العدد 3694 - الأربعاء 17 أكتوبر 2012م الموافق 01 ذي الحجة 1433هـ

أتغضب أن يقال أبوك عفٌّ؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من المتناقضات التي تنضح بها بعض الجهات الإعلامية المتعصبة، تبنيها لسياسة تشويه صورة المواطن البحريني، لمنافع شخصية بحتة أو لحسابات فئوية قميئة.

لن تجد في أية صحافةٍ خليجيةٍ أو عربيةٍ، مثل هذا النهج الإعلامي الغريب. فلن تجد كاتباً عربياً محترماً يكتب عشرات المقالات سنوياً، يتهم فيها نصف شعبه بالسير وفق أجندات خارجية. ولن تجد رئيس تحرير محترماً يتهم الأحزاب الوطنية والقوى السياسية الرئيسية في البلاد بالعمالة للخارج. أما إذا حدث ذلك في بلدٍ فاعلم أن هناك خللاً كبيراً في المنظومة الفكرية والعقلية والإعلامية.

في الحالة البحرينية، دأبنا على الافتخار بما حققناه من إنجازات وأرقام في المجال الصحي منذ سنوات طويلة. وراكمنا خبرةً بشريةً شهد لها الكثيرون، وكان ذلك خير استثمارٍ في رأسمالنا البشري. وقبل سنواتٍ طُرحت كثيراً فكرة السياحة العلاجية، باعتبارها باباً جديداً لتنويع مصادر الدخل، ولم يكن ذلك ممكناً لولا ما اكتسبته الكوادر الطبية البحرينية من ثقةٍ في محيطنا الخليجي.

بعد فبراير/ شباط 2011، تعرّض جزءٌ حيوي من هذا الكادر إلى حملة تشويه ممنهجة، من باب الانتقام السياسي، وفرضت هذه القضية نفسها على الإعلام في عواصم الدول الكبرى، وعلى المنظمات الحقوقية والطبية العالمية، وحظيت بتعاطفٍ إنساني واسع. أما في الداخل، فكتبت مئات المقالات ضمن حملة تحريض وتشويه غير أخلاقية، انتهت ببعضهم إلى السجن، فيما لايزال آخرون ينتظرون.

قطاعات أخرى أصابها الشرر، رياضيون ولاعبو منتخبات وطنية لوحقوا وسجنوا. فنانون وإعلاميون معروفون بعطائهم على مستوى الخليج فُصلوا. أكاديميون وأساتذة جامعات فُصلوا ولوحقوا، وأعيد بعضهم لأعمالهم بصعوبة، وكانت تهمة بعضهم إعادة إرسال «إيميل». كل ذلك ضمن حملة مكارثية طالت ستة آلاف مواطن، على يد لجان تحقيق ستبقى ذكرياتها الكالحة عالقةًً بالذاكرة الجمعية لعشرات الآلاف من الضحايا والأسر لأمد طويل.

الأسوأ من ذلك كله، هذه الحملة الممنهجة لتشويه سمعة الإنسان البحريني، وتحويله إلى شيطان رجيم. هذا الإنسان الذي اشتهر بطيبته وسماحته وانفتاحه على مستوى الإقليم، هناك جهاتٌ مدفوعة الأجر تسعى اليوم بكل ما أوتيت من قوة، لترويج صورةٍ نمطيةٍ للبحريني العنيف. ما هي مصلحتكم من بثّ هذه النظرية العنصرية؟

قبل أيام، نُشرت نتائج استطلاع موّله أحد البنوك الأجنبية، عن العمالة الوافدة والجاليات في دول العالم، واحتلت البحرين المرتبة الأولى كـ «أفضل دولة حميمية مفضّلة للأجانب»، خصوصاً من مرتبة المدراء والتنفيذيين. النتائج لم تفاجئنا، فهي تتطابق تماماً مع الواقع الاجتماعي الذي نعرفه في بلادنا، لكن المفاجأة أنه أثار حنق بعض الجهات التي تعتبر البحريني مخلوقاً سيئاً.

