العدد 3695 - الخميس 18 أكتوبر 2012م الموافق 02 ذي الحجة 1433هـ

«وعد» بيتٌ يجمع المخلصين

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

إن الأفكار أيها السادة لا يمكن اغتيالها أو اعتقالها، ولا يمكن هزيمتها في هذه المحكمة أو غيرها من محاكم الدولة. المحكمة الوحيدة التي يمكن أن تُحاكم فيها الأفكار هي محكمة الرأي العام، والعقوبة التي تصدرها محاكم الرأي العام هي الحكم بهزيمة الفكرة، ومن ثم اندثارها، أو الحكم بتبرئتها ومن ثم شيوعها.

إبراهيم شريف

لم يكن الخيار صعباً أمام تنظيم بقي دائماً مخلصاً لمبادئه وأفكاره، وتشرّدت كوادره في المنافي لسنوات طوال، كما لم يكن لأبناء هذا التنظيم الذين تربوا على التضحية من أجل شعبهم، أن يختاروا بين الوقوف في صف مطالب عادلة طالما ناضلوا من أجلها، وبين التخندق في صف الطائفية البغيضة، ولذلك كان أبناء جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) بمختلف طوائفهم، يقفون مع الحق الواضح ضد جميع محاولات فرض تقسيم أبناء الوطن.

لم تكن «وعد» أول جمعيةٍ سياسيةٍ يتم إشهارها في البحرين في العام 2001 فحسب، ولكن يمكن أن تكون هذه الجمعية نموذجاً فريداً، استطاع أن يتغلّب وبنجاح على خطط تشطير المجتمع البحريني، ويثبت أنه مادامت المبادئ راسخة في عقول أعضائه، فلا يمكن أبداً أن تنجح قوى التخلف في التسلل من خلال اللعب بالعواطف وإعادة روح الطائفية بين أبناء تنظيم سياسي يؤمن بالعلمانية والفكر التقدمي ويشق صفهم.

إن جمعية العمل الديمقراطي التي تعقد مؤتمرها العام السادس اليوم (الجمعة) في غياب قسري وغير مبرر تماماً لأمينها العام إبراهيم شريف، تمثل حالةً يجب على الدولة أن تشجّعها بدل أن تحاربها وتغلقها، أو تحاول غلقها أكثر من مرة، إن كانت الدولة تؤمن حقاً بإزالة الحواجز الطائفية وبناء مجتمع مدني مؤسساتي يتشارك فيه أبناء الوطن بمختلف طوائفهم، بحقوق متساوية.

إن جمعية العمل الديمقراطي، وبعكس الغالبية العظمى من التنظيمات السياسية في البحرين، لا يُعرف إن كانت أغلبية أعضائها من الطائفة الشيعية أو الطائفة السنية، كما أن قياداتها لا تعكس أو توحي بأيٍّ من ذلك، لسبب بسيط، وهو أن هذا التنظيم قد أثبت وبشكل عملي بأنه تنظيم عابر للطوائف، ولذلك يصبح من العبث الردّ على من يدّعي اختطاف «وعد» من جهةٍ معينةٍ أو تبعيتها مثلاً لولاية الفقيه.

رغم محبتي للجميع، وتعاطفي الكامل مع قضيتهم التي هي قضية حرية رأي وتعبير، أشعر بغصةٍ في القلب وألم كبير كلما تذكّرت أن إبراهيم شريف يقضي عقوبة بالسجن لخمس سنوات لا لجرمٍ ارتكبه، وإنما انتقاماً منه.

أبسط ما يمكن أن يُقال للمؤتمر العام لجمعية العمل الديمقراطي، إنكم أكدتم ثباتكم على المبادئ التي آمنتم بها، حين تساقط الكثيرون، وأقل ما يمكن أن يُقال للأمين العام للجمعية إبراهيم شريف «يا أيها الشريف.. نحن نحبك».

