تستضيف البحرين في الفترة من 20 إلى 22 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري مؤتمر «الرياضة والبيئة» لدول مجلس التعاون بالتعاون بين المجلس الأعلى للبيئة واللجنة الأولمبية البحرينية، وهو أول تعاون بين الرياضة والجهة المسئولة عن البيئة في البحرين في الوقت الذي بدأ التعاون بين برنامج الأمم المتحدة للبيئة واللجنة الأولمبية الدولية العام 1994، مما يؤكد الحاجة لمزيد من التعاون في المستقبل ومؤتمر «الرياضة والبيئة» يكون الانطلاق، وكبيئي وصحافي رياضي أطرح رؤيتي في التالي...
كل نشاط للإنسان يتسبب في تأثيرات جانبية، وليس وحده قطاع الصناعة السبب الوحيد المضر بالبيئة، وللرياضة جوانب سلبية أيضا، ولكنها لا تقارن أبدا بالقطاعات الأخرى، وقد تكون البيئة المثالية السبيل الأمثل للرياضة المثالية. عموما في قراءتي سأتطرق بشكل مباشر إلى مبدأ هام وهو كيف تستفيد البيئة من الرياضة من حيث المبادرات لا المضمون والمعنى في المصطلحين، فهما متلازمان ومكملان لبعضهما البعض في المضمون في جوانب مختلفة لا يتسع المجال للحديث عنها الآن.
احتاجت المملكة العربية السعودية في حملتها على الإرهاب والحرب ضد المخدرات إلى استغلال المرافق الرياضية للعبة كرة القدم على وجه الخصوص بوضع العبارات ذات العلاقة في اللوحة الإلكترونية وعلى جنبات الملعب، كما استفادت من الشخصيات الرياضية ذات الطابع الجماهيري لإيصال الرسائل ذات العلاقة، بالتأكيد أن الرياضة ليست الطريق لكل الناس ولكنها السبيل إلى العدد الأكبر من الناس، وهؤلاء هم الأهم لأنهم شباب المستقبل.
وعلى مستوى العالم، اختارت منظمة الأمم المتحدة لحماية الطفولة (اليونسيف) نادي برشلونة الإسباني لحمل شعار المنظمة ذات الطابع الإنساني، كما تمت الاستفادة من مشاهير الرياضية كالدولي الفرنسي ذو الأصول الجزائرية زين الدين زيدان كسفراء للنوايا الحسنة ضمن برنامج الأمم المتحدة، ومن بين هؤلاء السفراء نجم كرة القدم السعودية سابقا سامي الجابر، وعكفت بعض الشركات في أوروبا على إقامة مباريات بين نجوم الكرة في العالم لصالح الفقراء أو الأيتام أو ضحايا الكوارث، إذن فالرياضة سبيل لكل القطاعات، وكيف لا تكون السبيل للبيئة؟.
كمتخصص في مجال البيئة لدي قناعة بأنه مهما قامت الحكومات في الدول العربية على وجه الخصوص وليس البحرين فقط بسن القوانين والتشريعات والتوقيع على الاتفاقيات الدولية بما يكلفها أعباء إضافية لن يكون لذلك معنى بالمستوى الذي يؤدي للتغيير أو التأثير على الواقع إذا لم يتزامن ذلك مع برامج لتوعية الأمة لتصل لمستوى تكون فيه حريصة في الحد الأدنى على تقليل النفايات الصادرة عن المنازل من خلال فصل البلاستيك والورق والألمنيوم عن فضلات الأكل، فالبحرين ستعاني في المستقبل من مشكلة حقيقية جراء الكمية المطاردة للنفايات المنزلية وسط عدم الوعي.
في البحرين، بإمكان المجلس الأعلى للبيئة واللجنة الأولمبية البحرينية التعاون في تطبيق المبادرات البيئية، فحماية البيئة مسئولية الجميع وليست مسئولية الجهة الحكومية فقط، وكم من فعاليات رياضية تقام في البحرين لا تستغل لإيصال رسائل بيئية وغيرها، مؤتمر «الرياضة والبيئة» هو الأول على مستوى الخليج وأول بطولة للمنتخبات في كرة القدم أقيمت في البحرين مطلع السبعينيات، وأول دورة للألعاب الخليجية الشاطئية أقيمت في البحرين العام 2010 وأول دورة للألعاب الخليجية أقيمت في البحرين العام 2011، لماذا لا تكون البحرين أول بلد خليجي يستفيد من الرياضة في إنفاذ المبادرات البيئية؟.
آخر السطور
الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، الاختلاف في الرأي لا يجب أن يقسم الناس إلى معسكر يعادي المعسكر الآخر، الاختلاف في الرأي دليل على أن هناك عملا وإنجازا. الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ولا يخلق معسكرين متضادين ولا يشير لعمل أو إنجاز إذا ما كان أساسه شخصي أو فئوي أو طائفي أو عرقي. وإذا كان أساسه أيا من التصنيفات الأربعة تجد المختلف يعادي أو يستحقر أو يشوه صورة المختلف معه. وفي رياضتنا كثيرون من هذا النوع.
العدد 3695 - الخميس 18 أكتوبر 2012م الموافق 02 ذي الحجة 1433هـ
وسيلة للتوعية البيئية- الدكتور شبر ابراهيم الوداعي.
الرياضة فن له قيمته الاجتماعية ويمكن استثماره بشكل موجه والاستفادة منه في ايصال الرسالة البيئية وتحقيق اهداف استراتيجية العمل المؤسسي للتوعية البيئية حيث يمكن من خلال الانشطة الرياضية التأثير الفعلي على مرئيات صناع القرار البيئي فى منظومة البناء المؤسسي الحكومي والخاص والمجتمعي وتوسيع دائرة القطاعات المستهدفة لبرامج التوعية البيئية ويساهم ذلك بطريقة ميسرة في تعميم المعارف وثقافة العلاقة السليمة مع النظم البيئية ويمكن الجزم بان ذلك يمثل الهدف الفعلي لهذا النشاط الرياضي البيئي.
مختص وناشط بيئي.