الاستطلاع شمل أكثر من 3 آلاف وافد أجنبي، وأجري بين شهري فبراير وأبريل/ نيسان الماضيين، وهي فترةٌ كتبت فيها مئات المقالات التي أمعنت في ذم أبرز الكوادر البحرينية الناشطة، أطباء أو معلمين أو نقابيين ومحامين وحقوقيين وفنانين أو رجال دين. وأحد محاور الاستطلاع تعلقت بمدى استقرار الأجانب وأسرهم في بلد جديد، وتقدّمت البحرين هذا العام على كندا التي احتلت المرتبة الأولى في استطلاع مماثل العام الماضي.

لم نكن بحاجةٍ إلى شهادة «حسن سيرة وسلوك» إضافية للشعب البحريني، فهذا هو معدنه ومنبته، ولكن لماذا يتشبث البعض بتلابيب العصبية الجاهلية، ويرفض أن يُقال أبوه عَفٌّ...؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3694 - الأربعاء 17 أكتوبر 2012م الموافق 01 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 32 | 2:35 م

      والله يا كاتب التعليق انك أستاذ

      زائر 21 والله انك جبتها في الصميم وللحق من الطائفتين ونحنُ مازلنا نعتبرة مقصب و هم الان يسمونهم ملائكة الرحمة يا مغير الاحوال

    • زائر 31 | 7:21 ص

      ما قاتلناك بغضاً فيك بل بغضا في أبيك

      هذه المقولة تنطبق على واقعنا المر ، الان ، وستبقى راسخة في الاذهان .

    • زائر 30 | 7:16 ص

      خرم ابره

      كم من قارأن لاقرأن ولقرأن يلعنه

    • زائر 28 | 4:51 ص

      albeem

      الله يساعد قلبك يا سيد

    • زائر 27 | 4:32 ص

      بسم الله الرحمن الرحيم

      {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ. لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ. وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ. وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ. وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ. لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} صدق الله العظيم

    • زائر 26 | 4:25 ص

      التشهير سيضر الجميع لن يضر طائفة دون أخرى

      هذا التشهير والإعلام المضاد لا يضر فئة واحدة كما يعتقدون أصحاب التشهير وهذا مثل واحد: إلى حد الان والحمد لله عادةً عندما تسافر إلى بلد اخر لا احد يسألك عن مذهبك في ذلك البلد وإنما بعض الذين في قلوبهم غل على الطائفة المقصودة يحاول ان يتصيد . احد إخوانا من الطائفة الاخرى المرضي عنها سافر إلى بلد خليجي وما ان دخل حدود تلك البلد تم إرجاعه حالاً لان اسمه وشكله مشابه لأسماء الطائفة المغضوب عليها .. تصوروا!!!

    • زائر 25 | 3:54 ص

      اذا انشئت و مولت لاهداف غير انسانية

      فهؤلاء يعبدون الدنيا و الدينا

    • زائر 24 | 3:53 ص

      هم مستمرين وانتم لهم بالمرصاد

      رحمك الله ياجدي كان دائما يقول نحن في زمن (دينهم دينارهم ....قبلتهم نسائهم)، هؤلاء الكتاب المتمصلحين والمقتاتين على رقاب عباد الله سقطت أوراقهم ونسوا ربهم وتجاهلوا يوم حسابهم وفقدوا احترامهم بين البشر فما بقي لهم الا الرشاوى والاموال والفلل والعقارات ولا هم لهم الا زيادة الاصفار في ارصدتهم، كلما زاد صفر زاد كيل الشتائم والتخوين......

