تحفل البحرين بالكثير من العجائب والغرائب التي تجعلها محط أنظار العالم بأسره لدرجة أن تسلط الوسائل الإعلامية العالمية والخارجية الأضواء عليها بصورة كبيرة في ظل أهمية الحدث على أرض الواقع.

ومن أهم وأبرز ما شهدته الساحة الرياضية البحرينية في الفترة القليلة الماضية هو ملعب نادي المحرق وأرضيته «السيئة» وقدرته على استضافة المباريات الدولية والمحلية، وتسابقت بعض القنوات الخارجية لتسليط الأضواء على هذا الحدث وخصوصا أنه مقترن بحدث خليجي هام وبارز في المنطقة وهو استضافة البحرين لخليجي 21 مطلع العام المقبل.

ولعل أبرز ما أثير في هذا الجانب تركز على قدرة البحرين على استضافة الحدث الخليجي وقدرتها على تأمين التنظيم الذي يليق بالحدث خصوصا مع ما يخرج من بيانات أو تصريحات رسمية وإعلامية عن خطة وبرنامج الاستعدادات والزيارات التفتيشية للجان الخليجية.

حدثا آخر ربما أثار لغطا وحالة من القلق ساهم في نشره البعض بطريقة «هستيرية» وتجييره لأهداف «معلومة» عبر حرفه عن مساره وهو ما حدث في مباريات دوري الدرجة الثانية وملعب نادي اتحاد الريف بالمنطقة الغربية عندما تم إلقاء «مسيلات دموع» من جهة غير معروفة، وهذا الحدث «الغامض» الجميع يدينه ويستنكره نظرا لسلبياته الكبيرة على صورة البحرين وقدرتها على احتضان البطولات والمسابقات الإقليمية والعربية والقارية.

لعل هناك من يستغل الحوادث العارضة لتضخيم الأمور وتصوير الأجواء العامة في البحرين وكأنها سوداوية يتخللها حركات عنف وإرهاب وإجرام منقطع النظير على رغم أن كل ما يدور على أرض الواقع بعيد كل البعد عن تلك الجوانب، ولتقريب المعنى أكثر نستشهد ببعض الأعمال الفنية الجميلة التي شاهدناها في العقد الماضي ومنها فيلم الممثل الشهير عادل إمام «الإرهاب والكباب» عندما تم تصويره وكأنه إرهابي على رغم أنه مواطن وإنسان ببساطته وعفويته وظروفه القاسية، إلا أن الإعلام القاسي صوره وكأنه «زعيم الإرهاب».

نحن على ثقة وإيمان بصورة مطلقة لا حدود لها في قدرة البحرين على استضافة أي حدث رياضي نتيجة الكوادر والكفاءات التي نمتلكها، إلا أن البعض ربما يساهم ولو عن غير قصد في نشر صورة غير جيدة عما نعيشه على أرض الواقع وهو الأمر الذي حدث قبل عامين في اليمن الشقيق عندما دارت تكهنات وروايات كثيرة عن حالة الأمن هناك قبل خليجي 20، إلا أن الواقع الذي شاهده الجميع كان بعيدا وخرجت الدورة من أفضل الدورات على مستوى الحضور الجماهيري على رغم وجود بعض التحفظات في الشأن التنظيمي.