يبدو أن الدوري البحريني لكرة السلة سيكون مختلفا تماما في هذا الموسم عن جميع المواسم السابقة في ظل الاستعدادات المكثفة للأندية ورغبة كل منها في تعزيز صفوفها لتحقيق اللقب وخصوصا الفرق الكبيرة التي تعلمت من أخطائها وهي تستعد لدخول الموسم باستراتيجية مختلفة.

دوري السلة مشتعل تماما قبل انطلاقته الرسمية، وهو إن كان في المواسم السابقة الدوري المحلي الأكثر اثارة وتشويقا وتنافسا، والأفضل جماهيريا بل الأفضل في المنطقة الخليجية إلا أنه هذا الموسم إضافة لكل ذلك سيحفل بأسماء كبيرة للاعبين محترفين عمالقة من المنتظر أن يغيروا من شكل المنافسة.

التعاقدات كانت مبكرة سواء للمدربين أو اللاعبين المحليين أو حتى المحترفين على خلاف المواسم السابقة، وإذا كان المحرق قد سيطر على منافسات الموسم الماضي فإن المنامة والأهلي والحالة وسترة يبدون في أتم الاستعداد للمنافسة هذا الموسم وحتى نيل اللقب.

وإذا كانت دوريات أخرى انطلقت من دون أن نشعر لها فإن دوري السلة يخطف الأنظار حتى قبل انطلاقته، فاللاعبون المحترفون في هذا الموسم غير عاديين بالتأكيد وخصوصا محترف المنامة القادم من NBA وهو الأميركي «دي جي»، ومحترف الأهلي العملاق الأميركي «أي بي» المحترف في أقوى الدوريات الأوروبية، إذ تم استقدام هذين اللاعبين خصيصا من أجل منافسة لاعب المحرق الأميركي سي جي الذي اكتسح جميع المحترفين في الموسم الماضي وكان سببا رئيسيا في تتويج المحرق باللقب.

وجود المحترفين الثلاثة سيعطي الدوري زخما مختلفا خصوصا وأن المنامة غير من استراتيجيته إلى الاعتماد على أبناء النادي واعطاء فرصة أكبر للاعبين الصاعدين المميزين مع الارتقاء بمستوى اللاعبين الحاليين عن طريق استراتيجية متكاملة للمدرب الأميركي مات سكيلمان الذي يبدو أنه درس جيدا أخطاء المنامة وبنى استراتيجيته للتغلب عليها.

أما الأهلي فإن استعداداته مختلفة تماما عن المواسم السابقة وهو في أتم جاهزية بعد أن أوكل المهمة مبكرا لابن النادي الخبير بكرة السلة البحرينية المدرب الذهبي عقيل ميلاد بهدف واحد هو استعادة لقب الدوري بعد أن عزز صفوف الفريق باللاعب جاسم محمد وبالمخضرم ياسر بونفور ما يجعل الأهلي أحد أبرز فرق الموسم السلاوي الجديد وخصوصا أنه يضم أصلا أفضل تشكيلة محلية.

ولن يكون الحالة خارج المنافسة بل أنه سيكون منافسا حقيقيا في ظل الأسماء التي يمتلكها وفي حال وفق مدربه أحمد سلمان في مسعاه بجلب المحترف الأميركي غالاوي الذي سيعطي الاضافة المطلوبة لسلة الحالة لاستعادة لقب الدوري.

وهناك أيضا سترة الذي يمتلك قوة ضاربة وسواء تواجد المحترف الكاميروني بوريس سايكوم أو محترف آخر أفضل منه فإن الفريق سيكون منافسا حقيقيا كما كان الموسم الماضي وأكثر بعد أن عزز صفوفه وتطور مستوى لاعبيه بقيادة أجنبية هذه المرة ممثلة في المدرب الصربي غوران.

دوري هذا الموسم هو لأصحاب النفس الطويل، واهتمام الفرق والمبالغ المدفوعة ونوعية اللاعبين والمحترفين تبشر بمنافسة من نوع آخر بين فرق من المفترض أن تكون في أفضل مستوياتها الفنية، والأهم أن المحرق البطل لم يتراجع بل أنه حافظ على استقراره وعزز من قوة فريقه بضم العملاق حسين الموسوي ما سيعطي المدرب الداهية تشارلي باركر أوراقا اضافية للمناورة ليؤكد الفريق مجددا أن اللقب لن يكون بعيد المنال عنه وإن كان صعبا أكثر في ظل استعدادات البقية.