العدد 3690 - السبت 13 أكتوبر 2012م الموافق 27 ذي القعدة 1433هـ

حجاج يتعاملون مع آسيويين وأفارقة... و«السعودية» تحذر من الغش

يبيعون على الأرصفة ويقدمون الخدمات بلا سجلات تجارية

السعودية تحذر الحجاج من التعامل مع العمالة غير الرسمية
السعودية تحذر الحجاج من التعامل مع العمالة غير الرسمية

المدينة المنورة - صادق الحلواجي 

13 أكتوبر 2012

حذر متعهدو حملات الحجاج البحرينيين من التعامل التجاري (البيع والشراء) مع أفراد آسيويين وأفارقة يتخذون من الأرصفة والساحات المفتوحة في المدينة المنورة ومكة المشرفة مقراً لهم.

ونبه إداريون في الحملات حجاجهم إلى عدم الخوض في عمليات تجارية، مثل شراء المجوهرات والعملات وغيرها، باعتبار أن ذلك لن يكون مأموناً إلى حد مضمون، وخصوصاً أنهم لا يحملون سجلات تجارية مرخصة، ويزاولون العمل بصورة مخالفة للقانون.

ونصح إداريو الحملات حجاجهم بالتعامل مع المحال التجارية، باعتبارها أكثر ضماناً من حيث نوعية وجودة السلع، وكذلك قانوناً، خصوصاً بالنسبة للسلع والخدمات ذات الأسعار المرتفعة، مثل الأجهزة الإلكترونية والمجوهرات والإكسسوارات وغيرها.

ولاحظت إدارات الحملات خلال الأيام الماضية إقبال النساء من الحجاج تحديداً على شراء بعض السلع مثل الملابس والإكسسوارات الرخيصة وغيرها من مجموعات من الآسيويين والأفارقة بالمدينة المنورة، وهم على غرار الكثير من الحجاج بالمواسم الماضية، حيث يتفاجئون لاحقاً بعدم جودة السلع بل تلفها أو خداعهم. والجدير بالذكر أن بعض هؤلاء الباعة يعرضون خدمات أخرى على المشترين علاوة على ما يعرضونهم من سلع، إذ يبدي البعض أنواعاً من الأدوية الشعبية المصنعة باجتهادات شخصية المستخدمة لعلاج الضعف الجنسي، وأمراض تتعلق بآلام الظهر والأرجل.

رسمياً، حذرت السلطات السعودية من الغش، وضبطت الجهات الأمنية بالمدينة المنورة قبل أيام بمشاركة قسم مكافحة الغش التجاري في أمانة منطقة المدينة المنورة عيادة أسنان تديرها عمالة آسيوية اتخذت من إحدى «الشقق» السكنية مقراً لها، يقومون بإيهام الحجاج بأن مناسك حجهم لن تستكمل إلا بتركيب الأسنان، مستغلين جهل الكثير من القادمين لأداء المناسك بأمور الحج، وضبط بذات المكان على عدد من تركيبات الأسنان المقلدة وغير الصحية، بالإضافة إلى مبالغ نقدية مختلفة الفئات والعملات.

وضبطت الجهات الأمنية أكثر من 1000 غطاء تركيب للأسنان ذهبي ونحاسي وكلاهما مقلد، فيما ضبطت بحوزتهم أيضاً على مبالغ مالية وعملات مختلفة تقدر بـ 1500 دينار بحريني، بالإضافة إلى 2090 دولار أميركي تم تخبئتها في حاويات النفايات، كما تم ضبط عدد من الحجاج النيجيريين الذين كانوا ينتظرون أدوارهم لإجراء عمليات التركيب.


مرشدو الحملات يدعون الحجاج للالتزام بالسلوك العام خلال المناسك

دعا مرشدو حملات الحج في المدينة المنورة ومكة المكرمة الحجاج إلى الالتزام بالسلوك والآداب العامة خلال تأدية المناسك، واحترام الأنظمة والقوانين المعمول بها في كل منطقة بما يضمن سلامة الجميع بعيداً عن أية مشكلات.

وشدد مرشدو الحملات ضمن محاضرات ونصائح قدموها للحجاج على الاكتفاء خلال الموسم بالجانب العبادي الخالص نحوه سبحانه وتعالى، وعدم الانجرار وراء أي ظروف مذهبية أو طائفية أو عرقية، أو حتى سياسية.

وأكد مرشدو الحملات على الحجاج باحترام الطرف الآخر مذهبياً وعرقياً، وعدم التعصب نحو فكرة أو عقيدة أو مذهب معين بما يحفظ عدم الإخلال بسلامة المناسك التي يؤديها الحاج، فضلاً عن النأي بالنفس عن أي صدامات كلامية وتجاذبات غالباً ما تكون متعلقة بالطائفة أو المذهب من دون فائدة حقيقية بالنتيجة.

