لكل شيء مقادير؛ بدءاً بالطبخ، مروراً بالأسلحة، والمؤامرات وليس انتهاء بالسياسات. المقادير لا تحضّر إلا لمباشرة فعل. في حياتنا العامة لا نحتاج إلى أن نحضّر لتحية من سنلتقي وطريقة عناقه مادمنا في حدود تعاطينا الطبيعي والفطري مع الموقف. في الحياة أيضاً لا نحتاج إلى مقادير كي نكتشف أن الصلف والعنجهية والغرور هو المذموم والطارئ على طبيعة الإنسان.
في احتقان بعض الأنظمة وجنونها المنفلت من العقال يتم تحضير مقادير لا يعجز فكر بسيط عن اكتشاف رداءتها وتجاوزها في هذا الوقت لأبسط القيم والأخلاق التي تأنف عنها البهائم وإن تعاملت مع الشاذ منها خضوعاً للغريزة، عنوانها العريض والماثل.
إذا أردتَ أن تفبْرك خروجاً ما ولو كان في البيت أو العمل أو النادي أو في سفر، إليك الآتي: ملامح هذا الشخص ضارّة بالبيئة وخادشة للحياء. جاء من طريق التهريب إلى هذا الكوكب. في ابتسامته خناجر - بحسب تعبير وليم شكسبير - والوردة التي يحملها عبارة عن راجمة صواريخ مموّهة ولو كانت الكاميرات ووسائل التقنية حاضرة بهيْبة لها حساباتها لدى الآخرين ولو تم التعامل معها باعتبارها أدوات لتصدير الفتن وتعميمها! أسنانه البيضاء عبارة عن مسحوق مادة «الانثراكس» السامّة. وإذا بادرك بالسلام فلتذهب غريزتك إلى أنه يتوارى وراء تقية؛ فالتقية اليوم يُراد لها أن تبدأ بالعقيدة ولا تتوقف عند اختيارك لنوع إطار السيارة الاحتياط؛ وحتى اختيار شكل وطول أنْفك!
قبل أن تُقرَّ تعاليمك/ وصْفتك، عليك أن تكون مؤهّلاً وقلبك أشدّ قسوة من الحديد في حق أو باطل؛ من دون ذلك لن يُكتب لوصفتك أدنى نجاح. ادفع بالتي هي أحسن أو خلاف ذلك لمن يعاني من فشل وحقد وتربُّص وانتهاز فرص وطموح في حرْق المراحل كي يكون لك عيْناً ولو كان كفيفاً؛ وسمعاً ولو كان يعاني أدنى وأخطر أنواع الصمم؛ ويدك التي تبطش بها ولو كان يعاني من شلل نصفي أو كليّ، لا فرق، وعقلك الذي يفكّر بالنيابة عنك في التآمر والاستهداف، ولو كان أدنى بهائم الله في مراعيها وغفلتها أكثر ذكاء وفطنة منه؛ مادامت «حنفّيّة» الدفع تصبُّ وتتوهّم أنها لن تجفّ ولو جفّت ففي نهاية المطاف لم يكن مصدرها شقاء تحت شمس أغسطس، ولم يتم السهر في الطريق إلى جمعها وتحصيلها.
في وصفات الرعب من التحوُّلات والتغيُّرات التي هي سنّة الله في خلقه وكونه؛ ولا يجد فيها المرعوبون إلا استهدافاً لحق أصيل لهم! حق هيمنة في غفلة ثبّتتْ المهتزّ وأقامت المائل وكرّست واقعاً على كل من هو في حضرته الامتثال إليه، والإذعان إلى شروطه. في ظل كل ذلك تنشط الوصفات والطبخات. وصفات وطبخات بحافز التوصيل، وهذه المرة لن تكون بالمجّان. في الطبخات والوصفات لكل شيء ثمن. للإعلامي ثمنه، وللدجّال ثمنه، وللسمسار ثمنه، ولموهوب العلاقات العامة ثمنه، وللمفلس الذي يبحث عن فرَج وتخلّص من المطاردات والمطالبات ثمنه، والذي سجلّه الأخلاقي والأمني أسود من الليل الألْيَل له ثمنه، وللداعر ثمنه، وللوصولي ثمنه، وللانتهازي ثمنه، وللواشي ثمنه، وللبائع بالجملة والمفرق ثمنه، والذي لا يعرف الحكاية من بدايتها إلى نهايتها ويريد أن يعتاش، هو الآخر له ثمنه! كل تلك الجيوش تحتاج إلى من يعلفها ويخرجها من وُرَطِها، وثمن ذلك أن تكون جزءاً من طاقم الوصفات والطبخات!
