غريب وعجيب الأداء الذي ظهر عليه منتخبنا الوطني لكرة القدم في مباراتيه الوديتين أمام الفلبين (صفر-صفر) والإمارات (6-2 لصالح الأبيض) في الفترة الماضية، ومن شاهد المباراتين لن يقول بأن هذا هو المنتخب لأن مستواه كان يوحي بأنه يلعب مناورة في إحدى الحصص التدريبية بعيدة كل البعد عن التكتيك وكأنها تلعب عن «الملل».

أمور كثيرة غابت عن الأحمر، الروح، الأداء، القتالية، التكتيك، اللمسات، بغض النظر أنها مباراة ودية لأنها تبقى رسمية، فإذا غابت جميع هذه الأمور وأكثر كيف سيستفيد المنتخب من هذه التجارب!

لا أتفق إطلاقاً مع مدرب المنتخب بيتر تايلور بتجرية لاعبين في الوقت الحاضر، لأن المنتخب مقبل على بطولة قريبة جداً متمثلة في غرب آسيا التي ستقام في الكويت ديسمبر المقبل وبطولة أهم وهي كأس الخليج يناير المقبل في البحرين، فالمفترض أن تايلور لديه دراية كاملة باللاعبين سواء الموجودين في المنتخب أو الأندية لأنه يتابع باستمرار الدوري المحلي سواء الدرجة الأولى أو الثانية.

ليست هذه المصيبة فقط، بل ان المدرب قام بتجربة لاعبين في مراكز مغايرة عن مراكزهم، وكان ذلك واضح في المباراة الأولى أمام الفلبين التي يمكنني أن أشبهها بسباق «السلاحف» من جانب لاعبي الأحمر، فالمسئولية لا تأتي فقط على بيتر تايلور بل حتى اللاعبين، لأن المنتخب لعب الشوط الأول بتشكيلة شبه أساسية بتواجد كوكبة من اللاعبين أصحاب الخبرة الذين لم يقدموا (ربع) مستواهم.

مصائب الأحمر تعددت في الفترة الماضية، ووصل بنا الحال إلى أن نقول بأن الاستمرار بهذا المستوى «الباهت والغريب» سيجعلنا أضحوكة للجميع، لأن المنتخب متراجع بشدة ليس فقط في الوديتين السابقتين بل حتى في مشاركته الرسمية الأخيرة في البطولة العربية التي شهدت سقوطه التاريخي أمام المنتخب اليمني الشقيق، والاستمرار على الوضع الحالي سيزيد المصائب وربما يصلنا إلى طريق لا نحمد عقباه.

أعود لصلب الموضوع، إن ظهور منتخبنا الوطني بهذا المستوى الباهت في لقائه الأخير أمام الإمارات زاد من مصائبه، فلم تكن النتيجة قاسية على الجميع فقط، بل كان المستوى أيضاً، وبغض النظر عن النتيجة فإن المنتخب بحاجة إلى مستوى على أقل تقدير لأن المباريات الودية يستغلها الطاقم الفني لكسب الخطوط العريضة من الناحية الفنية، فهل استفاد تايلور من الوديتين وخصوصاً الأخيرة أمام الأبيض الإماراتي!

أخيراً... سبق أن طالبت بلجنة منتخبات تضم فنيين لتقييم الجهاز الفني بالمنتخب، وتكون لها صلاحية كاملة بمناقشة جميع المباريات مع المدرب ومعاونيه، وأتمنى من رئيس اللجنة الشيخ علي بن خليفة أن يضع النقاط على الحروف بتكوين هذه اللجنة التي أصبحت شبه غائبه عن اتحاد الكرة على رغم ضرورة تواجدها.