    • زائر 22 | 3:10 ص

      المال

      المال ساحر لضعاف النفوس

    • زائر 21 | 3:02 ص

      السلمانيه كنتوا تسمونه المقصب ... الحين صرتوا تصيحون على مستواه العالمي

      قبل الأزمة والفوضى في البلد ما كاد يمر يوم أو يومين إلا وتسمع عن خلل طبي أو هوشه مع طبيب وما شابه الحين صارت الاستمامته في الدفاع عن قصاصيب السلمانيه ..... خوش شي

    • زائر 19 | 2:46 ص

      ساكن قرية

      انا لست بحريني ولست اجنبي بل من اهل الجزيره العربيه وينتابني غضب كبير عند تسميتي بالاجنبي في بلدي الثاني
      بكل صراحه شعب البحرين شعب طيب وكريم ومتعايش سنته وشيعته خاصة اهل القرى حيث اني سكنت سبع سنوات في قريه اهلها طيبين واصبحت واحد منهم لايفرقون بيني وبين احد منهم
      لكن هناك عيب واحد تعيير الوافدين وتسميتهم باسماء غريبه وهذا يتنافا مع اخلاق اهل البحرين المشهود لهم

    • زائر 23 زائر 19 | 3:37 ص

      الزائر الاخير

      حقك علينا، بس يالحبيب هذه عادة سيئة قديمة تستخدم حتى بين المناطق والقرى نفسها، وحتى داخل القرية الواحدة، وماذا عشت هذه الفترة الطويلة فلاشك انك تدرك هذه الحقيقة، ومنك نلتمس العذر، ولك كل الحشيمة والمحبة.

    • زائر 18 | 2:22 ص

      الشعب الطيب

      في هذا الأُسبوع صليت في أحد المساجد في النويدرات التي هدمتتتتتت في حفلة الزار واللتي بنيت بسواعد الأهالي الكرماء رأيت العديد من السنة الاجانب يصلون معانا في المسجد ويلا قون كل إحترام وهذا الشيء يومياً

    • زائر 17 | 2:11 ص

      لنا الله

      سيدنا العزيز شكرا لكتاباتك التي تمس جرحنا ونقول لهم المظلوم ينظر اليه الله من عالي سماه ودعوتنا ليس بينها وبين الله حجاب

    • زائر 14 | 1:22 ص

      شعب عربي أصيل

      فعلاً.... وكما قال الشاعر: أتغضب أن يقال أبوك عفٌّ... وتفرح أن يقال أبوك زاني؟ هذه أعجب العجائب وأغرب الغرائب. الله يحفظ هذا الشعب العربي الأصيل.

    • زائر 13 | 1:16 ص

      هؤلاء هم

      هؤلاء هم عبيد الدنيا ليس الديهم أذمه ولاضمير يكتب على عدد الدنانير التي ينالها والعبره في النهايه والنهايه الحق سينتصر

    • زائر 12 | 1:09 ص

      لا تعجب منهم

      وماذا تريد أن يكتبوا إذا لم يستميتوا في قتل السمة البحرينية الأصيلة؟ بماذا تريدهم أن يحشوا صحفهم وأعمدتها ؟ هل تريد أن يكتبوا إن المواطن البحريني أحق من غيره في خيرات بلده ، أم تريدهم أن يطالبوا بتعديل وضعه المعيشي والإنساني، أم تريدهم أن يكتبوا عن الحفاظ على اللحمة الوطنية بين أفراد المجتمع ، إذا كان ذلك فإنكم تطلبون المستحيل والصعب على قلوبهم التي امتلئت غلا وحقدا ، هم يصابون بالدهشة عندما يرون الغريب والوافد يقف بجانب المواطن وهم شركاء الوطن يقفون ضد هذا المواطن وتخوينه ووصفه بأبشع النعوت.

