العدد 3685 - الإثنين 08 أكتوبر 2012م الموافق 22 ذي القعدة 1433هـ

«السكلر» وأولويات وزير الصحة!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ثلاثة أخبار عمّمتها وزارة الصحة أمس الأول (الأحد)، ونشرتها الصحف أمس، ربما تعطي فكرةً عامةً عن اهتمامات سعادة الوزير.

الخبر الأول عن الاحتفال بيوم المسن العالمي، مع تصريح للوزير يقول «نمتلك أفضل النظم في مجال تقديم الخدمات الصحية ورعاية المسنين»، وهو تصريحٌ تقليدي قاله كل وزراء الصحة عندنا منذ ثلاثين عاماً. وتبين عند التدقيق بالخبر أن الاحتفال تم قبل أسبوع، وتحديداً في الأول من أكتوبر الجاري.

الخبر الثاني عن تفقد الوزير لمركزي «إنجنير» و «جابر الصباح» الصحيين، حيث أشاد بما تم إنجازه، ودعا المسئولين بالوزارة إلى سرعة إنهاء التجهيزات ليتم افتتاحهما في القريب العاجل للمساهمة في توسيع نطاق الخدمات الصحية.

الخبر الثالث تضمن تصريحاً لسعادة الوزير عن نشر وحدة القلب بمستشفى السلمانية الطبي ما يزيد عن 14 بحثاً علمياً في المجلات المحكّمة خلال السنوات الأربع الأخيرة. وجاء ذلك في كلمته التي ألقاها بمناسبة «اليوم العالمي للقلب»، الذي يقام هذا العام تحت شعار «عالم واحد. منزل واحد. قلب واحد».

إذاً... هذه الأخبار تغطي فترة الأسبوع الأول من أكتوبر، وهو الأسبوع الذي شهد سقوط ضحايا جدد من مرضى «السكلر»، آخرهم سيدة خمسينية من قرية المعامير، قضت نحبها السبت الماضي، بعد أسبوعين من مكوثها في السلمانية. وقد اتهمت عائلة الفقيدة وزارة الصحة بالإهمال، وهي قناعةٌ باتت مترسخةً لدى المرضى وأسرهم، نتيجة تجاربهم المريرة مع القطاع الصحي.

هذه المأساة الإنسانية التي لم يشعر ولم يكترث بها وزراء الصحة في بلادنا، كان ضحاياها يتساقطون بمعدل ضحيتين شهرياً قبل العام 2009، وقفز الرقم إلى ثلاث ضحايا شهرياً في الأعوام الثلاثة الماضية. وبدل أن يدفع ذلك إلى حالة استنفار قصوى لكل أجهزة الوزارة ومسئوليها، استمر الوضع في التدهور، واستمر المرضى في التساقط حتى بلغ عددهم 37 هذه السنة حتى الآن، وهو رقمٌ قياسي جديدٌ يستحق أن تحتفل به الوزارة الموقرة: أربع ضحايا شهرياً، وأن تقيم حفل استقبال لتلقي التهاني والتبريكات.

ليس هناك مرضٌ مكشوفٌ ومعروفٌ وغير مكتَرَثٍ به في البحرين مثل السكلر. إنه فضيحةٌ أخلاقيةٌ ومهنيةٌ أن يستمر مثل هذا الإهمال الذي يودي بكل هذا العدد من الضحايا سنوياً، مع استمرار تصامم الوزارة عن صرخات وأنّات أكثر من 18 ألف مصاب، مازالوا يشكون من سوء المعاملة وسوء العلاج، دون أن يُفتح تحقيقٌ واحدٌ لتصحيح هذه الأوضاع الشاذة وغير الإنسانية.

قبل شهر، وفي احتفال جمعية السكلر باليوم العالمي للمرض، شارك الوزير المرضى، وألقى كلمة مواساة. وبعد أيام سقط ضحايا آخرون، فعقدت الوزارة اجتماعاً طارئاً وأعلنت عن تشكيل «خلية أزمة»، وطالب الوزير بتقريرٍ عن هذه الكارثة يوضع على طاولته خلال 48 ساعة! اليوم انقضت المهلة، ولا ندري أين انتهى التقرير: «إلى الرف أم الأرشيف أم سلة المهملات»... حسب تعبير زميلنا محمد السلمان.

