أقال الاتحاد البحريني لكرة القدم مدرب المنتخب الوطني الأول الإنجليزي تايلور وذلك بعد الهزيمة الأخيرة في المباراة الودية أمام الإمارات بسداسية، وفي ظل حالة التراكم التي حدثت من النتائج السلبية في الأشهر الأخيرة.
وعلى رغم أن تايلور حقق ما لم يسبقه إليه أي مدرب مر على تاريخ منتخبنا الوطني من الأجانب والوطنيين بفوزه بذهبية الألعاب الخليجية وبكأس العرب إلا أن كل ذلك لم يشفع له بالبقاء وتم اقصاؤه بعد سنة ونصف فقط من توليه مسئولية المنتخب.
لا شك في أن تايلور حاله حال البقية له من السلبيات كما الايجابيات ومن الممكن ابراز أي من الجانبين واتخاذ القرار بناء على ذلك ولكن المهم في عملية التقييم هذه مراعاة الظروف المحيطة وإمكانات العمل والموارد المتاحة وهو ما أعتقد أنه لم يتم مراعاته في القرار الأخير لاتحاد الكرة الذي بني بالأساس على النتائج السلبية في مباريات ودية وفي بطولات هامشية.
تايلور جاء إلى المنتخب في ظروف صعبة جدا، إذ كنا في مرحلة حساسة بين جيلين من اللاعبين، وقام بشجاعة غير معهودة بعملية تجديد كبيرة في المنتخب أمنت عبورا معقولا لمرحلة جديدة في الكرة البحرينية.
الكل يدرك أن عملية التجديد والاحلال حتى في المنتخبات العالمية الكبرى تتطلب الكثير من الصبر والتحمل فكيف بمنتخب في حجم منتخبنا وفي ظل الإمكانات المتوافرة لدينا التي أدت إلى توقف الدوري لغياب الملعب الصالح للعب، وكذلك ضعف المستويات الفنية للفرق في الدوري والتي هي الرافد الرئيسي للمنتخب.
وعلى رغم عملية الاحلال والتجديد إلا أن المنتخب حافظ على توازنه وكان ندا قويا في تصفيات كأس العالم بل كان الأحق في مجموعته بالوصول للدور التالي أكثر من المنتخبين الايراني والقطري لولا سوء الطالع وقلة الخبرة.
وتمكن المنتخب كذلك في هذه الفترة من الفوز بأول بطولتين في تاريخه، وما حدث بعدهما لا يعدو كونه سلسلة في إستراتيجية المدرب تايلور في التجربة واعطاء الفرصة للاعبين الجدد ومواصلة عملية التجديد، غير أن قرار الإقالة كان أسرع منه واتخذ في وقت حساس إذ لا يفصلنا سوى شهرين عن العرس الخليجي على أرضنا وبين جمهورنا.
قد تكون هناك الكثير من الأسباب التي اجتمعت وأدت إلى إقالة تايلور غير أن القرار كان يجب أن يبنى على معطيات واقعية وليس على نتائج في مباريات ودية أو هامشية.
المدرب تايلور سبقه مدربون في فترة ذهبية للمنتخب من خلال جيل من اللاعبين المميزين ومع ذلك أخفقوا ومنحوا من الفرص ما لم يمنح لهذا المدرب الذي باعتقادي كان الأكفأ من خلال الدور الذي لعبه وطرق اللعب التي كان ينتهجها.
الاستقرار الفني مطلب رئيسي من أجل التطوير وحالة التغيير والتخبط المستمرة نتائجها السلبية أكثر من الإيجابية، وإنجازاتها مؤقتة ولا تقاس بالتخطيط المستقبلي.
على اتحاد الكرة تحديد خياراته والعمل وفق ظروفه وإمكاناته، وإقالة تايلور باعتقادي خسارة للمنتخب على المدى البعيد وإن أتت ببعض المفعول الايجابي على المدى القصير.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 3699 - الإثنين 22 أكتوبر 2012م الموافق 06 ذي الحجة 1433هـ
لاااااا
بل المشكلة في إدارة الإتحاد البحريني لكرة القدم إنتهى