لعبت شخصية عبدالله علي كانو دوراً كبيراً في مسيرة التنمية الاقتصادية لأكثر من نصف قرن، وقد كان رمزاً من رموز اقتصادنا الوطني، تجلى ذلك من خلال قيادته إحدى أكبر المؤسسات العائلية المرموقة على مستوى الخليج والوطن العربي منذ العام 1997 إلى جانب المؤسسات والشركات التي ترأَّس مجلس إدارتها والتي تعد اليوم أكبر وأنجح المؤسسات التجارية والإنجازات التي حققها وجعلت منه أحد ألمع الأسماء في وسط أصحاب الأعمال والمال المرموقين. ولد عبدالله في مدينة المنامة العام 1927، وترعرع في كنف والده المرحوم علي محمد كانو ووالدته صفية كانو في حي كانو الشهير بمدينة المنامة، وكان في الوقت ذاته يقوم الأخوان جاسم وعلي ابنا محمد كانو بإدارة أعمال وأنشطة مؤسسة يوسف بن أحمد كانو في ظل ورعاية مؤسس الشركة وعميد أسرة كانو الوجيه المرحوم الحاج يوسف بن أحمد كانو والتي مازالت الشركة تحمل اسمه عرفاناً لشخصه.
مراحله التعليمية
تلقى عبدالله تعليمه الأول في مدرسة الهداية الخليفية ثم سافر إلى جامعة بيروت الأميركية لمواصلة تحصيله العلمي الجامعي، وهو ضمن المجموعات الأولى التي توجهت للدراسة في الخارج في ذلك الوقت. وبعد إتمام دراسته الجامعية عاد عبدالله كانو إلى البحرين ليشارك أفراد عائلة يوسف بن أحمد كانو في إدارة أعمال شركة العائلة.
مراحله العملية
يعتبر عبدالله كانو بعد توليه زمام الأمور بالشركة منذ نهاية التسعينات قطب حركة التحديث والتنويع الفعال لأنشطتها ونقلها إلى المزيد من التوسع الأفقي والرأسي وإضافة توكيلات جديدة إلى الخطوط الملاحية وخطوط الطيران وخدمات التأمين والمشاريع المشتركة في العديد من المجالات الصناعية والتجارية والخدمية مع العديد من الشركات العالمية؛ حتى أصبحت من كبريات الشركات متعددة الأنشطة في المنطقة.
من أجل هذا اختير للمرتبة الثالثة ضمن أقوى الشخصيات في مجلة «ارابين بزنس» العام 2005، بفضل إدارته أقدم وأعرق شركة عائلية خليجية ذات حجم استثماري كبير وأنشطة متنوعة ومتكاملة. وقد لعب المرحوم دوراً بارزاً فيما وصل إليه بنك البحرين الوطني من مكانة مرموقة على المستويين المحلي والعالمي، وستظل إسهاماته الخيرة والإنسانية التي خلدها خير شاهد ودليل، فقد تم تخصيص نسبة من أرباح بنك البحرين الوطني لبرنامج الهبات والتبرعات بما تتفق والصالح العام، كالمشاريع التعليمية والصحية والاجتماعية، وكذلك مشاريع كانو الخيرية، فشركة يوسف بن أحمد كانو تخصص سنويّاً مبالغ للأعمال الخيرية لمساندة المجتمع المدني كمدرسة كانو للتمريض، مركز حمد علي كانو الصحي في الرفاع الشرقي، مركز محمد جاسم كانو الصحي في مدينة حمد، مركز أحمد علي كانو الصحي بالنويدرات، مركز عبدالرحمن كانو لغسل وأمراض الكلى بالبسيتين، مسجد علي كانو في الحد، مسجد حمد علي كانو في المحرق، جامع يوسف بن أحمد كانو بمدينة حمد وجامع جاسم محمد كانو بالمنامة وقاعة أحمد علي كانو للمناسبات في مدينة حمد وقاعة فاطمة إبراهيم كانو للمناسبات في منطقة الزنج بالمنامة وقاعة فاطمة الشكر في مدينة حمد وغيرها من المشاريع الخيرية التي هي قيد الإنشاء.
إسهاماته الخيرية
من جانب آخر؛ اهتم رحمه الله بزرع الحس الديني عند الشباب، وذلك من خلال بناء المساجد في كثير من الأماكن؛ مثل (نادي المحرق، النادي الأهلي، الهلال المسجد الكبير قرب نادي البحرين، وكذلك نادي الحد) وغيرها. وبجانب إسهامات الراحل عبدالله علي كانو (رحمه الله) المتعددة في شتى الجوانب الاقتصادية والتجارية والتنموية في البحرين والمنطقة؛ فقد شارك بفاعلية في عدد من المهمات الوطنية وكان له دور بارز فيها.
لم تفقده المادة والنجاح المتواصل تواضعه وإنسانيته، ولم يضعف من دوره تجاه بلده ومجتمعه، فقد كان يشارك الجميع أفراحهم وأحزانهم، ويتفقدهم في أحزانهم وقضاياهم ما جعله صاحب دور ريادي في مسار العمل التجاري والاجتماعي، فقد كان رجلاً فذّاً محبّاً لإخوانه وابناً بارّاً، احتل مكانةً مرموقة على خارطة المراكز الاقتصادية والمالية المعروفة إقليميّاً وعالميّاً، ولم يكتفِ الراحل بذلك بل اتجه بنشاطه إلى الإسهام بعطائه في مختلف مجالات الخدمة العامة؛ فأعطى للرياضة والشباب وشارك بالفكر والمال في غالبية المؤسسات الاجتماعية والخيرية، وهو عطاء تجاوز المستوى الشخصي والأسري، وامتد إلى المستوى الاجتماعي والإنساني الرحب. إلى أن وافاه الأجل وانتقل إلى جوار ربه الكريم في يوم 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2010 بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء والإنجاز.
العدد 3686 - الثلثاء 09 أكتوبر 2012م الموافق 23 ذي القعدة 1433هـ