العدد 3683 - السبت 06 أكتوبر 2012م الموافق 20 ذي القعدة 1433هـ

تعطي و«تعاير»!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

يجب ألاّ نتفاجأ من بعض الناس الذين يعطون و«يعايرون» على ما أعطوا، ولو كان عطاؤهم طفيفاً، فلقد اتّصل بنا أحد الاخوة يشتكي من أخيه الذي أعطاه هديّة ثمينة، وما لبث بعد أن احتدم الصدام بينهما، إلاّ أن يعايره بما أعطاه، ولكأنّ الهدايا ليس لها قيمة إلا في وقتها، وتنتهي ويتم المطالبة بها، عندما تكون سلاحاً لكسر العلاقات!

غيض من فيض، نجد هناك أولئك الذين يحسبون توسّطهم للبعض في عمل ما أو صفقة ما على أنّها هدية، ويعايرون بها القاصي والداني، حتى يكره الشخص حياته ويتمنى لو دارت الأيام ولم يأخذ هذه العطية!

وهناك أشخاص يعطون لأنّ واجبهم العطاء، ولكن بعدما تختلف معهم في الآراء، تجد العطيّة كمسمار جحا، وتسمعه يقول لك: أنا أعطيتك في يوم من الأيام، أنا تفضّلت عليك في يوم ما، وهكذا دواليك.

الدولة – أية دولة - عندما تعطي مواطنيها، فإنّ هذا ميثاق شرف بينها وبين مواطنيها، فلا فضل للدولة بشيء، وإنّما هي عملية توازن اجتماعي سياسي، بين الأخذ والعطاء، ولكن تجد بعض الحاقدين يستغل ما بذلته الدولة في سنوات طويلة، فيعاير بها أشخاصاً كان لهم حق ثابت في تلك الأمور الأساسية، كالتعليم والصحّة والعمل. ولبئس ما تفرزه المجتمعات أو الدول من هذه الأصناف، لأنّهم يجتهدون في الشر ولا يبذلون كلمة حق في الخير.

وللأسف هذا النوع من الأشخاص مريض اجتماعياً، لا يعرف كيف يبدأ ضريبته، ولا نعتقد بأنّه تعلّم لعبة الشطرنج في يوم ما، فالشطرنج تجعلك صبوراً حكيماً، لا أحمق غبياً، تحرق أوراقك كلّها، وما هي إلاّ لحظات حتى تجد الرماد منتشراً سريعاً بعد الحرق.

لا يسعنا إلاّ أن ننصح هؤلاء المتمصلحين من وراء أزمات الآخرين، بألاّ يستمرّوا في الحمق، فأوّله خراب، ونهايته دمار، ولا يسر بل يضر، وينتهي بكارثة تصيب المتمصلح قبل غيره، فمن يلعب بالنار، لابد أن تكويه في أحد الأيام!

الشعوب العربية لا تريد عطايا ولا هدايا ولا تريد من يعايرها بأرضها، فالحقوق واضحة للعيان، والدولة مستمرة في التقديم، سواءً في الإسكان أو التعليم أو الصحّة... إلخ، كلّها أمور متوازنة بين الشعب والدولة، ولكننا نريد إسكات تلك الأفواه المغرّرة الحاقدة، التي تنخر في الجسم البحريني، ملتفتة يمنة تارة ويسرة تارة أخرى. ولو تركنا الحبل على الغارب، وجعلنا هؤلاء المتمصلحين الضائعين في وهم «المعاير» ربّانا، فإنّنا يجب أن نقول على الدنيا السلام، لأنّ الأقنعة سقطت، ومازالت تتساقط، وما لها وما عليها إلا شعرة معاوية، ونحن لا نريد لها الانقطاع، والحر تكفيه الاشارة!