رئيس الجمعية زكريا الكاظم، الذي حمل هذا الملف الثقيل لسنوات، قال إننا «أمام سابقة خطيرة، ونحن نحمّل وزارة الصحة مسئولية هذا التردي الكبير في أوضاع مرضى السكلر». هذا الشاب الذي عرفته متفائلاً بطبعه، حاول أن يمد الجسور مع رموز السلطة التنفيذية والتشريعية، انتهى به الأمر إلى إعلان النية بمقاضاة وزارة الصحة بسبب الإهمال والتقصير.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3685 - الإثنين 08 أكتوبر 2012م الموافق 22 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 3:45 م

      إلى متى هذا الظلم / أم البنات

      قبل شهر، وفي احتفال جمعية السكلر باليوم العالمي للمرض، شارك الوزير المرضى، وألقى كلمة مواساة. وبعد أيام سقط ضحايا آخرون، فعقدت الوزارة اجتماعاً طارئاً وأعلنت عن تشكيل «خلية أزمة»، وطالب الوزير بتقريرٍ عن هذه الكارثة يوضع على طاولته خلال 48 ساعة! اليوم انقضت المهلة، ولا ندري أين انتهى التقرير: «إلى الرف أم الأرشيف أم سلة المهملات»... حسب تعبير زميلنا محمد السلمان.

    • زائر 15 | 8:17 ص

      أين الاحساس؟

      من وين اجيب إحساس؟؟؟؟ تنفخ في قربة يا سيد. ويجيك واحد متفرغ يقول ننتظر امانته. بدل ما يطالب بالعلاج الصحيح مثل أي دولة تحترم مواطنيها.

    • زائر 13 | 6:13 ص

      الحمد لله

      ياسيد عطنى فاصل السان بدون عظم يستطيع ان يقول كل شي لكن الاشخاص رفيعين المستوى ما إن يوضع في المنصب حتى يجهزون له الاوراق التي تحمل الكلمه التي سيلقيها والله ياسيد ماراينا من كنا صغار الى الان وزير يتكلم بدون اوراق امامه ادا تكلم ترى في كلماته اغلاط كثيره الله إشافي كل مريض ولايحتاج الىالسلمانيه

    • زائر 12 | 5:29 ص

      جلاوي 688

      شكرًا لكم وين تجيب لحساس اللي مايحس الله يشافي هم كلهم يارب قلم حر

    • زائر 10 | 4:44 ص

      مرض وراثي

      حاطين اخشومكم في كل شىء . يا سيدىدي هذا مرض وراثي وسببه الزيجات من الاشخاص المصابين ولا يمكن الشفاء منه ابدا وله مضاعفات كثير الله وحده يعلم متى ياخذ امانته ، وبحسب منظمة الصحة العالمية البحرين من افضل بلدان العالم ، وجه النصح لمنع ذلك الزواج

    • زائر 14 زائر 10 | 8:13 ص

      شنو هالعقلية.

      غريب وجود هذه العقلية. ليس هناك مرض الا له دواء والمطلوب توفير مثل هذا الدواء والعلاج وليس تبرير التقصير والاهمال الذي يشكون منه مرضى السكلر منذ عقود. لو كان الناس مثلك لما فكر احد بتوفير علاج للسكر والسرطان والقلب والمعدة وقال: الله ياخذ امانته. عقول من القرون الوسطى.

    • زائر 9 | 4:38 ص

      رحمهم الله جميعا

      ليلة السبت كنا في تأبين شابه 32 عام وأم لثلاثة أطفال توفيت بسبب السكلر من قرية المعامير ويوم السبت عصرا شاركنا في تشييع المتوفية من نفس القرية بسبب السكلر والعام الماضي توفي أبن عمي وعمره 20 عاما وقبله ب22 عاما توفي أخي عن 23 عاما بسبب السكلر ومن ذات القرية .

    • زائر 8 | 3:15 ص

      نحن الى اين؟

      بكوني مريضة سكلر صدقوني على عذاب الم السكلر ومضاعفاته ومراراً تم ادخالي العناية المركزه إلا انني لم اشكو الهلاك منه اكثر مما اشكو من المجتمع ووزارة الصحة والطاقم الطبي والتمريضي من الكلام اللاسع الذي نتجرعه مراراً يقتلوننا ويقولون نحن السبب ويجرحوننا ويقولون لمصلحتنا اي مصلحه هذه التي تقتلنا هكذا ضحية تلوى الاخرى لدرجة اننا بتنا نهرع خوفا حين نعلم ان هناك مريض او مريضة سكلر في نوبة شديده وتحتاج العناية المركزه ويبقى السؤال نحن الى اين ياوزير الصحه والطاقم الطبي والاهل والمجتمع؟

    • زائر 7 | 2:38 ص

      عندهم شغل اهم!!!

      الأمراض اللي تخلصت منها البحرين بالتطعيمات الآن عادت من جديد بفضل التجنيس..

    • زائر 6 | 2:23 ص

      اي اهتمام

      المشكله ان المصابين هم من الفئه المغضوب عليها وكاني بهم يقولون عساهم هذا وازيد نحن نعيش نظام الفصل العنصري الذي بدات معالمه تتبلور اكثر واكثر وفي المستقبل كل شي راح ينعزل حتى المدارس والمطاعم
      لان الان اغلب الوزارات محرمة علينا ويقول لك احنا ما نبي يصير نفس العراق احنا شنو دخلنا في العراق قاعدين تمارسون التطهير العرقي في كل نواحي الحياة احنا لمى نرجع على الحدود البريه او الجويه احساسنا لا يمكن وصفه احساس مليء بالمراره والحسره حيث يستقبلك الاجنبي ويختم جوازك

    • زائر 5 | 2:02 ص

      صبر جميل

      بصفتي احد المرضى انقل لكم حادثة حدثت لي بقسم الطوارئ من مدة بعيدة وذلك عندما اصبت بنوبة الم حادة فتوجهت لتلقى العلاج، والعلاج هو المسكنات القوية للالم والتي يرجع الالم بعدها بقوة بعد زوال مفعول المسكن، المهم كنت في فترةبعد تلقي المسكن مباشرة وكنت جالس على السرير واذا بالدكتور ومعه مسئولون من الوزارة يتفقدون المرضي وعندما وصلوا لي قال احد الاطباء وهو يبتسم انظر اليه مريض سكلر قاعد يتريق ....!!يعني ويه .....ما يحق لمريض السكلر ان يرتاح بعد نوبة حادة من الالم؟؟!!

    • زائر 4 | 1:01 ص

      الله يتولاهم برحمته

      اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادى

    • زائر 3 | 12:50 ص

      في ظل هذه الوزارة من الصعب علاج مرضى السكلر

      خدمت في مجمع السلمانية 21 عام ولي ملاحظات
      - مرضى السكلر بحاجة الى بيئة خاصة تحتضنهم وبحاجة الى جلب طاقم أطباء استشاريين من الخارج ليدرسوا حالتهم ربما يكتشفون أسباب هذا المرض فيبتكرون علاج أو يحدون من انتشاره.
      - مرضى السكلر يتواجدون في البحرين والمنطقة الشرقية.
      - اهمال وزارة الصحة هذا محتم لكن يجب علينا أن لا نتجاهل اهمال المرضى أنفسهم الأكل الشرب اللباس الانتظام في استخدام الأدوية متطلبات فصل الشتاء متطلبات فصل الصيف وغيرها من توصيات الأطباء.
      - لكن يبقى أكتشاف العلاج لهذا المرض هو الأهم.

    • زائر 1 | 10:30 م

      والله لو نموت كلنه محد منهم حرك ساكن

      رحم الله والديك ياسيد على هالمقالات
      المشتكى لله السكلر مو في قائمه اولويات الوزاره اساسا

اقرأ ايضاً