تبقى مسألة إقالة المدرب الإنجليزي لمنتخب القدم بيتر تايلور تحمل في طياتها الكثير من الغموض والتساؤلات التي يطمح الكثيرون من محبي «الأحمر» لمعرفتها، وخصوصا في ظل الانجازات التي حققها للكرة البحرينية والتي لم يحققها من سبقوه على رغم الفترات الطويلة التي عاشوها مع «الأحمر».
هل كانت سداسية الإمارات والنتائج السلبية الأخيرة في المباريات الودية سببا في إقالة المدرب، أم أن العلاقات المتوترة أخيرا بين المدرب وبعض اللاعبين النافذين هو السبب؟ هل كان القرار جاهزا في الأساس بانتظار القشة التي تقصم ظهر تايلور وجاءت من الإمارات وبالتالي تصديق القرار؟ هل يحلم الاتحاد أو يتوقع أن يكون خليفته المستقبلي أفضل من تايلور في تحقيق النتائج؟ وهل الحل في تحسين النتائج وتحقيق ربما بطولات أكبر من تلك التي حققها تايلور هو إقالة هذا الأخير؟. هذه الأسئلة وغيرها تحتاج لإجابات لمعرفة مدى صوابية هذه الإقالة التي هي حق مشروع بالتأكيد لمجلس إدارة اتحاد الكرة، لكنها في اعتقادي المتواضع لم تكن متوقعة تماما.
لست هنا في وارد الدفاع عن المدرب والاعتراض على الإقالة، إلا أنني أعتقد بأن المرئيات الأولية الظاهرة لدينا بأن إقالة المدرب جاءت بسبب النتائج السلبية الأخيرة التي تحصل عليها المنتخب في مبارياته الودية الهامشية، هذا ما هو ظاهر لنا، لا أقول بأن المدرب تايلور هو الأفضل للكرة البحرينية، ليس لقيادته المنتخب للحصول على ذهبية بطولة الألعاب الخليجية الأولى وبعدها الدورة العربية، لكنه الأفضل على الأقل من وجهة نظري، بسبب ما أظهره من رغبة في تكوين فريق شاب جديد، يخلف الفريق الذهبي للبلد، يجعله مختلفا تماما عمن سبقوه من المدربين الذين كانت تهمهم تحقيق الإنجازات والنتائج.
المدرب جاء في مرحلة إحلال وتجديد تشهدها صفوف المنتخب بعد سنوات من تألق منتخب ستريشكو 2004، وهذه العملية بالتأكيد تحتاج إلى فترة طويلة من الزمن، وخصوصا ان هذه المرحلة تتطلب تجريب الكثير من اللاعبين، ما قد يتسبب في هزائم كبيرة، أو حتى في تقديم مستويات هابطة، وهذا أمر طبيعي -ربما ليس لدينا على الأقل في الدول العربية- إضافة لكل ما سبق فإن المدرب تأثر بشكل كبير من الحالة الصعبة التي تعيشها ملاعبنا، سواء من ضعف مسابقة الدوري، أو حتى المنشأة التي يتدرب عليها، وهذا بالتأكيد له تأثيره، وبالتالي ليس تايلور المشكلة الوحيدة التي أدت لهذه النتائج والمستويات، وإنما مجموعة تراكمات.
على رغم ذلك، نتطلع لأن تكون هذه الإقالة هي الانطلاقة الحقيقية للفريق الذي بالتأكيد سيدخل إلى فكر جديد مع مدرب جديد نتمنى أن يكون أفضل بكثير من تايلور، وخصوصا أن التجارب السابقة للمدربين التالين للكرواتي ستريشكو الأفضل كلها باءت بالفشل، بداية من لوكا ثم بريغل وختاما بماتشالا، إن الأمر لا يخلو من الصعوبة، لكننا نطمح بأن يوفق المدرب الجديد في اجتياز بطولة الخليج بنجاح سواء بتحقيق اللقب أو صعود منصة التتويج على أقل تقدير.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3700 - الثلثاء 23 أكتوبر 2012م الموافق 07 ذي الحجة 1433هـ