كشف أمين السر العام للاتحاد البحريني للكرة الطائرة فراس الحلواجي في حديث مطول مع «الوسط الرياضي» عن آخر التطورات في أروقة الاتحاد والمتعلقة بالرعاية المنتظرة لأنشطة الاتحاد في الموسم الجديد، مؤكداً أنها ستشكل نقلة رائعة لاتحادهم الذي كان ينتظر التعاقد مع راع منذ عدة سنوات.

وكذلك أوضح خلال لقائه «المطول» عن الخطط والسياسات التي سيتم اتباعها خلال المرحلة المقبلة بالنسبة للمنتخبات الوطنية التي تأتي استمراراً للخطة الموضوعة من العام 2008، وأكد أنهم في اتحاد الطائرة لا يشكلون «منتخبات المناسبات» بل العكس من ذلك، بالإضافة إلى تأكيد مشاركة منتخباتنا انطلاقاً من العام المقبل في البطولات الآسيوية.

ولم يكتف بذلك بل أشار إلى أن أحمر الشواطئ بمختلف فئاته سيحظى باهتمام أكبر من السابق وخصوصاً بالمشاركة بالجولات المفتوحة لآسيا، ومشاركة منتخب الشباب بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم لهذه الفئة والتي ستقام في الصين... وإليكم الحوار كاملاً:

الرعاية واتحاد الطائرة

نبدأ حوارنا بسؤال يراود جميع أسرة الكرة الطائرة... وهو لماذا إلى الآن لا يوجد راعٍ رسمي لمسابقات اتحاد الطائرة على رغم نجاحه في حصد الألقاب في كل عام؟

- في السابق سعينا كثيراً من أجل الحصول على عقد رعاية يجعل من مسابقاتنا ذات زخم أكبر، وبعد عدة محاولات نجحنا بالفعل في التعاقد مع شركة «أكسم» لكن للأسف الشديد عانت هذه الشركة من بعض المتغيرات ما أدى لخروجها الكامل من السوق البحرينية. بعدها سعينا مرة أخرى بمحاولات فردية (خجولة)، وعلى الرغم من وصولنا لشبه اتفاق رسمي في أكثر من مناسبة مع بعض الشركات إلا أنه تطرأ بعض العوائق التي تعيق إكمال الصفقة.

لكن الآن أطمئن أسرة الكرة الطائرة، بأننا الآن توصلنا إلى اتفاق رسمي مع شركة وطنية كبيرة لتصبح راعياً رسمياً لاتحادنا في الموسم المقبل، وأن الإعلان عنها وعن تفاصيل الصفقة سيكون في مؤتمر صحافي، وهذا قد يحدث في غضون (3 أو 4) أيام على الأغلب.

... ما اسم الشركة التي وصلتم معها لاتفاق لرعاية أنشطة الاتحاد؟

- لا نريد البوح باسم الشركة الآن... هذا الأمر يعود إليها فقط في الوقت الجاري، لكن ما أؤكده أن هذه الرعاية ستعطي زخماً رائعاً لمسابقات وأنشطة الاتحاد في المرحلة المقبلة من دون شك.

ماهي الجوانب التي ستشملها الرعاية... وهل الأندية فعلاً على موعد مع مكافآت مالية؟

- التصور المبدئي حالياً، هو أن المبلغ العائد من الرعاية سيكون مخصصا لمسابقات وأنشطة الاتحاد وكذلك الأندية... إذ ستقدم مكافآت مالية للأندية الثلاثة الأبطال في كل مسابقات الاتحاد من دون استثناء. فضلاً عن شمول الرعاية للعبة الكرة الطائرة الشاطئية والنشاط النسائي الذي نوليه اهتماماً كبيراً أيضاً.

هذا، وسيتم توزيع جوائز للمتميزين سواءً كلاعبين أو حتى إعلاميين، بهدف رفع مستوى الاهتمام لدى جميع الأطراف، وكل ذلك من أجل تطور ورقي اللعبة التي تعتبر ذات شعبية كبيرة في البحرين.

