العدد 3689 - الجمعة 12 أكتوبر 2012م الموافق 26 ذي القعدة 1433هـ

إحياء الذكرى العاشرة لاعتداءات بالي في خشوع وبساطة في إندونيسيا إحياء الذكرى العاشرة لاعتداءات بالي في خشوع وبساطة في إندونيسيا

إندونيسيون يبكون على ضحايا اعتداءات بالي في الذكرى العاشرة-رويترز
إندونيسيون يبكون على ضحايا اعتداءات بالي في الذكرى العاشرة-رويترز

جيمبران (إندونيسيا) - أ ف ب 

12 أكتوبر 2012

أحيا المئات من الناجين وأهالي ضحايا اعتداءات بالي أمس الجمعة (12 أكتوبر/ تشرين الأول 2012) في الجزيرة الاندونيسية في خشوع وبساطة الذكرى العاشرة لتلك الهجمات التي سقط فيها مئتان وقتيلان في 12 أكتوبر العام 2002.

وقال المرشد الديني في الجيش الأسترالي، أيان ويتلي الذي قدم مساعدة روحية للضحايا خلال المأساة، في كلمة افتتاح المراسم المفعمة بمشاعر الحزن «نحن هنا اليوم كي نثبت أننا متحدون ضد الإرهاب».

وشارك ألفا شخص في المراسم بعضهم يرتدي ملابس سوداء والبعض الآخر سراويل قصيرة وقمصاناً مطبوعة بالأزهار، تحت شمس حارقة، في منتزه جيمبران الثقافي القريب من موقع الاعتداءات.

وانتشر أكثر من ألفي شرطي وعسكري بعد أن كشفت الشرطة أن لديها «معلومات ذات صدقية» عن خطر إرهابي.

غير أن الشخصيات المدعوة تعهدت بعدم الرضوخ للإرهاب وفي مقدمتهم رئيسة الوزراء الاسترالية جوليا غيلارد، وقد اصابت تلك الاعتداءات استراليا في الصميم وهي التي تعتبر بالي بمثابة «احد شواطئ سيدني» على مسافة بعض ساعات جواً والتي ترسل إليها أكبر عدد من السياح الأجانب، وقد سقط 88 أسترالياً بين ضحايا بالي الـ 202.

وقال وزير الخارجية الإندونيسي، مارتي ناتاليغاوا أن «الإرهابيين لم ينجحوا فيما أرادوا تحقيقه... لقد أصبنا لكننا لم نخضع» مؤكداً أن «الإرهابيين فشلوا تماماً».

وأعلنت جوليا غيلارد في بيان مشترك مع وزير الخارجية، بوب كار أن «صور ذلك اليوم وقصصه ستظل مطبوعة في ضميرنا الوطني».

وفي العاصمة الأسترالية كانبيرا حيث تم أيضاً إحياء الذكرى العاشرة نوه الحاكم العام كوينتن برايس أمام 350 شخصية وسبعين من أفراد عائلات الضحايا المتجمعين أمام مقر البرلمان الوطني «بصمود» بلاده.

وفي سيدني أشاد وزير الخارجية بوب كار بالنضج الذي ردت به الأمة على تلك الفظاعات، مؤكداً أن «رد الشعب الأسترالي كان رد أمة راشدة، أمة تعرف ماضيها، لم تحصل تصرفات متطرفة».

وأقيمت مراسم أيضاً في بيرث وملبورن واديلايد وغولد كوست.

وفي 12 أكتوبر 2002، اليوم الذي غالباً ما يوصف على أنه «11 سبتمبر/ أيلول الإندونيسي» في إشارة إلى الاعتداءات التي استهدفت الولايات المتحدة في 2001، حملت اعتداءات بالي إندونيسيا، أكبر البلدان الإسلامية عددياً (240 مليون نسمة) على إطلاق «حربها ضد الإرهاب».

وأشيد كثيراً بإندونيسيا لأنها قبضت على جميع مرتكبي اعتداءات بالي تقريباً وهم من الموالين لتنظيم «القاعدة»، ولم تشهد البلاد اعتداءات كبيرة باستثناء انفجارين استهدفها فندقين فخمين في جاكرتا وأوقعا تسعة قتلى في 2009.

غير أن الخطر مازال محدقاً كما يدل على ذلك تفكيك عدة خلايا مؤخراً وخصوصاً في مارس/ آذار في بالي.

وكانت المراسم فرصة دعا فيها حاكم بالي، أي مادي مانغكو باستيكا إلى «الصفح» وذلك قبل أن يتوالى ثلاثة رجال دين مسلم ومسيحي وهندوسي (أكبر ديانة في بالي) على اقامة الصلوات.

وفي شهادة مؤثرة قال الأسترالي داني هانلي «فلنترك الماضي يرقد في سلام»، مكرماً ذكرى ابنتيه اللتين قتلتا في الاعتداءات بينما أجهش بعض الحاضرين بالبكاء وبينهم أطفال اضطر أولياؤهم لاخراجهم.

وبعد ذلك أشعلت الشموع ترحماً على الضحايا ثم تليت في صمت مطبق أسماء الضحايا المئتين والاثنتين ومن بينهم أربعة فرنسيين.

واختتمت المراسم على وقع الغاميلان، وهي اللالات الموسيقية التقليدية الإندونيسية، وبانشاد أغنية جون لينون «إيماجين» (تصور) بينما دعي الجمهور إلى وضع الزهور في حوض أعد خصيصاً للترحم على الضحايا.

لكن بالنسبة للناجين لم تكف عشر سنوات لطي الصفحة وقال الأسترالي سايمون كوايل (43 سنة) الذي نجا من المذبحة «لن ننسى ذلك أبداً».

العدد 3689 - الجمعة 12 أكتوبر 2012م الموافق 26 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً