يصادف الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول اليوم العالمي لنبذ العنف، وهو يوم صادف سقوط أحد ضحايا السكلر من المعتقلين في البحرين، ويوم اعتقال 6 من كوادر الطاقم الطبي ممن اتُهِموا في أحداث 14 فبراير/ شباط في قضايا الجنايات، ويوم محاكمة بقية الكادر الطبي المتهم في قضايا الجنح، لتؤجل المحاكمة إلى يوم7 أكتوبر الجاري للنظر في شكاوى التعذيب التي رفعها الطاقم.
مرَّ اليوم على البحرين عصيباً، ففيه فقدت الأرض أحد أبنائها نتيجة مرضٍ حصد الكثير من الضحايا هذا العام، مريضٌ معتقلٌ حاول محاميه، بحسب تصريحه، أن يلتمس له عذراً لنقله للمستشفى وتقديم الرعاية الصحية له بسبب تدهور حالته الصحية منذ فترة طويلة من دون فائدة، حتى نُقِل بعد فوات الأوان إلى مستشفى السلمانية وفاضت روحه للسماء فجر ذلك اليوم. وفيه اعتقل ستة أفرادٍ من الكوادر الطبية التي شكلت قضيتهم قضية رأي عام محلي ودولي، طالبت خلالها الكثير من المنظمات المحلية والدولية بالإفراج عنهم لأنهم لم يقترفوا ذنباً غير التعبير عن استيائهم يوم منع الإسعاف من نقل الجرحى، فخرج بعضهم في مسيرة تستنكر هذا الحدث، وهو ما أثبته تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، وهو ذاته من فنّد ادعاءات كثيرة اتهم بها هؤلاء الأطباء والممرضون والمسعفون.
في المؤتمر الصحافي الذي عقده بعض أفراد الطاقم الطبي بالتعاون مع «المرصد البحريني لحقوق الإنسان» للحديث حول الحكم النهائي الذي صدر بحق المتهمين في قضايا الجنايات، حثّت رولا الصفار (وهي أحد أفراد الطاقم الطبي) الشعب البحريني ألا ينسى هذا التاريخ، وأصرت المحامية جليلة السيد على بطلان هذا الحكم باعتبار أن الإجراءات التي سبقته كانت «باطلة» كما وصفتها، معللة ذلك ببطلان إجراءات القبض وبطلان المحاكمة نفسها باعتبار أن الكادر عرض على غير المحكمة المتخصصة، في حين أن النيابة أصرت لوكالة أنباء البحرين أن الحكم نهائي وهو ما يعني طيّ صفحة هذه القضية بالكامل.
أقول كل هذه الأحداث وأربطها باليوم العالمي لنبذ العنف، لأن هنالك شكلين للعنف: إما أن يكون جسدياً ونفسياً، وما حدث ويحدث للكادر الطبي هو عنف مزدوج، فالمتهمون في قضايا الجنح مازالت قضيتهم قائمة لم يصدر بها حكم على رغم مرور أكثر من عام ونصف العام، وهو نوع من العنف النفسي ضدهم، إذ مروا بسلسلة طويلة من التأجيلات يتجرعون فيها الأمل واليأس في كل مرة يحدد فيها القاضي يوماً لجلسة المحاكمة؛ وما تعرّض له هؤلاء الكوادر الوطنية جميعاً من تعذيب جسدي داخل المعتقل بحسب إفاداتهم وتقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق واعتراف النيابة في محاضر المحاكمات، هو عنف جسدي ونفسي.
وأعود مجدداً لفقيد اليوم العالمي لنبذ العنف الشاب محمد مشيمع، لأكرر المطالبة كغيري من الصحافيين والمهتمين والمسئولين في مختلف المجالات بوضع حل لمعاناة مرضى السكلر في البحرين، ومحاسبة جميع المتورطين في الإهمال الذي يودي بحياة المواطنين من المرضى بهذا المرض، والذي طالما كُتِبَ عنه.
ومضة: «إن النصر الناتج عن العنف هو مساوٍ للهزيمة، إذ إنه سريع الانقضاء».
المهاتما غاندي
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3680 - الأربعاء 03 أكتوبر 2012م الموافق 17 ذي القعدة 1433هـ
استاذة مقالش روعة
مقال جميل ويبعث الالم والامل في النفس في الوقت ذاته
الناس تنتهل منكم ايها الكتاب الشرفاء الامل حينما تكتبون معاناتهم فشكرا لكم
سحقا لهؤلاء القتلة
سحقا لكل من تسبب في قتل انسان سحقاةلمن تسبب في جرح اى مخلوق سحقا لكل من راى ولم يمد يد العون لهؤلاء
اول مرة
كما اننا لم نسمع ان هناك دولة غير البحرين سجنت اطباء بتهم سياسية لانهم عالجوا المرضى بينما يتنعم من هرب من المعالجة بالنعيم الان وبمناصب الاطباء الذين اقالتهم الجمعية الان ايضا . شريط الانتقام لايزال مستمر وستثبت الايام براءة جميع المتهمين يا استاذة سوسن لن ننتظر طويلا
محاسبة المتورطين
وحين يكون الاهمال الطبي سبب في وفاة معتقل يجب ان يحاول اهله مقاضاة المتسببين ويجب ان. يبدا وزير الصحة بمحاولة. ايجاد حل جذري لأزمة السكلر ووزير الداخلية حل جذري لمعاناة المعتقلين كي نشعر بقليل من الاطمئنان
جميل
رائع استاذة جمعت كل ما عانيناه في مقال شكرا لك