُعرفُ (BAHRAINDOCTOR@) نفسها، على حسابها الذي يتابعه 31.139 مغرداً، بينما تتابع هي 1.069 مغرداً، ولها 35.815 تغريدة.

تقول في حسابها الذي عرف بقدرته على ذكر الأحداث وتوثيقها بمصداقية عالية: «إنه من الصعوبات التي واجهت القائمين على التوثيق هي عزوف الكثيرين عن كتابة ما جرى عليهم أو اختزالها في أمور عامة.

ومن أبرز القضايا التي روتها ما حل على العاملين بمبنى وزارة الصحة الكائن بالجفير، أثناء مداهمته، حيث أشار إلى أنه في صباح يوم الاثنين (18 أبريل/ نيسان 2011) تفاجأ الموظفون بعدد هائل من قوات الأمن تتجه نحو المبنى الذي تم حصاره، ومنع جميع من في المبنى من مغادرته ومنع أي شخص من الدخول بعد انتشار العناصر في كل أرجاء المبنى المكون من 13 طابق».

وأفادت بأنه «تم جمع كل الموظفين في الطابق الأول في شقة مكتبية واحدة، ما اضطر الكثير منهم للجلوس على الأرض، إذ كانوا نحو 35 شخصاً في صالة ضيقة جداً»، موضحةً أن «الموظفين منعوا عن الكلام أو الحركة لمدة ساعتين لحين مجيء 3 أشخاص كانت مهمتهم تفتيش الهواتف والمكاتب»، وذكرت أن الموظفين تعرضوا للضرب والشتم والازدراء بعقائدهم الدينية وآرائهم السياسية.

وأكدت في بعض تغريداتها أن الأطباء الذين اعتقلوا في العام الماضي، تعرضوا لتعذيب شديد، وامتهان لكرامتهم، مشيرة إلى أن الأطباء المعتقلين حصلوا على جوائز تقديرية من جهات مختلفة.

وفي إحدى تغريداتها، تعرض (BAHRAINDOCTOR@) تحليلاً طبياً مهنياً يفند فيه أن وفاة رجل الأعمال البحرين عبدالكريم فخراوي الذي قضى إلى ربه بينما كان معتقلاً إبان أيام السلامة الوطنية، كان بسبب الفشل الكلوي، فتذكر «يستند البعض إلى تحليل الدم الذي أظهر ارتفاعاً في «الكرياتنين واليوريا» أن موت عبدالكريم فخراوي كان بسبب فشل كلوي حاد»، موضحةً «فما هو معروف حتى بالنسبة للطبيب المبتدئ أو حتى طالب كلية الطب أنه عندما تتعرض إلى إصابات بليغة في الجسم ومنها العضلات ينتج عنه تهتكها، وينتج عن هذا التهتك انحلال المكونات النسيجية والألياف المكونة للعضلات ومنها ما يسمى «المايوجلبولين» والذي يرتفع بنسبة خطيرة في الدم»، وتتابع «وهذه الحالة تسمى بالمصطلح الطبي Rhabdomyolysis ويتسبب المايوجلبولين في ضرر كبير للكلى وقد يؤدي إلى حدوث فشل كلوي تاماً»، مشيرةًً إلى أن «هذه العملية تحصل للعضلات بتعرضها للإصابة أو الكدمات القوية حتى من المرة الأولى فما بالكم لمن كان يتعرض للضرب والتعذيب لمدة أسبوع، وأن ذلك قد يؤدي إلى الكثير من المضاعفات التي تؤدي إلى الموت ومنها إصابة الشخص بنزيف داخلي في أية منطقة وأكثرها الطحال والكبد وحتى الرئة، أما الدماغ فإذا تعرض للإصابة فقد يؤدي إلى نزيف يضغط على المخ ويؤدي إلى الوفاة».

وتضيف أن «المضاعفات التي يتم اكتشافها سواء بتحاليل الدم أو غيرها هي ناتجة عن سبب ولست حاصلة بشكل فجائي فنسميها طبياً secondary complications، ومن هنا نعتبر أن كل المضاعفات التي يتم اكتشافها هي طبيعية نتيجة العنف والكم الهائل من الإصابات التي تتعرض لها أية شخص يتم تعذيبها»، منوهةً إلى أن «العلاج ليس بالضرورة يؤدي إلى إنقاذ حياة الإنسان فربما تكون المضاعفات شديدة لدرجة عدم القدرة على إنقاذه كما أن قضاء 7 أيام من الضرب المتواصل كفيلة بقتل أضخم كائن حي على الكرة الأرضية، وليس مجرد إنسان».