لهؤلاء المتمصلحين: تعطي وتعاير، تذكّر هذه الجملة جيداً وافهمها قبل أن تتفوّه بكلمات حمقاء، لا تسندك في يوم ما، فأنت لا شيء مادمت تعاير الناس على عطاء واجب أو حتى على معروف مصطنع.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3683 - السبت 06 أكتوبر 2012م الموافق 20 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 3:35 م

      صدقتي و لاكن

      كل مواطن شريف لة الحق في كل الخدمات واكثر لة الكرامة و العزة و الثروة لة الاحترام لة ان يحلم بوطن جميل لاكن الخائن من وضع يدة في يد الاجنبي و يعيدنا الي الاستعمار من جديد من يريد ان تكون البحرين محافظة ايرانية من يومياً يخرب و يحرق البحرين هل تعتقدين يستحق من البحرين شئ

    • زائر 27 | 11:29 ص

      المتمصلحين

      هولاء المتمصلحين حصلو على مميزات لم تخطر على بالهم. فمنهم مسن لم يحصل على حتى الابتدائية وبين ليلة وضحاها يكون نائبا او مسؤلا كبيرا ومنهم من حصل على جنسية واصبح ذا مركزا مرموقا وكان لم يفثر فيه حتى في احلام اليقضة عموما هولاء قصتهم كقصة الاعمى الذي لم احضرو صينية الغذاء اخذ الدجاجتين بكلتا يديه ولما سئل لما لا تترك للباقين اداما قال علينا انا اعمى وحصلت على دجلجتين فكيف بكم ايها المبصرون

    • زائر 24 | 6:40 ص

      نحن من يعاير الدولة!!!!!!

      ماالدولة الا افراد موظفون بمرتبات ضخمة لخدمة الشعب فقط فاالدولة هي المقصرة !! فرواتبنا ضعيفة ومساكننا الله المستعان وشوارعنا ومستشفياتنا وملاعبنا وحدائقنا وسواحلنا وبحارنا ووووووووووووووووووووو

    • زائر 22 | 5:28 ص

      أول مرة في العالم

      مواطن يدفع 25 سنة على بيت إسكان وتعايرة الدولة يذكرني في زمن صدام غازي الكويت يعدم المعارض ويطلب من أهل الشهيد مبلغ مقابل الرصاص اللي إخترق جسد ذلك الشهيد

    • زائر 21 | 4:56 ص

      الحكومه تعمل لدى الشعب

      الحكومه موضف لدى الشعب كل المدير فى المؤسسه تدير مصالحه وثروته وتستلام راتب شهري ما تعطيه الشعب حقوق وليس منه

    • زائر 20 | 4:51 ص

      صحه الله لسانك

      والله أنتي يابنت الشروق يحسدوننا الحاقدين على الوطن بكي وقد صدقتي في مقالكي في كل يوم يعطلع علينا احد ويعاير الناس الذي يختلف معهم ويقول انتم لا يترس عينكم شي وكل ماعتكم الحكومه تطلبون,ولكن الشره مو على هيك اناس ولكن الشره على القناة او الصحيفه التي تستقبل اناس على هذه الشاكله,ولكن يا أختي يعودنا على هذه الناس

    • زائر 19 | 3:53 ص

      موافق بشدة

      بصراحة اختي كلامج في الصميم

    • زائر 18 | 3:46 ص

      اذا تعسا لهم من جهلة!!!!

      هؤلاء يا اختي تعودوا ان يعيشوا عبيدا ويأكلوا الفضلات والمكرمات
      نحن يا استاذتي احرار لا نرضى الا بالحقوق لامنة ولا مكرمات من احد

    • زائر 17 | 2:45 ص

      تعطي وتعاير

      لا تعطيك شي من الحقوق وتقول على نفقت الدوله

    • زائر 15 | 2:40 ص

      المعاير .... لغة العاجز يا مريم

      من يعاير الناس ويضع البرامج في التلفزيون وتفرد الصحف وتكتب المقالات الغبية لهذا الهدف ( المعاير ) ونسوا او تناسو او عموا وصموا عن ان الدولة لم تقم الا على اكتاف الناس الذين يعايرونهم ، فالدول ليست حيطان وابنية بل بشر اقام تلك الأبنية والصروح وما تعطيه الدولة هو حق للمواطن بدل عمله وفناء حياته في ازدهارها ، لكن يا عزيزتنا مريم من يقبل الذل والعبودية هو الذي يرى الناس بطبعه الذي يقبل بالفتاة ويعيش على موائد المعطين دون عناء ولا تعب بينما من يعايرهم هم من اقام اساس الدولة وهو اليوم ينهبها .

