ما عسانا نقول عن انتخابات الاتحادات الوطنية التي عقدت والتي تستكمل لعدة أيام أيضا في الاتحادات المتبقية، وذلك بعدما ظهرت جميعها بشكل مشلول تماما، وكأنها منعت من الكلام أو أطبق على أفواهها، أهكذا تكون الانتخابات؟
هل تعتقد الجمعية العمومية المتمثلة في الأندية الوطنية أن كل شيء في شئون الاتحادات يسير في الاتجاه الصحيح دونما شوائب، هل ترى كل الأندية أن الاتحادات التي حضرت جمعيتها قد حققت المطلوب منها في السنوات الماضية من الإنجازات مثلا أو على أقل تقدير حققت أرباحا معنوية ومادية للمنتخبات الوطنية أو حتى على المستوى المحلي في مسابقاتها العامة؟ بمعنى آخر، هل يعتقد الحضور من مندوبي الأندية أن المخطئ سيبوح بأخطائه من دون أن يطلب منه؟ أو هل يا ترى منعت اللجنة المنظمة لعملية الانتخابات الأندية من الأسئلة، وكأنها راضية بما حققته هذه الاتحادات؟
لقد ظهرت الأندية بشكل مثير للشفقة، فكشفت الانتخابات عن قصر نظر لديها ولدى من ينوب عنها، فما هكذا تكون عملية الانتخاب، ولا هكذا تطرح التقارير الأدبية والمالية من دون أن يدقق في كل شاردة وواردة، ففي الغالب أن الأندية تكون طوال الموسم هي المزمار الذي يردد الأخطاء التي يقع فيها الاتحاد، وحين نصل للوقت الحاسم للمناقشة وطرح المشكلات والملاحظات يطبق الهدوء على المكان، فأين الجمعيات العمومية من دورها الرئيسي؟
لماذا تريد هذه الأندية التخلي عن أحد حقوقها وفقا لما هو موجود في مواد النظام الأساسي للاتحادات، فمن حقها الشرعي والدستوري أن تقف في وجه كل الأمور واعتماد التقارير بعد نقاش صريح ومن كل الجوانب، فما حصل هو انتخابات تجرى في وقت قياسي لم يستمر في غالبية الاتحادات سوى 40 دقيقة بالتمام والكمال، فالمطلوب هو أن تقف الجمعية العمومية وقفة شاملة وناظرة لكل الجوانب الأدبية والمالية الموجودة في التقارير التي تقدمها المجالس المنحلة، فهي بسكوتها وبقائها هكذا فكأنها تشارك في أية تخبطات تقع فيها الاتحادات من خلال عملها في المستقبل البعيد، والمفروض أن تستغل إدارات الأندية حق المناقشة ورؤية كل الأمور، لكي تشرف على عمل هذه الاتحادات لا أن تتركها لوحدها.
إن الهدف - بالتأكيد - من هذه الانتخابات هو تقديم العنصر الجيد والمؤهل لتسلم أي منصب حساس في الاتحادات الوطنية، وهذا هو دور الأندية التي يجب أن تقف في وجه التزكيات الحاصلة بترشيح الأفضل الذي يدافع عن حقوقها، وما بقاء الأندية صامتة أمام كل خطأ وترشيح لشخصيات غير جديرة بحمل شرف اتخاذ القرارات حدث في الإدارات السابقة ويحدث الآن، إلا موافقة وإظهار لعلامة الرضا.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3693 - الثلثاء 16 أكتوبر 2012م الموافق 30 ذي القعدة 1433هـ