وأود أن أوضح أن هناك حفلا سيقام في نهاية الموسم أيضاً... ولهذا نؤكد أن عقد الرعاية سيشكل طفرة رائعة في مسابقاتنا وأنشطتنا، ونسأل الله العلي القدير التوفيق.

الاتحاد والمنتخبات

بما أننا الآن في مرحلة (فترة) تعنى كثيراً بالمنتخبات... حدثنا عن استراتيجية المنتخبات المعمول بها الآن... وهل ستتغير في المرحلة المقبلة؟

- كما يعلم الجميع أننا في اتحاد الطائرة نعمل وفق استراتيجية واضحة، إذ أعلنا عن خطتنا للدورة الانتخابية التي ستنتهي قريباً في «الوسط الرياضي» في العام 2008، وقلنا إن الاهتمام سيزداد بالنسبة للمنتخبات العمرية وما شابه من أهداف... وبعد مرور هذه الأعوام الأربعة، نعتقد أننا وفقنا لحد بعيد في تحقيق ما كنا نصبوا إليه.

الآن، خطتنا الجديدة موضوعة أيضاً وهذا يدل على أننا نعمل وفق استراتيجيات، إذ نحن منذ زمن لا نشكل «منتخبات مناسبات» بل لدينا مدربون متفرغون لتدريب المنتخبات من بداية العام حتى نهايته... وفي حال كان اللاعبون مع أنديتهم أجهزتنا الفنية المعنية تتابعهم أيضاً... لذلك أؤكد أن الاهتمام الآن سيزداد أيضاً.

ومع الهدف الرئيسي للمنتخبات واستمراريتها... لدينا أيضاً خطة الربط بين المنتخبات، إذ نهدف لإشراك لاعبين في الفئة الدنيا بالفئة التي أعلى منها على غرار ما حدث مثلاً مع منتخب الشباب الحالي، إذ هناك (4) لاعبين يلعبون في فئة الناشئين، وهذا يعطينا استمرارية. بالإضافة إلى مشاركة المدربين الوطنيين في تنفيذ برامج الاتحاد، وتحديث طرق وأساليب اللعب لمواكبة التطور الحاصل في اللعبة، مع التأكيد على العودة للمشاركة الآسيوية والاستمرار بالمشاركة بالبطولات العربية والخليجية.

ومع كل هذه الخطط والأهداف، نحن الآن نطبق برنامج انتقاء المواهب وذلك من أجل انتقاء أفضل لخامات اللاعبين بما يعطي فرصة لتطويرهم والارتقاء بأدائهم ما يجعل المنتخبات الوطنية في الواجهة دائماً وهذا طبعاً بالتعاون مع لجنة المسابقات والأندية أيضاً، وطبق هذا البرنامج على دوري الصغار.

لاعبو منتخب الشباب كانوا يمنون النفس بالمشاركة في بطولة آسيا وفقدوا هذه الفرصة... هل سيطول غيابنا عن الآسيوية أم أن هناك توجها فعليا للمشاركة؟

- عدم مشاركتنا في الآسيوية على رغم تأكيدنا الأولي على المشاركة يعود إلى أن البطولة أقيمت في بلد يعتبر غير مناسب. أما في السابق فأعلنا عدة مرات أن غيابنا عن البطولات الآسيوية يعود لشح الميزانية، ولكن بعد رفع موازنة الاتحاد من قبل اللجنة الأولمبية قررنا العودة للبطولات الآسيوية مباشرة. وأنا أؤكد أن بطولة آسيا العام 2013 في الإمارات ستشهد عودتنا بإذن الله للواجهة الآسيوية.

وضع بعض لاعبي «أحمر الشباب» بعض الاقتراحات منها إشراكهم في دورات دولية أو إقامة دورة دولية لهم في البحرين مما سيسهم في ارتقاء مستواهم مع مواصلة التدريبات، فهل هناك إمكانية لتحقق ذلك؟

- هناك توجه صريح، وهو أننا سنستمر بدعم هذا المنتخب الذي يعتبر الجيل القادم بقوة لطائرتنا... وهناك استراتيجية بأن يكون جل لاعبي هذا المنتخب متواجدين مع «رجال الأحمر» في العام 2014، وهذا يعطينا فرصة لأن نكون مستمرين في العمل الصحيح.

وأود أن أوضح أننا سنقيم معسكرا أوروبيا لهذا الجيل مع إشراكهم في بطولة دولية كالتي أقيمت في كازاخستان مثلاً... لذلك الرعاية لهذا الجيل مستمرة.

منذ عامين بدأ الاتحاد العمل باستراتيجية من ناحية الأطقم الفنية واختار المدرسة التونسية... ما هو تقييمكم لها؟

- هذه الفكرة كانت تراودنا من قبل لكن شح الميزانية تسبب في تأخر إقرارها، ومع الوضع الحالي قررنا تطبيقها وذلك يعود لمتابعتنا لعمل أكثر من اتحاد في المرحلة السابقة. واختيارنا للمدرسة التونسية جاء بعد نجاح الكابتن نزار الشكيلي في تجربته معنا العام الماضي، ونظراً لأننا أجرينا أكثر من زيارة للاتحاد التونسي لمعرفة كيفية الخطط المتبعة هناك واقتناعنا الكبير بها، بدأنا مباشرةً التعاقد مع مدربين متميزين من تونس. وليس ذلك فقط بل حاولنا توفير كل سبل النجاح لهذا الكادر من ناحية توفير مدربين فنيين وكذلك مدرب لياقة وهذه تجربة رائدة بالنسبة لنا، إذ رأينا الفارق بين منتخب الشباب مثلاً بالمقارنة مع بقية المنتخبات في المشاركة الأخيرة. دون نسيان أخصائيي العلاج الطبيعي المتفرغين. ومع كل ذلك رأينا أن هذه التجربة ستكون مفيدة حتى من الناحية المعنوية لأن المدرب العربي دائماً ما يكون قريبا من اللاعبين وهذا ساهم في تحقيق الكثير من الأهداف، والأهم الآن هو مواصلة العمل والتطور أكثر وأكثر.

ملف أحمر الشواطئ

لنتجه لملف مجلس الشواطئ... ذكر رئيس الاتحاد الشيخ علي بن محمد أن هناك خطة عمل جديدة منها إقامة دوري... هل ترى أن هذا الحلم سيتحقق أم سنظل نتمنى فقط؟

- هذا الحلم سيتحقق قريباً... إذ سنطلق دوري الشواطئ للأندية العام المقبل، وهذا قد يكون أثناء إقامة دوري الصالات أو بعد انتهائه. نعم حالياً نعاني من عدم وجود ملعب خاص بنا كاتحاد، لكن سنحاول التعاون مع الأندية التي تملك الملاعب حتى نطورها لكي تعم الفائدة على الجميع. وبعد الرعاية الموقعة نحن أمام فرصة لوضع حوافز مالية من أجل تشجيع الأندية على الاهتمام أكثر باللعبة.

ما رأيكم بنتائج المنتخبات الشاطئية... وهل هناك توجهات جديدة بشأنها؟

- طبعاً طموحنا كاتحاد هو تحقيق الذهب، ولأننا كنا متربعين من قبل على عرش اللعبة خليجياً وعربياً فأي مركز غير الأول لا يعتبر إنجازاً... ولكن والحق يقال، كما نحن نعمل الآخرون يعملون أيضاً، والاتحاد العماني الشقيق يولي هذه اللعبة اهتماماً كبيراً ووزارة الشباب والرياضة هناك ترصد لهذه اللعبة مبلغا يصل إلى (90) ألف دينار في العام، ولهذا السبب نرى التفوق العماني موجودا حالياً.

لكن هذا لا يعني أننا بعيدون كل البعد عن الساحة، بل نحن دائماً متواجدون في منصات التتويج والنهائيات. وبالنظر إلى أننا لا نشارك بأسماء ثابتة دائماً جراء الظروف إلا أننا حاضرون كمنافسين، لهذا السبب الوضع لا يعتبر مخيف حالياً، غير أن لدينا توجها لزيادة الاهتمام بهذه اللعبة.

وعن أبرز توجهاتنا هو المشاركة في الجولات المفتوحة للاتحاد الآسيوي، إذ لا نريد الآن أن نكتفي فقط بالمشاركة بالبطولات الخليجية والعربية.

