من يعتقد أن الرياضيين بعيدون عن مسلسل نشر السرطان فليعد قراءة ما حدث في يوم 4 أكتوبر/تشرين الأول الجاري. فقد شهدت مباراة الرفاع الشرقي وقلالي ضمن دوري الدرجة الثانية لكرة القدم حادثة إطلاق عبوات «الغاز المسيل للدموع» مرتين في محيط ملعب نادي اتحاد الريف بالمنطقة الغربية، ليتسبب ذلك في إيقافها أكثر من 45 دقيقة في ظل المعاناة التي تكبدها لاعبو الفريقين وحكامها والجماهير... وأدّت لحالات اختناق عند بعضهم.
وكانت المباراة في طريقها لنهايتها، وتحديداً في وقتها المحتسب بدل الضائع حين تم إلقاء عبوات الغاز بصورة مفاجئة من «مصدر مجهول»! ربما من خارج البحرين، وخصوصاً مع عدم وجود مناوشات أمنية في المنطقة في تلك الفترة، ومع محاولات القائمين على المباراة لاستكمال الوقت المتبقي عبر الاتصالات مع مسئولي الاتحاد ومع الجهازين الإداري والفني لفريق قلالي الذي أصر على عدم نزول اللاعبين للملعب في ظل معاناتهم واختناق بعضهم.
وتكرّر المشهد بصورة مباغتة للمرة الثانية، وتم إلقاء عبوة غاز أخرى، وهو الأمر الذي زاد من مخاوف اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية. وبعد اتصالات متكررة من قبل المسئولين تم استئناف المباراة بنزول الفريقين إلى أرضية الملعب، مع ملاحظة دخول سبعة لاعبين فقط من قلالي بسبب عدم قدرة البقية على اللعب، مع استنفاد المدرب تغييراته القانونية! وما لبث أن أوقف الحكم المباراة بسبب سقوط لاعب آخر من قلالي بسبب «غاز مسيل الدموع» ليصل عددهم إلى 6 لاعبين.
ولذلك سادت حالةٌ من الاستياء والسخط وعدم الرضا من قبل منتسبي الفريقين والجماهير التي حضرت المباراة، كما سادت حالةٌ من الهرج والمرج بين جميع من في الملعب، وخصوصاً مع تكرار المشهد وبالصورة ذاتها، والذي يحدث للمرة الثانية على الملعب ذاته بعد حادثة مباراة مدينة عيسى والبديع والتي تمت بذات الصورة والسيناريو والإخراج.
إذن... ليس هناك أحدٌ بعيداً عمّا يصيب البلد من كوارث سامة، أدت في كثير من الحالات لظهور أعراض سرطانية في المراكز الصحية وبعض العيادات الخاصة تم التكتم عليها حتى لا تنتشر وتسبّب هلعاً بين كل السكان. كما حدث بالضبط للجنود الأميركان الذين غزوا العراق وتعرّضوا هم أنفسهم لكافة أنواع الغازات التي تسبّبها القنابل الذكية والغبية على حد سواء، حين تم قصف العراق بها لشهور عديدة وبكميات هائلة من مخزون الترسانة العسكرية الأميركية. حيث إن القادة الكبار الذين يرسلون جنودهم عبر البحار للقتال في أنحاء العالم حمايةً للمصالح الاقتصادية الأميركية لا يفكّرون كثيراً فيما يحدث للجندي والضابط بعد أن ينشر الدمار العسكري على غيره من الأمم، هل سيصيبه هو في مقتل أيضاً أم لا، سواءً كان بفعل مباشر أم بعد شهور، فيما يمكن تسميته بتبعات ما يتركه الغاز السام من آثار بيئية وصحية على الحجر والبشر والحيوان، وهذا ما ندعو إليه ونحاول توضيحه.
كما نتمنى من «جمعية البحرين لمكافحة السرطان» أن تدعو له أيضاً حفاظاً على أعضائها وعلى كل الشعب دون تمييز. فمكافحة السرطان ليس فقط بإقامة فعالية في منتزه هنا وتجمع هناك من باب رفع العتب والدعاية الإعلامية؛ بل هذا هو دور الجمعية الوطني الحقيقي اليوم تحت شعار «كافح السرطان بمنع الغازات السامة».
كما نتمنّى أن تقوم الجمعية مشكورةً، ضمن البرامج التي تنظّمها لتسليط الضوء على أهمية إجراء الفحوصات الدورية والمنتظمة للكشف عن مرض السرطان في مراحله المبكرة بسبب الغازات التي «تعجبر» هواء البلاد وتدمي قلوب العباد، لنساهم سوياً في إنقاذ حياة أهل البحرين الطيبين والأجيال القادمة بالذات.
كما ننظر أن تدعو الجمعية إلى تشكيل فرق عمل من المتطوعين من كافة الأطياف تشارك في هذا الحدث المؤلم، وتكريم المصابين بهذا المرض وتعويضهم، بعد تحديد سبب إصابتهم، لما لهذا من مردود معنوي كبير في دعم مرضى السرطان، للسبب المذكور أعلاه، ومكافحة هذا المرض بل والدعوة لتجفيف مصادره الحديثة قبل أن يقع وينتشر بين أهالينا الكرام، أو ليسوا هم كذلك؟
إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"العدد 3696 - الجمعة 19 أكتوبر 2012م الموافق 03 ذي الحجة 1433هـ
..............الاحساس
قلت من مصدر مجهول يعني ليس مسيل دومع بالقنابل دخانيه من صنع محلي كما استخدمة في ستره منذ مده لكي يتهمو الداخليه بانها تستخدم مواد كيماويه لامناوشات وعبوات غاز ترمي في ملعب ولماذا لم تبلغ النيابه بالامر ؟
راحت عليهم
مساكين راحت عليهم الرياضيين مثلهم مثل غيرهم.
راحت عليهم
مساكين راحت عليهم الرياضيين مثلهم مثل غيرهم.