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3695 - الخميس 18 أكتوبر 2012م الموافق 02 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 2:26 م

      لماذا

      لماذا لا تندمج وعد و الوفاق في جمعية واحدة وهذا سيقوي جمعية الوفاق قبل وعد ولي تبعد الوفاق عنها مقولة الطائفية وانها من طيف واحد

    • زائر 11 | 4:48 ص

      نعم

      نعم أيها الشريف نحبك ولايهم من اي طائفة كنت انت حاربت الباطل ووقفت مع الحق لذلك نحبك واشتقنا لأبتسامتك الذي رسمتها لنا وفرج الله عنك وعن كل أسير يالله ( السيدة)

    • زائر 10 | 3:37 ص

      الموقف الوطني

      أن القرار والموقف الوطني لا يمكن التلاعب به ولا يمكن حرفه مهما كانت الاسباب والظروف ، كما أن التسلق الانتهازي على بريق الطائفية الخادع اعتقاداً بسد العجز أو الفقر في تحقيق الكسب والتأييد الجماهيري شيء لا أخلاقي ..أن العمل الجماهير الغير صادق والمنطلق من منهاج وأساليب قطاع الطرق لن يكتب له النجاح مهما حملت أو غلف بأقنعة وشعارات وطنية ..قضية الوطن لا تخضع لمثل هذه التكتيكات الرخيصة والفاشلة ...مع التحية ..س.د

    • زائر 9 | 2:37 ص

      إلى الزائر رقم 7

      الوعديين ليسوا شيوعيين كما تدعى لأنهم مسلمون يشهدون بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله. وتكفير الناس ليس من الاسلام.

    • زائر 8 | 2:20 ص

      وعد ساهمت في بث الوعي القانوني والدستوري

      بفضل المحامين المحترفين المهنيين مثل سامي سيادي وحافظ على ومحمد أحمد استطاعت وعد نشر الوعي القانوني والدستوري ومذلك ثبات أعضائها على مباديء العدالة ولم تأخذهم في حب وطنهم لومة لائم حيث فضلوا الوقوف إلى إلى جانب المطالب الشعبية وتحملوا ثمن ذلك وهو الاقصاء والتهميش وسجن أمينهم العام 5 سنوات لمواقفه السياسية.
      ولو أنننا في أوروبا لأمكن الاستفادة من كوادر وعد في تطوير وبناء الوطن بدلا من سجن أعضاء الجمعية.
      نعم وعد حزب سياسي بإمتياز. رحم الله عبدالرحمن النعيمي وأدخله فسيح جناته

    • زائر 7 | 1:55 ص

      صباح الخير

      ليسوا سنة ولا شيعة لإنهم شيوعيين يا أخ - فكرهم الشيوعي يوحدهم على رفض الدين والمذهب .

    • زائر 6 | 1:49 ص

      مشاخيل

      شكرا لهذا القلم الحر النزيه , والذي يعبر عن الروح الوطنية ويدعو دائما للوحدة ونبذ الخلافات والانقسامات بين أبناء الوطن الواحدمن أجل خير وتقدم بحريننا الغالية .

    • زائر 5 | 1:45 ص

      جواب على زائر 3

      لا نحن في البحرين نحن شعب نتطلع للحرية والمساواة والعدالة والاصلاح السياسي وهذه من بنود المثياق الوطن يالبيب .

    • زائر 4 | 1:08 ص

      ابراهيم شريف الشريف

      ابراهيم شريف والنعيمي والشملان وغيرهم من المناضلين الاشراف يعج بهم الوطن ليبرهم ان الحراك ليش طائفيا والمطالب ليست من اجل طائفة معينة وانما هي من اجل الوطن كل الوطن وسوف يتمتع بها السني قبل الشيعي وهاهو البرلمان الحالي على كساحته واعاقته من بداخله جميع فئات المجتمع وان كان بعض هؤلاء الاعضاء يتنكر لمن كان السبب في حصوله على مثل هذه الوظيفة بدمه وجهاده

    • زائر 2 | 12:48 ص

      لم يستطع التمييز العنصري الولوغ الى وعد

      لو استطاعت السلطة ان تخترق جمعية وعد لما توانت لحظة واحدة لكي تحولها كما حوّلت وقسمت كل الوطن الى طوائف واعراق تشطّرها لكي تسيطر عليها
      وتبث فيها روح النزاع الطائفي والبعض بسبب قلة الوعي ينساق لما تروج له الحكومة من تقسيم وتأزيم ولا يدري انه لا يعدو ان يكون مطية وكارت لعبة يتخلص منها يوم تنتهي صلاحيتها.
      وعد وغيرها من الجمعيات تعكس خليط المجتمع البحريني المتجانس عكس ما يروّج له البعض من ان الصراع طائفيا وهذا الترويج فشل وسوف تنكشف باقي الامور بوضوح في الايام القادمة

    • زائر 1 | 10:42 م

      عندما

      عندما ينادي احد باسقاط النظام فقد ارتكب جرما...

    • زائر 3 زائر 1 | 1:08 ص

      لا هذه ليست كوبا

      هل نحن في كوبا مثلآ..

اقرأ ايضاً