    • زائر 14 | 2:11 ص

      نفقة الدولة

      ذكرتيني في يوم من الايام كنا نشاهد التلفزيون على قناة كانت تعرض صور معارضين للحكم وتقول حصل على بيت اسكان على نفقة الدولة، حصل اخيه على منحه على نفقة الدولة، حصلت اخته على علاج على نفقة الدولة، حصل والده على قبر على نفقة الدولة.
      لكن نسي ذلك المضيع اضافة
      تشهير على نفقة الدولة، اختناق على نفقة الدولة، تعذيب على نفقة الدولة، اصابات على نفقة الدولة، قتيل على نفقة الدولة، تهم على نفقة الدولة
      كان الله في عون نفقة الدولة

    • زائر 13 | 2:06 ص

      بارك الله فيك

      سدد الله خطاك ووفقكى وابعد ايدى الحاقدين عنكى

    • زائر 12 | 2:05 ص

      بعد

      شدراني الحلال حلالنا ويناشبونه فيه لا وجايبين الغرب ينهبون منه

    • زائر 11 | 2:04 ص

      حركات اطفال ..

      الطفل يعطي اخاه او قريبه هدية ما .. و متى ما صار بينهم اختلاف بسيط تلاقاه
      يعاير اخاه او قريبه بالهدية و يطالبه باعادتها او يعايرها بها ..
      المشكل بالامر السلطة و الحكومة و من يطبل لهم يمنون على المواطن امور هي
      من اساس حق من حقوقه المحقة ..

    • زائر 10 | 1:51 ص

      متهم ب ا ل ط ا ئ ف ي ة 2

      يتبع..
      عموما هذه هي الحكومة الرشيدة التي صم اذآننا نهيق القوم بها..

    • زائر 9 | 1:07 ص

      متهم ب ا ل ط ا ئ ف ي ة

      ان ما هو مخجل بحق ان تكون تلك العطايا مطلوب دفع ثمنها..
      فلو كانت بالفعل عطية منزل ضيق بعد صبر عشرين سنة من دون الدفع لقلنا لهم ذرة حق في (المعاير) ولكن ان تكون العطية بشرط تسديد ثمنها لعشرين سنة لهو امر اقل وصف له (عار).

    • زائر 8 | 1:04 ص

      كل شئ الدوله

      حتى الهواء الذي نتنفسه هو بفضل الدوله

    • زائر 7 | 12:56 ص

      خيرات وارض البحرين الكل مواطن

      يعتقدون ان السكن والمستشفيات وجميع الخدمات من الوزير الفلاني وليس من حق الدولة

    • زائر 4 | 12:21 ص

      حقوق و ليس مكرمة

      الظاهر هالناس اللي يعايروا مايدرون ان فيه حقوق للمواطنين مثل تدريس المواطنين و حق علاجهم و ابتعاثهم للدراسه و اعطاءهم السكن و الوظيفة و الراتب المناسب لان بالمواطن يرتفع الوطن و بالمواطنين يرتقي الوطن فلا تعايروا و لا تخوّنوا الناس ترا هاذي حقوق طبيعية لكل مواطن

    • زائر 3 | 12:05 ص

      على نفقة الدولة

      امس تريقنا على نفقة الدوله وركبنا النقل العام على نفقة الدوله وبعدين رحنه نحدق في البحر على نفقة الدوله وقلينا السمك على نفقة الدوله وووووووووووووعلى نفقة الدوله

    • زائر 2 | 11:16 م

      الاخت مريم الشروقي

      اسأل الله ان يوفقك الى كل خير صاحبة القلم الناطق انك من خيرة من يتكلمون بالحق والحق يعلا ولايعلا عليه جعلك الله دوما في من يبدلون مابسعهم من اجل الوطن والمواطن شكرا لك مره اخرى

    • زائر 1 | 10:41 م

      فلان تعالج على نفقة الدولة

      ما أدري الدولة تعطي الناس من عندها

اقرأ ايضاً