ونبّه المرشدون إلى أن الكثير من الحجاج تضرروا إما بالتوقيف أو الاعتداء خلال المواسم الماضي بسبب عدم التقييد بالأنظمة المعمول بها ومحاولة الاجتهاد في تأدية المناسك والعقائد، وعليه يجب مراعاة التقية وعدم تجاوز الجو العام السائد في كل منطقة طوال فترة الحج.

وقال المرشد الديني في حملة الكاظم الشيخ جعفر الشارقي إن «الغرض من مناسك الحج كلها هو الانقطاع إلى الله سبحانه وتعالى بين كل هذا المجمع المليوني من الحجاج والزوار، وهو ما يجب أن يستبعد فيه الخوض في مشكلات وخلافات بسبب مخالفة القانون والأنظمة أو حتى المناقشة والمجادلة في أمور شرعية ذات طبيعة خلافية تحديداً».

وأضاف الشارقي أن «المواطن الحاج يعد سفيراً لبلاده، سواء كان في مكة المكرمة أو المدينة المنورة أو أية بقعة من بقاع العالم، وهذا السفير يجب أن يتحلى بالخلق والآداب الحسنة بحيث يجعل العالم ينظر إليه باحترام ويبدي له التقدير، خصوصاً في الأماكن العبادية مثل مكة والمدينة».

وتابع الشيخ الشارقي: «لكل حاج انتماء لطائفة أو مذهب أو فكر معين، ولا يعني ذلك المجاهرة به والتعنت في تطبيق ما يحمله في عقيدته، لا سيما وإن كان ذلك سيدخل بالفرد في متاهات ومشكلات في أية منطقة كانت بالعالم وليس مكة والمدينة فقط»، مشدداً أن «على كل الحجاج أداء المناسك والمستحبات بما هو مسموح به وفقاً للأنظمة والقوانين والآداب العامة المعمول بها، وأن يجيد الحاج التعامل بنظرية التقية في الأمور ذات الطبيعة الخلافية بين الطوائف والمذاهب، والحديث يطول في هذا الشأن عموماً».

وأما الشيخ علي البني، وهو مرشد بحملة الشرف للأماكن المقدسة، فذكر في هذا الموضوع أن «أفضل ما يقوم به الفرد أو الحاج هو أن يضع الأمور في موضعها، أي يسعى بقدر الإمكان إلى حماية نفسه وتأمينها من أدنى ضرر في هذا الموسم العبادي».

وبيّن البني أن «القانون والآداب العامة المعمول بها لابد والالتزام بها وعدم تجاوزها، وألا يجاهر الحجاج بمذاهبهم وعقائدهم لا سيما في موسم الحج الذي يشهد تداخلاً ضخماً بين الطوائف والذاهب الإسلامية من كل دول العالم، وهو ما قد يتسبب في إلحاق الضرر بالحاج نفسه وكذلك إهانة معتقده ومذهبه بل طائفته أجمع».

وقال الشيخ البني إن «مشكلة البعض أنهم يأخذون ببعض النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة والروايات المنقولة عن آل بيت محمد (ع) والصالحين من عباد الله، ويسعون لتطبيقها في مختلف الظروف والأحوال، وهو ما لا يصح، لأن هناك نصوصاً بالمقابل من نفس هذه المصادر تذهب إلى التقية والتريث وعدم المجاهرة أيضاً بالعقيدة والفكر والمذهب».

وختم البني بأن «الأمر ليس معقداً وفي غاية السهولة، فمتى ما رأى الحاج الفرصة سانحة أمامه لأداء المناسك والعقائد فاليؤديها سواء في سكنه أم المخيمات في منى أم غيرها من الأماكن، شريطة ألا يكون ذلك فيه مضرة عليه أو على مذهبه وطائفته، مع ضرورة الالتزام بالآداب والسلوك العام السائد في كل منطقة».

العدد 3690 - السبت 13 أكتوبر 2012م الموافق 27 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 5:49 ص

      بيت الله

      أليس هو بيت الله !! اذا بأي حق تمنعونهم وتطردونهم !!
      هل أخذتم الأذن من صاحب المكان "الله" عز وجل
      أبعدوهم عن أماكن الضيق ولكن أن تمنعون الناس من الحج والترزق !!
      ملاحضة : عمري18 ولست بمجنون

    • زائر 2 | 1:18 ص

      احذر من التعامل مع من انهم بيننا في الخيام

      يصرخ الحجاج كل عام من ضيق المساحة بمنى و تتكرر كل عام ان تجد بجانبك جميع الجنسيات الاسيوية و الافريقية و غيرها لايهم الحاج من على الرصيف بل الذين يشاركونه حقه الذي لايكفيه

    • زائر 1 | 10:30 م

      اللهم تقبل من حجاج بيتك الحرام

      اللهم تقبل من حجاج بيتك حجتهم وغفر لهم ورحمهم وأرجعهم إلى أهليهم سالمين اللهم أمين.
      الرجاء ثم الرجاء أخذ الحيطة والحذر من ذلك

اقرأ ايضاً