العدد 2478 - الجمعة 19 يونيو 2009م الموافق 25 جمادى الآخرة 1430هـ

حياة لا ترى الحياة

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أمام الناس نحاول أن نظهر بالمظهر اللائق، ونحاول أن نبرز دائما صفاتنا الجميلة، ونلبس في كثير من الأحيان ثوبا ناصع البياض، وحتى داخل بيوتنا وأمام زوجاتنا أو أزواجنا نحاول قدر المستطاع مداراة الأخطاء، ونسعى دوما نحو الكمال.

ولكن هناك من بيننا بعض الناس، الذين يعيشون حياة لا ترى الحياة، بمعنى حياة أخرى وفي ظروف أخرى، تجعلهم يستمتعون بحياتهم في السر، وبعيدا عن أيدي المجتمع المنتقدة في كل الأحيان.

إن هذه الحياة لا ترى الحياة الأخرى، ويحاول الشخص الذي يعيشها أن يبعدها عن حياته الرئيسية، حتى لا تذهب لذّته فيما يقوم به، ولا تتدخّل أصابع النقد فتخرّب هذه الحياة التي أوجدها لسعادته، وإن كانت على خطأ ولا يقبلها المجتمع.

وقد لا تكون بالضرورة خطأ فادحا، ولكن مداراة لمشاعر من يحبّهم، تجده يتكتّم وبطريقة شديدة جدّا على هذه الحياة التي لا ترى النور، فهو بالتالي بشر ولا يريد أن يخسر، بل يريد أن يحتوي الحياتين.

فعلى سبيل المثال، تجد ذلك الشخص الوقور والمسئول الكبير في الدولة، يجتهد ويساعد ويقدّم لأهل بلده الكثير والكثير، وما إن تأتي عطلة نهاية الأسبوع، حتى تجده يذهب إلى الحياة الأخرى التي لا يعرف عنها أي قريب أو رفيق.

وستجده يأوي إلى نوع معيّن من السهرات، ويستلذ بملامسة أجساد الفتيات، ويشرب الخمر كأسا وراء كأس، ولا يرتاح حتى يرقص وينتعش، وإن رأيته فإنّك بالتأكيد ستجهله، فهو ليس الشخص الذي تعرفه في الحياة الأولى.

شخص آخر يعيش حياة مستقرّة مع أسرته، ولكنّه في كل ليلة يذهب ويزور زوجته بالسر، نعم الزوجة الأخرى التي تعيش في الحياة الأخرى، والتي تقاسي الأمرّين لأنّها في الخفاء.

هذه الزوجة التي قبلت أن تكون سرّا، بسبب حبّها المتفاني لإسعاد هذا الرجل، الذي لم يعلن زواجه حتى لا تتحطّم أسرته التي بناها سنين طويلة، فتجده يعاني ويقاسي الظروف الصعبة لملاقات الزوجة الحبيبة، التي تفهمه وتشبع رغباته، وتؤدي احتياجاته، ولكن بالسر!

وإننا هنا لو بحثنا في أنفسنا، فإننا حتما سنجد شيئا نقوم به في السر، وإن اختلفت الظروف أو اختلف الموقف، أو اختلفنا على مدى الصحّة والخطأ، إذ إننا في نهاية المطاف بشر نخطئ ونصيب.

ولسنا هنا حكّاما على أداء الناس، ولكننا نتمنى منهم قراءة السطور جيدا وفهم ثناياها، فليست الحياة الأخرى أفلاطونية أو كاملة، وتقودنا النتيجة إلى أنّه ليس هناك أنسان كامل في القول والفعل، ولكن الدين النصيحة، وكل مسلم يحتاج في كل الأوقات إلى من يناصحه، ومن يعيد إليه صوابه، وإن كان بطريقة غير مباشرة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2478 - الجمعة 19 يونيو 2009م الموافق 25 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:45 ص

      ظلم ما بعده ظلم

      بعض الأزواج يا أختي الفاضلة يتكبرون على القيم والمبادئ.. ماذا تريدين من زوج لايعلم عن قرآن ولا سنة ولا آخرة , همهه فقط شهوته الجنسية ( إن موعدهم القبر , أليس القبر بقريب ) فعندها سيمر بهم الظلم الذي ألحقوه بهذه المرأة المسكينة .. أدخلوها في متاهات الجنس واللعب المحرم , تأملي فقط ماذا يفعلون بالمرأة في عروض الأزياء (وزن الريشة ), وفي الإعلانات التجارية الرخيصة وغيرها الكثير
      للعلم , الكاتب رجل . أشكرك يا أختي في الله

اقرأ ايضاً