وأما الجديد فهو تكوين منتخبات للناشئين والشباب كالتي أقمناها في المرحلة السابقة ودعمها من أجل المشاركة في التصفيات المؤهلة لبطولة العالم للألعاب الشاطئية التي استحدثت قبل عامين وستقام في الصين. وكذلك المشاركة في جولات عالمية لفئة الشباب. وهذا يعني أن الدعم سيكون كبيراً بإذن الله تعالى لهذه اللعبة المنجزة دائماً.

الاتحاد والعربية

...(أبو جواد) الآن ستنظمون البطولة العربية لمنتخبات الرجال... ما هو طموحكم فيها؟

- الطموح سيكون المحافظة على اللقب الذي حققناه في العام 2008. ونحن كاتحاد سنسعى جاهدين لتوفير البيئة المناسبة للمنتخب حتى يكون في الموعد والتوفيق بيد الله سبحانه.

هل تنظيم البطولة سيعود بالاتحاد للديون من جديد؟

- لن تكون هناك ديون أبداً... إذ إننا سوقنا البطولة أيضاً. والراعي الذي سيكون مخصصا لاتحادنا سيكون هو نفسه راعياً للبطولة العربية.

... وماذا عن النقل التلفزيوني؟

- هناك مراسلات قائمة حالياً مع هيئة شئون الإعلام، وبإذن الله قريباً سنتوصل إلى اتفاق، لكي تنقل القناة الرياضية الحدث العربي.

ما هو تقييمكم لخطة المدرب الشكيلي بعد مرور 3 أشهر من انطلاقها تقريباً استعداداً للعربية؟

- لا نستطيع الحكم على البرنامج الذي وضعه المدرب حالياً... التقييم النهائي والحكم على عمل الجهاز الفني سيكون بعد انتهاء البطولة العربية.

اعتذار قطر ومصر والجزائر هل سيؤثر على نجاح البطولة أم أن مشاركة بطل إفريقيا تونس ومنتخبات الخليج سيثريها؟

- حالياً هناك (8) منتخبات أكدت مشاركتها رسمياً، وهي تونس، ليبيا، الأردن، العراق، الإمارات، السعودية، الكويت بالإضافة لمنتخبنا الوطني. ومشاركة هذه المنتخبات بكل تأكيد سيكون له دور إيجابي في إثراء المنافسة وخصوصاً أن تونس صاحبة التاريخ ستشارك وكذلك بعض المنتخبات الخليجية القوية.

ومع ذلك فمن الطبيعي أن يكون لاعتذار منتخبات لها وزنها دور في تأثر البطولة فنياً، لكن هذا لا يعني أن البطولة لن تكون ذات قوة كبيرة. بل نتمنى أن تكون كل المنتخبات جاهزة لهذا الحدث حتى نعكس مدى تطور اللعبة في وطننا العربي بالنسبة لكل من يتابعنا.

انتخابات الدورة المقبلة

هل سترشح نفسك للدورة الانتخابية من جديد؟

- نعم، سأترشح للدورة الانتخابية المقبلة.

حبذا لو أبحت لنا بالقائمة الموحدة التي ستدخلون بها الانتخابات؟

- من الصعب إعلان الأسماء حالياً... لكن نحن في الاتحاد نرى أن نتاج عملنا كان إيجابياً وراضون عنه كثيراً، ولهذا رأينا بأننا قادرون على تحقيق المزيد وخصوصاً أننا مجموعة متجانسة وسنسعى لبذل قصار جهدنا من أجل مواصلة العمل، وفي النهاية هناك جمعية عمومية هي التي ستختار الأسماء التي ستصل لمجلس الإدارة عبر الانتخابات.

كلمة أخيرة؟

- نحن في مجلس إدارة اتحاد الطائرة فخورون بفترة عملنا في الاتحاد، وبما أنجزناه وحققناه من بطولات وألقاب خلال المرحلة الماضية، وعززنا ما حققه الأخوة الذين سبقونا، وأثبتنا أننا خير من عمل بجد من أجل بقاء الكرة الطائرة البحرينية في الواجهة الخليجية والعربية دائماً.