    • زائر 9 | 12:35 ص

      هذا اللي بط البرمة

      هذا الشعب منذ سنين وهو يعيش الغربة في وطنه وهو يرى الخيرات يتلاعب بها ذات اليمين وذات الشمال وعيناه تبصبص لها بحسرة ولا يرمى له الا بالفتات وحتى الموظفين الذين حصلوا على بعض المناصب بجهودهم المنقطعة هؤلاء لا يعطون كما يعطى الاجنبي هناك فرق كبير وشاسع فيما يتمتع به الأجانب.
      الخص لكم تجربتي على مدى اكثر من 3 عقود وانا اكدح بكل جد ومثابرة وانجز كل مهمة توكل لي أفضل من اي اجنبي ولكن كل الاجانب الذين عملت معهم وضعهم افضل مني بكثير ولا مقارنة الكثير الكثر من امثالي عانوا ويعانون من نفس المشكلة

    • زائر 8 | 12:33 ص

      واقع مؤلم

      فعلا الأزمة أظهرت مستوى هابط للاعلام الرسمي وكتاب أعمدة يحدد لهم الموضوع من قبل ...... فلا يترددون لحظة في توظيف جميع مصطلحات الشتائم التي في مخزونهم اللفظي في القذف والسب والتخوين لابناء هذا الوطن الأصيلين والتمجيد والتعظيم والعبودية لمن يمولهم فبئس ما يشترون لأنفسهم

    • زائر 7 | 12:29 ص

      أتغضب؟

      نحن نعرف أن الأجانب خصوصاً الآسيويين يفضلون البحرين على جميع الدول المحيطة، لشعورهم واقتناعهم أن المواطن البحريني أكثر انسانية في التعامل، وأكثر طيبة وأكثر مودة وتواضعاً، اسأل خادمات المنازل، اسأل الباعة، اسأل عمال البناء، ورغم ذلك يصر الإعلام على أساطير ما أنزل الله بها من سطلان فقط ليشوه صورة الحركة المطلبية، ويشوه شريكه في الوطن.

    • زائر 6 | 12:28 ص

      مقال رائع

      لا فض فوك يا استاد....شعب اصيل لم يطالب سوى بالعدالة فيتم اطلاق الدئاب لتفترسه

    • زائر 5 | 12:10 ص

      تلك هى الصحف الصفراء المأجوره

      لا تعجب يا سيد من هذا الامر،فالامر جدا طبيعى فالدرهم والدينار والمنصب يفعل فعلته ويقلب الحق باطلا والباطل حقا فبئس ما يكتبون ،هل نسيت ياسيدنا مسيلمة الكذاب فى برنامج العبو والربو حين اتته الهدايا وهو على الهواء مباشرة من اجل تشويه صورة المواطن البحرينى الطيب ،فانت تعلم بالمثل القائل وكل اناء باللذى فيه ينضخ.
      لا تقلق فليس على المواطن البحرينى اى حرج فالقاصى والدانى يعلم باخلاقه ويسيد بها.

    • زائر 4 | 12:09 ص

      سيواصلون في كتابة اكثر من ذلك ؟؟

      سيواصلون كتابة اكثر من ذلك ما دام حنفية المال تتدفق لهم وموعودون بيوت إسكانية غير البيوت الإسكانية العادية كما صرحت احدى ما تسمى بوزيرة يعني الكلام موجه لهؤلاء البشر الذين خلوا من إنسانيتهم بمواصلة السب والشتم وتخوين الاخرين ، وسيصبح شعارهم ( نطالب نطالب نطالب ببيوت إسكان )

    • زائر 3 | 11:10 م

      مقال جدا رائع

      هذا جزاء المواطن الشريف الفصل والملاحقة
      والسجن
      أعلام مؤجور لا يرحم ومسيس
      بدل ما يكرموا يفعل بهم هذا
      الله ينتقم من الظالم

    • زائر 2 | 11:02 م

      مقهور

      كتاب وصحفيون مخابرات شنو تبيهم يقولون ويستلمون فلوس بالهبل علشان يوقفون ضد المطالب الشعبية للمواطنين ونحن نقول سنحاسبهم ولن نسكت عنهم والناس لن تنسى ونعرفهم واحد واحد بالاسم

اقرأ ايضاً