المؤامرات والطبخات ليست وليدة اليوم. إنها مذ اكتشف الإنسان أن شبيهاً له ومن ذات جنسه يشاركه الحيّز على الأرض، يوم كان البشر أفراداً يتوزّعون على كوكب عملاق مقارنة بندرة البشر. في بكْر الزمن كانت النزعة تلك في أول ولادتها ولا يمكن بعد ملايين السنين أن نصحو على زوالها وانتهائها في مثالية متوهمة! لا أحد يذهب ذلك المذهب؛ لكنَّ الوصفات والطبخات كانت أول مواهب الإنسان للحفاظ على ما امتلكه وسيطر عليه وهيمن. اليوم بات هذا القانون (العبث) الذي تولّد وترسّخ في الوعي المريض لإنسان أكثر مرضاً، ضرباً من جرّ الإنسان إلى حيوانيته الأولى وإلى بدائيته بعد ملايين من السنين هذه المرة أيضاً من الصراع والكفاح والمجالدة انحيازاً لأبسط الحقوق وتشبّثاً بها مهما كانت الكُلَف ومهما جُيّش الذين يسهمون في استئناف حال البدائية تلك من موهوبي الوصفات والطبخات.
نعلم ويعلم كثيرون أن الكمائن في هذا الزمن لا حصر لها من مقاولين رئيسيين إلى مقاولين من الباطن؛ لكن في النهاية جلُّ تلك الكمائن ترتد على من زرعها وتنكّب طرق وأساليب مواراتها؛ فالثابت والمُعاش والشاهد عبر عشرات القرون من الختل والخديعة والافتراء وطرح مناقصات شراء الضمائر والذمم، أن كمين الحق مكين، وهو بالمناسبة كمينٌ لا يحتاج إلى تلك القائمة الطويلة من استنزاف الموازنات وأموال الأمّة لشراء مواقف واصطفافات، ولا يحتاج إلى إحياء نزعات ترجع الإنسان إلى بهيميته وبدائيته. تحتاج وتتمترس وراء أخلاق لا يمكن في نهاية المطاف أن تخذلها إن عاجلاً أو آجلاً.
ثمة من يذهب بفطرته وأخلاقه وقيمه منحازاً إلى ما يعمر حياة الإنسان وإن كانت ضريبة مثل ذلك الموقف قصف حياة واستلابها؛ من دون أن تضطرب غدد فيه لتأخر مكافأة أو عدمها؛ إذ ثمة من يستنشق المكافأة قبل أن يوكل إليه دور. ثمة من تنعدم فيه تلك الفطرة وتضمحّل وتتآكل وتذوي تلك الأخلاق والقيم انحيازاً إلى المؤقت والحطام.
أعلم أن في الإسهاب مللاً؛ لكن ما هو أكثر منه أن ترى الحياة بعد كل هذا التطاول في عُمرانها والتيسير في أدوات المعاش تأخذ بالإنسان فترجّه رجّاً ارتداداً به إلى وادٍ سحيق من عدم القيمة وصفر الشأن. ولن يحدث ذلك بالذين يكيدون للسَويّ منه؛ تعويضاً وتوهّم حجب لمثالب وطعون لو تكالب أهل الأرض جميعاً على أن يستروها لما تحقق لهم الأدنى واليسير من ذلك.
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 3694 - الأربعاء 17 أكتوبر 2012م الموافق 01 ذي الحجة 1433هـ
ما اقسى الظالم على نفسه
في هذا المصائب التى نراها تصب علينا ، ترى هناك تسأل بسيط في طرحه لكنه يحتاج الى مجلدات وبحوث لسبر غوره . التساؤل هو : الا يشفق المتزلف على نفسه امام الله فهو ظالم لنفسه قبل ان يتمتد ظلمه لغيره .
المكر والمكائد
لو تعلم ما يحاك لنا كموظفين في اماكن أعمالنا وما يلقى علينا من همزات ولمزات لشاب لها راس الولدان رغم اننا ليس لنا علاقة بالسياسة ولم يبدر منا اي كلمة او نقد لأي شخص
الا انه مرض النفوس حسبنا الله ونعم الوكيل
الملامح واضحه
لكل انسان ملامح خير او شر ونفسية الانسان معقده الا ما رحم ربي ونرى في هالزمن بشر لا يحترم الانسان مثله كانه من سلاله غير البشر ودمه ازرق يريد ان ياخذ وياخذ دون عطاء.
اللهم يا كافي
الكمائن جعلت من زملاء تربطهم علاقة اكثر من جيدة لان يمكروا ويحفروا ويرتبوا لهم مذكرات اعتقال وتوصيات بالتعذيب دون أي ذنب عدا عن أن درجاتهم الوظيفية عالية وهم من طائفة يجب أن تبقى أقل شأنا من شركائهم في الوطن ابقاءا لهذا القانون المجحف فقط وفقط
حسبنا الله لا اله الا الله عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم