إننا نعيش في فترة تشهد اضطرابات وعمليات انتقال وتحولات عميقة. فانتشار انعدام الأمن وعدم المساواة والتعصب يتزايد. والمؤسسات العالمية والوطنية توضع على المحك. وفي ظل الكثير من المخاطر؛ يجب على الأمم المتحدة أن تواكب الركب على صعيد جميع أنشطتها في مجالات السلام والتنمية وحقوق الإنسان وسيادة القانون وتمكين المرأة والشباب في العالم.

وقد أُحرز تقدم مهم في العديد من الجبهات. فانخفضت معدلات الفقر المدقع بمقدار النصف منذ العام 2000. وتجرى تحولات ديمقراطية في العديد من البلدان. وثمة إشارات مشجعة إلى تحقيق نمو اقتصادي في جميع أرجاء العالم النامي.

وقد آن الأوان للرفع من مستوى طموحاتنا الجماعية. ومع سرعة اقتراب العام 2015، الموعد النهائي لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية؛ يجب علينا أن نكثف جهودنا من أجل بلوغ جميع هذه الأهداف المنقذة للأرواح. وعلينا أن نُعِدَّ خطة إنمائية جريئة وعملية لما بعد العام 2015. ويجب علينا أن نواصل مكافحة التعصب، وأن نُنقذ من وقعوا في براثن النزاعات وأن نُرسي دعائم السلام الدائم.

وليست الأمم المتحدة مجرد مكان لاجتماع الدبلوماسيين. بل الأمم المتحدة أحد حفظة السلام الذين ينزعون سلاح المقاتلين، وعامل في مجال الصحة يوزع الأدوية، وفريق إغاثة يقدم يد المساعدة للاجئين، وخبير في مجال حقوق الإنسان يساعد على إقامة العدل.

ونعتمد في سياق اضطلاعنا بهذه المهمة العالمية على أصدقاء ومؤيدين لا يحصى عددهم. فالمنظمات غير الحكومية والعلماء والباحثون والمتبرعون لأعمال الخير والزعماء الدينيون وأصحاب الأعمال والمواطنون المهتمون يكتسون أهمية حاسمة لنجاحنا. ولا يمكن لأي قائد أو بلد أو مؤسسة فعل كل شيء على انفراد. ولكن من الممكن لكل واحد منا، بوسائله الخاصة، أن يُسهم بشيء ما.

فلنؤكد من جديد، في «يوم الأمم المتحدة» هذا (24 أكتوبر/ تشرين الأول 2012)، التزامنا الفردي وعزمنا الجماعي على الارتقاء إلى مستوى المثل العليا التي يجسدها ميثاق الأمم المتحدة وبناء عالم أفضل للجميع.