الـ 24 ساعة التي قضيناها في المنامة شعرت بمدى مكانة وأهمية التنافس المتوقعة على خليجي21 من حيث الإعداد والتحضير فقد حرصت كل الاتحادات الخليجية على التواجد بقوة وأثناء وجودي بدعوة من اللجنة المنظمة العليا للدورة سألت في أكثر من مناسبة وفي أربع قنوات رياضية (البحرينية والسعودية والعمانية والإماراتيتين الشارقة وسكاي نيوز) عن حظوظ منتخب الإمارات لكرة القدم في البطولة المقبلة، وكانت إجابتي واحدة وواضحة بعد الانتهاء من قرعة البطولة في المتحف الوطني الرائع والتحفة التراثية، فالمكان كان مناسبا جدا نحيي فيه اللجنة المنظمة على الاختيار المناسب.
واليوم نكرر ماقلناه عن ثقتنا الكبيرة بلاعبي الإمارات الذي قدم في الآونة الأخيرة نتائج مشرفة على الصعيد العربي والقاري وحتى الدولي فالتجانس واضح والمستوى الفني والتكتيكي أصبح يشار إليه بالبنان مع يقيني التام بان دورات الخليج لا تعترف بالتوازنات والتقييمات. هذا ما عودتنا عليه فهي لا تعترف إلا بالعطاء داخل الميدان يجب أن يعرفه اللاعبون والجهاز الفني والإداري الذين غادروا إلى مكة لأداء مناسك الحج نقول لهم تقبل الله طاعتكم والله يوفقكم فنحن لا نقبل سوى البطولة والعودة المظفرة من البحرين الشقيق.
أصبح الأبيض الإماراتي أسرة واحدة يتحركون معا ويتحدثون بصوت واحد واتفق مع ما قالوه وأؤكد عليه بأننا لدينا اليوم أفضل فريق في تاريخ اللعبة، وجد عناية ودعما لم يسبق له أن حصل عليه أي منتخب أوي فريق في تاريخ الدولة، وبالمناسبة هذه المرة الثانية التي سيكون فيها مدرب وطني يقود المنتخب الأول في دورات الخليج، ففي العام 1967 بالدوحة في الدورة الرابعة تعرض اليوغسلافي تاديتش إلى أزمة قلبية قاد فيها المدرب الوطني جمعة غريب الله يذكره بالخير بمعاونة المصري احمد رفعت، هذا للعلم بينما أول من قاد منتخبنا في أول دورتين لكاس الخليج هو المدرب المصري ونجم الاسماعيلي المرحوم شحاته بينما آخر مدرب كان هو السلوفاني كاتانيتش، أما المدرب الذي قاد الإمارات إلى الفوز ببطولة خليجي18 بابوظبي هو المدرب الفرنسي برونو ميستيو مدرب الوصل الحالي الذي يرقد حاليا في المستشفى ونتمنى له الشفاء والعودة لقيادة الوصل.
وعلى صعيد المدربين فقد بدأت الضحية الأولى قبل أن تبدأ منافسات كاس الخليج، فقد طفح الكيل وقرر الاتحاد البحريني لكرة القدم إعفاء الجهاز الفني كما كان متوقعا، إذ تقرر الرحيل، والذي كان يشرف عليه المدرب لانجليزي بيتر تايلور ولم تشفع له أول ذهبيتين في تاريخ البحرين عندما أحرزت بطولة التعاون والدورة العربية بالدوحة وأصبح (ضحية العيد)، إذ لم يستغرق الوقت طويلا فجاء القرار جماعيا وشملت الإقالة الفريق المعاون له بالكاملز جاء ذلك بعد الاجتماع الطارئ لمجلس إدارة اتحاد الكرة وترؤسه الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة والذي اقتصر على مناقشة أوضاع المنتخب الأول خلال مسيرته الماضية من خلال مشاركاته ومبارياته التي خاضها مؤخرا والتي جاءت سلبية ولا ترضي الطموح.
وتم تشكيل لجنة لاختيار المدرب الجديد للمنتخب يترأسها رئيس اتحاد الكرة ونائبه وتضم في عضويتها أحمد البوعينين والشيخ زياد بن فيصل آل خليفة وعدد من الفنيين والمحللين منهم يوسف حسن وصالح البلوشي والمدرب والنجم السابق خليل شويعر ومحلل قناة ابوظبي الرياضية رياض الذوادي وفهد المخرق، نتمنى للأشقاء التوفيق لاختيار المدرب الجديد للاستحقاقات المقبلة وتحديدا بطولة غرب آسيا بالكويت وخليجي21 التي تستضيفها المملكة في يناير بوقت لا تتجاوز الأسبوع الجاري وستعقد اللجنة أولى اجتماعاتها الأول اليوم الأحد لوضع التصورات لإنقاذ الكرة البحرينية العريقة وحفظ ماء وجهها على ارض البدايات... والله من وراء القصد.
إقرأ أيضا لـ "محمد الجوكر"العدد 3697 - السبت 20 أكتوبر 2012م الموافق 04 ذي الحجة 1433هـ