نقلت تجربة الربيع العربي التي هزت بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مفاهيم سياسية لحركة سياسية جديدة انتقلت عدواها إلى خارج حدود المنطقة العربية. وهذه المفاهيم أوجدت ميادين أخرى للشباب العربي الذي بدا في رحلة بحث عن بديل ينقل أفكاره وهمومه مع أنظمته السياسية التي مازالت لا تستوعب احتياجاته ولا تأبه كثيراً لحقوقه الإنسانية بشكل عام.
وبالنظر إلى أبعاد تأثير فضاء الإنترنت وتحديداً الإنترنت على الربيع العربي فقد نقلت هذه الآثار مفاهيم حولتها اليوم إلى حركة عالمية انتشت في عواصم عالمية شتى وهو دليل على نجاح الربيع لأن مفاهيمه هي مفاهيم حركة حقوق الإنسان العالمية.
ولقد صاحب بروز هذه التأثيرات والمتغيرات الحاصلة في الشوارع العربية، نشوء ميادين أخرى لصرخات الشباب العربي مثل ميدان «توتيتر» إذ لعب دوراً كبيراً في نقل وسرد ما يحدث داخل الشوارع من أحداث وقصص وبالتالي تبدلت الصورة النمطية عن شعوب المنطقة التي كانت تعرف بأنها بلدان نفط وحروب وصراعات اثنية.
المتتبع من خارج المنطقة يجد أن الإنترنت وأدواته تحول إلى محل قلق للأنظمة الدكتاتورية التي كثير منها تحث على تفعيل قانون دولي يحد من النشاط الإلكتروني الذي أصبح يشكل تهديداً حقيقياً لها إن لم يكن الحرب الحقيقية التي تخوضها حالياً مع شعوبها التي سئمت أساليبها كما يحدث تماماً مع بلدان عربية من الخليج إلى المحيط.
من هنا لابد من الإشارة إلى أن الناشطين من أجل الديمقراطية في بعض البلدان القمعية يؤمنون الحماية لأنفسهم من المضايقات من خلال أدوات الإعلام الجديد. وهناك حالياً مبادرات لدعم حرية الإنترنت من خلال التكنولوجيا والتدريب، وتم تطوير برنامج للهاتف الجوال أطلق عليه اسم «زر الذعر» لكي يستعمله الناشطون من أجل الديمقراطية عندما يتوقعون مواجهات مع سلطات قمعية أو عندما يُلقى القبض على الناشطين، يمكنهم الضغط على زر يوجّه رسائل نصية لجعل (شركائهم) يعرفون أنهم وقعوا في ورطة.
وينظر مراقبون إلى أن بعض الأعمال القمعية لكبح المشاركين في النشاطات السلمية على الإنترنت أصبحت محل قلق، وهناك حكومات ولاسيما في المنطقة العربية مازالت تحارب كل رأي وتصرف أموالاً طائلة على ذلك ولا تصرفها في حل مشاكلها الداخلية بصورة جذرية، وترى نشاطاً محموماً معادياً للناشطين من أجل الديمقراطية عبر شبكات التواصل الاجتماعي ظنّاً من هؤلاء أن هذا الوضع يحمي واقعاً سيئاً، وفي الواقع إنه ينمّي روح الإصرار على التغيير والسير على منهجية تحقيق الحرية الغائبة والحقوق، ضمن تيار عالمي يسعى لتحقيق إرادة الشعوب... وخير شاهد «ميدان» اسمه «توتيتر».
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 3697 - السبت 20 أكتوبر 2012م الموافق 04 ذي الحجة 1433هـ
صحفية الربيع العربي
ريم خليفة هي صحفية الربيع العربي في البحرين بارك الله فيك استاذة
ميدان تويتر
تعبير جميل لان الشباب لديهم ميادين تويتر في كل مكان